صحة غزة تحذر من "فاجعة" بسبب الكهرباء
فلسطين اليوم-غزة
حذرت وزارة الصحة في الحكومة الفلسطينية من كارثة إنسانية وصحية ستلحق بالقطاع الصحي جراء نفاد الوقود في المستشفيات على وجه التحديد، حيث تعاني مستشفيات القطاع في هذه الأثناء من نقص حاد في الوقود يصل إلى 300 ألف لتر من السولار واللازم لتشغيل المولدات الكهربائية،فضلا عن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وما يصاحب ذلك من فاجعة قد تحدث في أي لحظة.
وأكدت الوزارة في بيان صحفي وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه "أن حجم الضرر على المرضى وعلىالأجهزة الطبية كبير جدا لاسيما وأن العديد من المستشفيات قد تتوقف فيها بعضالخدمات الطارئة والمهمة جدا، بالإضافة إلى ثلاجات الأدوية، ومختبرات التحاليلالطبية وبنوك الدم.
وأشار البيان إلى عمق الأزمة يتضح من خلال الانخفاض الحاد في عدد الجلسات العاجية والعناية بالحالات الصعبة والحرجة "إذ أصبح متوسط جلسات غسيل الكلى (كبار + صغار) فيكافة أقسام الكلى بالمستشفيات يصل إلى 164 جلسة يوميا، ويوجد في أقسام العنايةالمركزة عامة 24 مريضا، بينما يوجد في أقسام عناية مركزة أطفال 14 مريضا، أما أقسامعناية مركزة مواليد فتشتمل على 66 مريضا، هذا وتجرى في أقسام العمليات (كبرى وصغرىقرابة 90 عملية يومية، وتعطى وجبات العلاج الكيماوي لمرضى السرطان وأمراض الدم 49مريضا بشكل يومي. هذا ويوجد في وزارة الصحة 40 مختبرا في مراكز الرعاية الصحيةالأولية، المختبر المركزي، مختبر الصحة العامة، ويوجد 11 مختبرا في المستشفيات، كماويوجد 8 بنوك دم في المستشفيات، تكمن المشكلة أنه حال انقطاع التيار الكهربائي فإنإجراء التحاليل المختلفة للمرضى تتوقف مما يؤدي إلى تأخر صدور النتائج ، وهذا يؤثربشكل سلبي على مئات المرضى الذين بحاجة ماسة لإجراء التحاليل. إضافة إلى الخسائرالمادية في المحاليل نتيجة الاضطرار إلى إعادة معظم التحاليل مرة أخرى، كما أن معظمالمحاليل تحتاج إلى الثلاجات لحفظها مما يؤدي إلى فساد المحاليل المخزنة".
ويضيف البيان "أن المحاليل داخل الثلاجات تتلف بعد 3 أو 4 ساعات من انقطاع الكهرباء عنها في درجةحرارة الغرفة الموجودة بها الثلاجات، علما بأنه تحفظ المحاليل في درجة حرارة 2-8درجات مئوية، فإذا زادت درجات الحرارة عن ذلك المعدل.تتأثر نتائج التحاليل ولا تكونالنتائج دقيقة أو سليمة. كما وأن وحدات الدم تفسد إذا زادت درجة الحرارة عن المعدلالسابق. ويشار هنا إلى أن مكونات الدم (البلازما -المرسب البارد ،الصفائح الدمويةتتضرر إذا ذابت وتفسد مباشرة، وبالتالي فإن كل مخزون في بنوك الدم في المستشفياتسيفسد. وبالنسبة لثلاجات الأدوية، فتوجد 8 مخازن أساسية في وزارة الصحة وتحتوي هذهالمخازن على ثلاجات خاصة بالأدوية وتحفظ بها كميات كبيرة من الأمصال والتطعيمات،وكذلك الأدوية التخصصية لمرضى السرطان وأمراض الدم، تصل قيمتها إلى قرابة 7 ملاييندولار. وإذا انقطع التيار الكهربائي عنها فإنها ستفسد وتتلف. وهناك أضرار تسببأعطال في الأجهزة والأنظمة والمعدات الطبية، والتي تحتاج إلى وقت وجهد ومال كبيرلمعالجة التبعات المترتبة على ذلك مثل عطل متكرر لكثير من لوحات أجهزة الكليةالصناعية، عطل وحدات التكييف المركزي لأقسام العمليات والعناية المركزة وأجهزة،و عطل في محطات توليد الأكسجين، عطل في وحدات الفاكوم والهواء، احتراق بعض طاولاتالعمليات التي تعمل بالكهرباء، عطل بعض أجهزة الأشعة، عطل وحداتلوحات الكهرباءالرئيسية، أعطال مولدات الكهرباء الناتج عن تشغيل هذه المولدات لفترات وساعات طويلةوبأحمال عالية. وتؤكد وزارة الصحة أن هناك تأثيرات غبر مباشرة لانقطاع الكهرباءتتمثل في ارتفاع معدلات استهلاك الوقود، ارتفاع معدلات تغيير فلاتر المولداتوالزيوت للساعات التشغيلية الطولية للمولدات، استنفاذ جزء كبير من الطاقة البشريةلمتابعة الأعطال المتكررة ومعالجتها، زيادة استهلاك قطع غيار الأجهزة الطبية.
وأوضحت الوزارة أن الاحتلال يمنع دخول أجهزةالكبيرة الحجم التي يمكن ربط أجهزة العناية المركزة وأجهزة غسيل الكلى وأجهزةوهناكضخمة تغذي أقسام كلى بالكامل ومدفوعثمنها ولم يسمح الاحتلال بإدخالها.
وناشدت الصحة كافة المؤسسات الدولية والإنسانية والحقوقية، وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين بضرورة التدخل الفوري والعاجل قبل فوات الأوان للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل السماح بإدخال الوقود لمنع حدوث كارثة إنسانية ستكون نتائجها وخيمة في حال استمرت هذه الأزمة.