خبر صحة غزة تحذر من « فاجعة » بسبب الكهرباء

الساعة 07:54 ص|18 ابريل 2010

صحة غزة تحذر من "فاجعة" بسبب الكهرباء

فلسطين اليوم-غزة

حذرت وزارة الصحة في الحكومة الفلسطينية من كارثة إنسانية وصحية ستلحق بالقطاع الصحي جراء ‏نفاد الوقود في المستشفيات على وجه التحديد، حيث تعاني مستشفيات القطاع في هذه الأثناء من نقص ‏حاد في الوقود يصل إلى 300 ألف لتر من السولار واللازم لتشغيل المولدات الكهربائية،فضلا عن ا‏لانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وما يصاحب ذلك من فاجعة قد تحدث في أي لحظة.‏

 

وأكدت الوزارة في بيان صحفي وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه "أن حجم الضرر على المرضى وعلى‎ ‎الأجهزة الطبية كبير جدا لاسيما وأن العديد ‏من المستشفيات قد تتوقف فيها بعض‎ ‎الخدمات الطارئة والمهمة جدا، بالإضافة إلى ثلاجات الأدوية، ‏ومختبرات التحاليل‎ ‎الطبية وبنوك الدم.

 

وأشار البيان إلى عمق الأزمة يتضح من خلال الانخفاض الحاد في عدد الجلسات العاجية والعناية بالحالات الصعبة والحرجة "إذ أصبح متوسط جلسات غسيل الكلى (كبار + ‏صغار) في‎ ‎كافة أقسام الكلى بالمستشفيات يصل إلى 164 جلسة يوميا، ويوجد في أقسام العناية‏‎ ‎المركزة عامة 24 مريضا، بينما يوجد في أقسام عناية مركزة أطفال 14 مريضا، أما أقسام‏‎ ‎عناية ‏مركزة مواليد فتشتمل على 66 مريضا، هذا وتجرى في أقسام العمليات (كبرى وصغرى‎) ‎قرابة 90 ‏عملية يومية، وتعطى وجبات العلاج الكيماوي لمرضى السرطان وأمراض الدم 49‏‎ ‎مريضا بشكل ‏يومي. هذا ويوجد في وزارة الصحة 40 مختبرا في مراكز الرعاية الصحية‏‎ ‎الأولية، المختبر ‏المركزي، مختبر الصحة العامة، ويوجد 11 مختبرا في المستشفيات، كما‏‎ ‎ويوجد 8 بنوك دم في ‏المستشفيات، تكمن المشكلة أنه حال انقطاع التيار الكهربائي فإن‎ ‎إجراء التحاليل المختلفة للمرضى ‏تتوقف مما يؤدي إلى تأخر صدور النتائج ، وهذا يؤثر‎ ‎بشكل سلبي على مئات المرضى الذين بحاجة ‏ماسة لإجراء التحاليل. إضافة إلى الخسائر‎ ‎المادية في المحاليل نتيجة الاضطرار إلى إعادة معظم ‏التحاليل مرة أخرى، كما أن معظم‎ ‎المحاليل تحتاج إلى الثلاجات لحفظها مما يؤدي إلى فساد المحاليل ‏المخزنة".

 

ويضيف البيان "أن المحاليل داخل الثلاجات تتلف بعد 3 أو 4 ساعات من انقطاع الكهرباء عنها ‏في درجة‎ ‎حرارة الغرفة الموجودة بها الثلاجات، علما بأنه تحفظ المحاليل في درجة حرارة 2-8‏‎ ‎درجات مئوية، فإذا زادت درجات الحرارة عن ذلك المعدل.تتأثر نتائج التحاليل ولا تكون‎ ‎النتائج دقيقة أو سليمة. كما وأن وحدات الدم تفسد إذا زادت درجة الحرارة عن المعدل‎ ‎السابق. ويشار هنا إلى ‏أن مكونات الدم (البلازما -المرسب البارد ،الصفائح الدموية‎) ‎تتضرر إذا ذابت وتفسد مباشرة، ‏ وبالتالي فإن كل مخزون في بنوك الدم في المستشفيات‎ ‎سيفسد. ‏وبالنسبة لثلاجات الأدوية، فتوجد 8 مخازن أساسية في وزارة الصحة وتحتوي هذه‏‎ ‎المخازن على ‏ثلاجات خاصة بالأدوية وتحفظ بها كميات كبيرة من الأمصال والتطعيمات،‎ ‎وكذلك الأدوية ‏التخصصية لمرضى السرطان وأمراض الدم، تصل قيمتها إلى قرابة 7 ملايين‏‎ ‎دولار. وإذا انقطع ‏التيار الكهربائي عنها فإنها ستفسد وتتلف. وهناك أضرار تسبب‎ ‎أعطال في الأجهزة والأنظمة ‏والمعدات الطبية، والتي تحتاج إلى وقت وجهد ومال كبير‎ ‎لمعالجة التبعات المترتبة على ذلك مثل ‏عطل متكرر لكثير من لوحات أجهزة الكلية‎ ‎الصناعية، عطل وحدات التكييف المركزي لأقسام ‏العمليات والعناية المركزة وأجهزة‎ CT‎،‎ ‎و عطل في محطات توليد الأكسجين، عطل في وحدات ‏الفاكوم والهواء، احتراق بعض طاولات‎ ‎العمليات التي تعمل بالكهرباء، عطل بعض أجهزة الأشعة، ‏عطل وحدات‎ ATC ‎لوحات الكهرباء‎ ‎الرئيسية، أعطال مولدات الكهرباء الناتج عن تشغيل هذه ‏المولدات لفترات وساعات طويلة‎ ‎وبأحمال عالية. وتؤكد وزارة الصحة أن هناك تأثيرات غبر مباشرة ‏لانقطاع الكهرباء‎ ‎تتمثل في ارتفاع معدلات استهلاك الوقود، ارتفاع معدلات تغيير فلاتر المولدات‎ ‎والزيوت للساعات التشغيلية الطولية للمولدات، استنفاذ جزء كبير من الطاقة البشرية‎ ‎لمتابعة الأعطال ‏المتكررة ومعالجتها، زيادة استهلاك قطع غيار الأجهزة الطبية.

 

وأوضحت الوزارة أن الاحتلال يمنع دخول ‏أجهزة‎ UPS ‎الكبيرة الحجم التي يمكن ربط أجهزة العناية ‎المركزة وأجهزة غسيل الكلى وأجهزة‎ CT ‎وهناك‎ UPS ‎ضخمة تغذي أقسام كلى بالكامل ومدفوع‎ ‎ثمنها ولم يسمح الاحتلال بإدخالها.‏

 

وناشدت الصحة كافة المؤسسات الدولية والإنسانية والحقوقية، وفي مقدمتها اللجنة ‏الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين بضرورة التدخل ‏الفوري والعاجل قبل فوات الأوان للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل السماح بإدخال ‏الوقود لمنع حدوث كارثة إنسانية ستكون نتائجها وخيمة في حال استمرت هذه الأزمة.