خبر الدكتور شلح لـ « الأسرى »: منكم نستمد أجمل معاني الصبر والثبات والصمود

الساعة 10:33 ص|17 ابريل 2010
                                                                                                                                           

الدكتور شلح لـ "الأسرى": منكم نستمد أجمل معاني الصبر والثبات والصمود


فلسطين اليوم-  غزة

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان عبد الله شلح اليوم السبت، على أن قضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي جزء من الصراع الأممي على فلسطين، وأن من يساوم على حريتهم يساوم على فلسطين والقدس.

 

كما شدد الدكتور شلح، على معركة حرية الأسرى هي معركة حرية الوطن فلسطين كل فلسطين، ومن يتخلى عنهم أو ينساهم يتخلى عن فلسطين والقدس، موجهاً التحية لكافة الأسرى في سجون الاحتلال.

 

جاء ذلك في المؤتمر الشعبي "الحفاظ على قضية الأسرى كقضية إجماع وطني" الذي تنظمه حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في قاعة المؤتمرات بمركز رشاد الشوا بمدينة غزة، ضمن فعاليات يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف اليوم، وهم يخوضون كذلك معركتهم النضالية لانتزاع حقوقهم.

 

ووجه الأمين العام حديث للأسرى قائلاً:"كل الكلمات أصغر من قاماتكم العالية، وهاماتكم الشامخة، لأنكم تدفعون أعز وأغلى ما يملك الإنسان بعد روحه وحياته.. ألا وهي حريته، ضريبةً وثمناً للإنتماء للإسلام وفلسطين والمقاومة".

 

وأوضح، أن لا قيمة للحديث يوجه إليهم اليوم مالم يلامس حريتهم، مستدركاً قوله:"لكن عندما تغلق كل الطرق والأبواب لمن يسعى لنيل حريتكم يبقى باب واحد لا يوصده أحد يمكن الولوج منه، هو باب الله عز وجل الذي حدد العلاقة ورسم المسافة بينه وعباده، بقوله،"وهو معكم أينما كنتم"، وقوله "ونحن أقرب إليه من حبل الوريد".

 

وأكد، على أنه ليس ثمة شئ يمكن أن يعول عليه اليوم، أهم من ثبات الأسرى وصبرهم وإيمانهم ووعيهم، معتبراً أن قضية الأسرى هي جزء من قضية فلسطين، وأنهم في الأسر لأن فلسطين مأسورة والقدس مأسورة، ووصف الأسرى بأنهم فلذة كبد فلسطين، ومهجة القدس والذي سلبهم حريتهم هو من سلب شعبنا وطننا فلسطين.

 

وأضاف الدكتور شلح، أن الأسرى في الأسر لأن الأمة كلها في الأسر حكاماً ومحكومين والذي سلبهم حريتهم هو من سلب الأمة إراداتها، ولأنهم والشهداء كانوا الاستثناء الأبرز الذي انتصر في معركة سلب الإرادة، حيث دفعوا حريتهم ثمناً لهذا الانتصار.

 

وشدد الأمين العام للجهاد، على أن حرية الأسرى هي حرية الوطن، وتحريرهم هو من تحرير الأرض والمقدسات وتحرير القدس وفلسطين كل فلسطين، ومن حرية شعبنا من هذا السجن الكبير، والأمة من الأسر وخروجها من السجن الأمريكي الصهيوني الذي يمتد بطول وعرض العالم العربي والإسلامي.

 

وتابع الدكتور شلح قوله:"لا أريد لهذه الكلمات القليلة أن تشعروا أن الفرج أو الخلاص ضعيف لأنه دوماً في يد الله الذي هو أقرب إليكم من حبل الوريد"، مشيراً إلى أن العدو الإسرائيلي أصدر ضد الأسرى أحكاماً بالسجن تصل في حق بعضهم لعشرات بل مئات السنين ظناً منه أن كيانه باق مخلد على هذه الأرض.

 

ووجه كلماته للأسرى قائلاً:"إنكم والله أطول عمراً من هذا الكيان وسترون شمس فلسطين، وستتنسمون عبير الحرية بإذن لله، وسيفر السجن ويفر السجان بل سينهار هذا الكيان، ويزول من الوجود، وهذا ليس مجرد آمال بل وعد الله القادم و"ليتبروا ماعلا الله تتبيرا".

 

ورأى الدكتور شلح، أن ما يفعله العدو من تهويد للقدس اليوم، وإطلاق شرارة التهجير والترانسفير من الضفة الغربية والتهديد بالحرب ووجود المقاومة في المنطقة، سيقصر من عمر الصراع، وسيزول السجن والسجان، وينكسر القيد وتنكسر السلاسل، وينتصر السجين والشهيد والمقاتل وسينتصر الشعب في كل مكان والأمة، فيما ستدخل مواكب الفاتحين المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة.

 

وختم الدكتور شلح حديثه للأسرى:"منكم والله نستمد أجمل معاني الصبر والثبات والصمود، لكن لا يسعنا إلا أن نتواصى بما قاله الله عز وجل وجل :"يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون".

 

وفيما يلي نص الكلمة كاملة :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد..

إلى الأخوة والأخوات الأسرى والمعتقلين البواسل:

 في يومكم هذا، أحييكم، وأقول بداية: كل الكلمات أصغر من قاماتكم العالية وهاماتكم الشامخة، لأنكم تدفعون أعز وأغلى ما يملك الإنسان بعد روحه وحياته، ألا وهي حريته، ضريبة وثمناً للانتماء للإسلام وفلسطين والجهاد والمقاومة.

أدرك أن لا قيمة لأي حديث يوجه إليكم اليوم ما لم يلامس حريتكم. لكن، عندما تغلق كل الطرق، وتوصد كل الأبواب، في وجه من يسعى لنيل حريتكم، يبقى باب واحد لا يوصده أحد، يمكن الولوج منه إليكم، هو باب الله عز وجل، الذي حدد العلاقة ورسم المسافة بينه وبين خلقه وعباده بقوله تعالى "وهو معكم أينما كنتم" وقوله " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد".

في معية الله  سبحانه، ليس ثمة شيء يمكن أن نعول عليه اليوم أهم من ثباتكم، وصبركم، وإيمانكم، ووعيكم بعدة أمور تتعلق بجوهر وحقيقة أمركم منها:

أولاً: إن ما بات يعرف اليوم بقضية الأسرى، هي جزء لا يتجزأ من قضية فلسطين، فأنتم في الأسر لأن فلسطين مأسورة والقدس مأسورة، وأنتم والله فلذة كبد فلسطين ومهجة القدس، فالذي سلبكم حريتكم هو من سلبنا وطننا فلسطين.

ثانياً: أنتم في الأسر لأن الأمة كلها في الأسر أيضاً، حكاماً ومحكومين، فالذي سلبكم حريتكم هو من سلب الأمة إرادتها، ولأنكم والشهداء، كنتم الاستثناء الأبرز الذي انتصر في معركة سلب الإرادة، فقد دفعتم حريتكم ثمناً لهذا الانتصار.

ثالثاً: في ضوء هذا الفهم لقضيتكم، فإن حريتكم هي حرية الوطن. تحريركم هو من تحرير الأرض والمقدسات.. تحرير القدس و تحرير فلسطين، كل فلسطين. حريتكم هي من حرية شعبكم من هذا السجن الكبير. حريتكم هي من حرية الأمة من الأسر، وخروجها من السجن الأمريكي الصهيوني، الذي يمتد بطول وعرض الوطن العربي والإسلامي.

أخوتي وأخواتي الأحرار في قبضة السجان..

لا أريد بهذه الكلمات القليلة أن تشعروا بأن الفرج أو الخلاص بعيد، لأنه دوماً بيد الله الذي هو أقرب إليكم من حبل الوريد. لقد أردت أن أضع قضيتكم في نصابها الحقيقي، بأنكم جزء عزيز وغالٍ من الصراع الأممي على فلسطين، وأن معركة حريتكم هي معركة حرية الوطن فلسطين كل فلسطين. ومن يساوم على حريتكم يساوم على فلسطين.. من يتخلى عنكم أو ينساكم يتخلى عن فلسطين والقدس.

أخوتي وأخواتي الأبطال..

نعم، لقد أصدر العدو ضدكم أحكاماً بالسجن، تصل في حق بعضكم، لعشرات بل مئات السنين، ظناً منه أن كيانه باقٍ مخلدٌ على هذه الأرض.  وأنا هنا، في يومكم هذا، أقول لكم، وكلي ثقةٌ بالله، ووعيٌ بالتاريخ، ومعرفةٌ بالحاضر، وأملٌ بالمستقبل، بأنكم والله أطولُ عمراً من هذا الكيان، وأنكم سترون شمسَ فلسطين، وستنسمون عبير الحرية بإذن الله. سيخرّ السجن، ويفرّ السجان، بل سينهار هذا الكيان ويزول من الوجود، وهذه ليست مجرد أماني، بل وعدَ الله القائل "وليتبروا ما علوا تتبيرا"..

إن ما يفعله العدو من تهويد للقدس اليوم، وإطلاق شرارة التهجير أو الترانسفير من الضفة الغربية، والتهديد بالحرب ضد قوى المقاومة في المنطقة، سيقصر من عمر هذا الصراع وعمر هذا الكيان.

نعم، سيزول السجن والسجان، وينكسر القيد وتنكسر السلاسل.. سينتصر السجين والشهيد والمقاتل، سينتصر الشعب بإذن الله، وتنتصر الأمة، وتدخل مواكب الفاتحين المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة، وترفرف راية "وقل جاء الحق وزهق الباطل".

أيها الأحرار، في الختام أقول: منكم والله نستمد أجمل معاني الصبر والثبات والصمود، لكن لا يسعنا إلا نتواصى بقول الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون". والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.