خبر الأسيرات الفلسطينيات ... 36 أسيرة ثمان أمهات و خمس يواجهن حكما ب« المؤبد »

الساعة 07:03 ص|17 ابريل 2010

الأسيرات الفلسطينيات ...

36 أسيرة ثمان أمهات و خمس يواجهن حكما ب"المؤبد"

فلسطين اليوم:  رام الله

في الثاني من حزيران في العام 2002 دق باب عائلة الجيوسي بغريب يدق باب عليهم، كانت قوات كبيرة من الجيش تبحث عن صبية لم يكن عمرها قد تعدى 21 عاما...خطفوها من حضن والدها بعيدا لتواجه سجنا يمتد لسنوات عمرها الطويلة و يزيد...

 

تقول والدة الأسيرة دعاء الجيوسي:" دعاء ابنتي الوحيدة كنت أخشى عليها من "الهوى الطاير" قدمت لها كل ما استطيع وأكثر ..كنت لا اصدق نفسي من الفرحة و أنا أراها تكبر أمامي شيئا فشيئا حتى أصبحت عروس انتظر بلهفة اللحظة التي افرح فيها ولكن الاحتلال سرق تعب عمري و فرحتي باعتقال دعاء".

 

وتشير الوالدة التي أصيبت بأمراض عدة بعيد غياب ابنتها عنها:" كيف أعيش و ابنتي الوحيدة تعيش حياة العدم في السجون، فلا رعاية صحية و لا أكل و لا زيارات و لا كانتين، أنها بين يدي يهود كيف سيطمئن قلبي عليها".

 

دعاء تلقت حكما قاسيا فكانت من بين خمس أسيرات يواجهن حكما بالمؤبد " السجن المؤبد 3 مرات و 32 عاما"، إلى جانب قاهر السعدي، و أحلام التميمي، و آمنه منى، سناء شحادة.

 

و دعاء أن تخفي عن والدتها ما تعيشه من معاناة الا ان معاناتها و التي تمثل معاناة الأسيرات كافة لم يكن بالممكن ان تخفى، فهي الوحيدة التي تواجه حكما عاليا و ظروف سجن سيئة، فالأسيرات الفلسطينيات بشكل عام يواجهن نفس الظروف من السجن و الحرمان و المعاملة السيئة و الإهمال الصحي.

 

تعذيب جسدي و نفسي

تقول الأسيرة المحررة ليلى البخاري 33 عاما:" معاناة الأسيرة تبدأ من لحظة الاعتقال و حتى يوم الإفراج عنها، كل مراحل الاعتقال معاناة و لا يمكن أن يمر يوما دون أن يمارس السجان علينا شتى أنواع التعذيب النفسي و الجسدي أيضا".

 

وتستذكر البخاري يوم اعتقالها قائلة:" اعتقلت من منزلي في المدينة و نقلوني إلى معسكر حواره القريب، بقيت هناك 11 يوما أنام على البوابة في الخارج و لا يسمحون لي دخول الحمام إلا مرة صباحا، و كنت كل يوم أتلقى صنوف التعذيب و الإهانة من الجنود و المستوطنين الذين كانوا يأتون فقط لإهانتي".

 

وتتابع البخاري وهي من مدينة نابلس:" في إحدى المرات تعرضت للضرب الشديد حتى أني أصبت بكسور في وجهي و جسمي و طوال فترة التحقيق كنت معصبة العينيين و مقيدة بالكامل".

 

وبعد فترة التحقيق نقلت ليلى إلى سجن الرملة مع حكما بالسجن تسع سنوات، قضت منها 7 سنوات و ثلاث أشهر، تقول:" الحياة داخل السجن صعبة للغاية، فلا تدفئة و لا غذاء و لا آسرة للنوم و لا زيارات".

 

وتشير البخاري انها تعرضت لحرمانها من الزيارات لفترة تجاوزت الخمس سنوات:" لم أر أهلي خلال الخمس سنوات الأولى من سجني حيث كنت ممنوعة من الزيارة بالكامل، كانوا يطمئنون علي و اطمئن عليهم من خلال أهالي الأسيرات في الزيارة".

 

إلى جانب الإهمال الصحي تعاني الأسيرات من سوء التدفئة و الوجبات الغذائية المقدمة لهن من قبل إدارة السجن، حيث تقوم الأسيرات في معظم الأوقات برمي هذه الوجبات أو إعادة تصنيعها ليتمكن من استخدامها، و في الأغلب تعتمد الأسيرة على الكانتين بشكل كامل، الأمر الذي يضيف على عاتق أسرتها أعباء مالية اكبر.

 

الأسيرات في أرقام

وبالرغم من تدني نسبة الأسيرات بالنسبة لعدد الأسرى الفلسطينيين، و التي شكلت 10% فقط، إلا أن معاناتهن كانت تفوق معاناة الأسرى وتحديدا قدرتهن على التحمل في ظل عدم مراعاة السجان لجنسهن.

 

وبحسب أخر إحصائية لعدد الأسرات في سجون الاحتلال و التي أعدتها مؤسسة مانديلا لرعاية الأسرى،فان 36 أسيرة لا زلن يقبعن في سجون الاحتلال من بينهن خمسة أسيرات يواجهن حكما بالسجن المؤبد مدى الحياة.

 

وتقبع الأسيرات بحسب محامية المؤسسة بثينه دقماق، في  ثلاث سجون الأول سجن الدامون حيث تحتجز 13 أسيرة، و سجن هشارون و تقبع فيه 22 أسيرة، في حين تحتجز أسيرة و احد في عزل نفيترتسيا، وهي الأسيرة وفاء البس من قطاع غزة.

 

ومن بين الأسيرات يوجد تسع أسيرات متزوجات، ثمانية منهن أمهات، في حين توزعت الحالات الشخصية لبقية الأسيرات ما بين مطلقة و عزباء و مخطوبة.

و تتراوح أحكام بقية الأسيرات ما بين 25 عاما و حتى 3 سنوات، في حين أن ثلاثة منهم يقضين حكما إداريا دون تقديم للمحاكمة و هن منتهى الطويل، و رجاء الغول،و هناء الشلبي، في حين أن سبع أسيرات لا يزلن موقفات دون محاكمة.