خبر « امتعاض » عربي لتشكيك هيلاري بصدقية « المبادرة العربية »

الساعة 05:07 ص|17 ابريل 2010

 فلسطين اليوم-الخليج الإماراتية

تسبب انتقاد وجهته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون للدول العربية وتشكيكها في صدقية المبادرة العربية بعد تلويح بعضهم بسحبها، بامتعاض لدى بعض الدبلوماسيين العرب الذين استمعوا لكلام من هيلاري تجاوز في مغازلته ل “إسرائيل” ما قالته في مؤتمر اللوبي الصهيوني “إيباك”، حيث دافعت بشدة عن جدار الفصل العنصري وكررت التزام بلادها بأمن وقوة “إسرائيل” وطالبت بالإفراج الفوري عن الجندي “الإسرائيلي” الأسير في غزة جلعاد شاليت .

 

وقالت هيلاري في خطاب ألقته في واشنطن إن “الطريق ليس سهلا . على كل طرف، بما في ذلك “إسرائيل”، أن يقوم بخيارات صعبة ولكن ضرورية . وهذا يتطلب قيادة شجاعة” . وذكرت أن رئيس الوزراء “الإسرائيلي” أعلن انه يوافق من حيث المبدأ على حل الدولتين . لكنها تداركت أن “تسهيل الوصول والتنقل داخل الضفة الغربية، رداً على تحسين الوضع الأمني الذي قام به الفلسطينيون، ليس كافيا للإثبات للفلسطينيين أن هذه الموافقة صادقة” . وأضافت “نشجع “إسرائيل” على مواصلة إيجاد دفع نحو سلام شامل بإظهار احترام للطموحات الشرعية للفلسطينيين، عبر وقف أنشطة الاستيطان وتلبية الحاجات الإنسانية في غزة” . كذلك، دعت “إسرائيل” الى “تفادي التصريحات والخطوات الأحادية الجانب، وخصوصا في القدس “الشرقية” .

 

وفي ما يتصل بالدول العربية، أكدت هيلاري أن “من مصلحتهم المضي قدما في مبادرة السلام العربية مع أفعال، وليس خطابات فقط، وتسهيل مواصلة المفاوضات للفلسطينيين” . واعتبرت انه إذا كانت المبادرة “فعلاً عرضاً صادقاً كما تبدو، ينبغي ألا نواجه خطر سحبها من جانب بعض الدول العربية في كل مرة تبرز صعوبة” .

 

وشددت كلينتون أيضاً على أن الولايات المتحدة لا تزال تلتزم أمن وقوة “إسرائيل” . وتطرقت الى الانقسام الفلسطيني، مشيدة بجهود السلطة لتسهيل النمو الاقتصادي في الضفة . ونبهت الى أن تعثر عملية السلام يمنح فرصة لأعداء هذا السلام . وقالت “كل خطوة تبتعد من طاولة المفاوضات . تضعف موقف من يريدون طي الصفحة، ومن يتطلعون الى بناء شرق أوسط أكثر ازدهارا” . وحذرت من أن الفشل في تحقيق السلام يفيد المتربّصين بمستقبل المنطقة وأعداء السلام وفشل القيادة “يمنح قوة لرئيس إيران (محمود أحمدي نجاد) المعادي للسامية وللمتطرفين مثل حماس وحزب الله”، حسب هيلاري .

 

وتعهدت هيلاري بألا تسعى الولايات المتحدة لفرض صفقة “سلام” على “إسرائيل” . وفي كلمتها طويلة أمام مركز دانيال ابراهام التي حضرها سفراء عرب، بمن فيهم سفير الجامعة العربية حسين حسونة، انتقدت الدول العربية، وقالت إنه من مصلحة هذه الدول أن تحرك “مبادرة السلام العربية” بالأفعال وليس بالكلام فقط، لتجعل من السهل الذهاب إلى مفاوضات تقود للاتفاق .

 

لوم هيلاري للعرب حسب ما قال دبلوماسيون عرب في واشنطن ل “الخليج” أغضب هؤلاء لدرجة تفكير أحدهم بالاحتجاج الرسمي، وذكر أحدهم بأنه فوجئ بكلام الوزيرة الذي جاء مختلفاً عن ذلك الذي ألقته أمام “ايباك” .

 

وكانت هيلاري قد دافعت عن جدار الفصل العنصري مؤكدة أنها كانت دوماً مدافعة عن هذا الجدار قبل أن تضيف بأن العمليات “الانتحارية”  بسبه  قلّت بدرجة كبيرة .

 

وبعد مقدمة طويلة جاءت خلالها على ذكرى المحرقة وإعلان “إسرائيل”، وتوجيه الشكر لدانيال ابراهام  وهو ملياردير “إسرائيلي” أمريكي دأب على إنشاء مراكز أبحاث في “إسرائيل” وخارجها ومعروف عن مراكزه الموجودة في “إسرائيل” انحيازها وتطرفها، حرصت هيلاري على دعوة رئيس الوزراء “الإسرائيلي” لاظهار نيته في السلام .

 

وقالت “ما يقلقني هو أن نفشل في عمل شيء بينما الظروف متاحة بما فيها مبادرة السلام العربية، وتخوف الجميع من نوايا وأفعال إيران، إن الفشل في البحث عن سلام شامل هو جزء من صراع أيديولوجي لمستقبل الشرق الأوسط” .

 

وأثنت على الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمود فياض، قبل أن تنتقد بشدة حركة “حماس” وطالبت بالافراج الفوري عن الجندي “الإسرائيلي” الأسير جلعاد شاليت، ووصفت “حماس” بالمحصورة التي تنهار من اليأس و”الارهاب” وتقوم بتخزين صواريخ، بينما شعب غزة يزداد فقراً وبطالة . وطالبت الحركة بالقيام “بالخطوات الأولية المطلوبة”، وهي نبذ العنف والاعتراف ب”إسرائيل” وبالاتفاقيات السابقة، وهي حجر الأساس لبناء دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للاستمرار .

 

المدهش إن هيلاري وجهت في خطابها تحذيرا غير مسبوق إلى السلطة الفلسطينية حيث طالبتها بالامتناع عن استخدام المؤسسات الدولية، لا سيما الأمم المتحدة كمنصات أو منابر للجدل التحريضي، وحثت عباس وحكومته على المشاركة في مباحثات سلام مع “إسرائيل” الآن . وكانت هيلاري قد دعت الأطراف والذين حسب وصفها “هم فقط الذين يمكنهم حل الخلافات” كانت قد دعت الأطراف للتفاوض لإنهاء الصراع، وإجراء توافق بين هدف الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة قابلة للاستمرار، مبنية على حدود ،67 مع تبادلات لأراض متفق عليها، وهدف “إسرائيل” بدولة آمنة ومعترف بها تعكس ما حدث من تطورات على الأرض (تقصد المستوطنات وتمددها) كي توفر احتياجات الأمن ل”إسرائيل” .

 

جاءت كلمة هيلاري هذه التي بدت مختلفة وغير متوازنة حسب ما ذكر بعض الدبلوماسيين العرب الحاضرين ل”الخليج”، في الوقت الذي بدأ لوبي “إسرائيلي” تشديد حملته على إدارة أوباما، فاستطلاعات الرأي تظهر ما يسمى بانهيار شعبية أوباما لدى الناخب اليهودي الأمريكي من 78% إلى 47%، في الوقت الذي نشر الملياردير “الإسرائيلي” الشهير رونالد لودر - صاحب منتجات التجميل إيستي لودر ورئيس المؤتمر اليهودي العالمي، اعلان على صفحة كاملة مدفوعة في جرائد أمريكية مهمة منها ال”وول ستريت جورنال” وال”واشنطن بوست”، انتقد فيها سياسة أوباما حيال “إسرائيل”، معتبرا ما حدث من الجانب “الإسرائيلي” بشأن إعلان المزيد من المستوطنات مجرد بيروقراطية من الجهات “الإسرائيلية” المشرفة على الاسكان، وأن إدارة أوباما أخذت الأمر على محمل الإهانة، واتهم الإدارة بلوم “إسرائيل” على عدم حدوث تقدم في عملية السلام فيما الفلسطينيون هم الذين يرفضون المفاوضات .