خبر اليوم رائد..فمن القادم؟!!..عبدالله قنديل

الساعة 10:01 م|16 ابريل 2010

اليوم رائد..فمن القادم؟!!..عبدالله قنديل

 

الناطق باسم واعد للأسرى

اليوم رائد أبوحماد، وقبله فادي أبوالرب، وفضل شاهين، وجمال سراحنة، و199 أسيرا من شهداء الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة فاستمرارا في مزيد من المعاناة والبطش والتنكيل الذي يواجهه الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، يرتفع اليوم الموافق السابع عشر من نيسان 2010 عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 199 أسير شهيد بفعل سياسة الإهمال الطبي الممنهج الذي تمارسه قوات الاحتلال بحق ما يقارب ثمانية آلاف أسير وأسيرة خلف قضبان الاحتلال.

 

إن ارتقاء الشهيد الأسير رائد أبوحماد بطل معركة الأمعاء الخاوية ليؤكد على ضراوة واشتداد المعركة داخل السجون في هذه الأيام، وإن ناقوس الخطر يدق من جديد ولقد حذرنا في مرات عديدة من إحتمالية إرتفاع عدد شهداء الحركة الأسيرة، في ظل الأرقام والمعطيات التي تنذر بذلك، حيث أن قوات الاحتلال باتت تتهرب بشكل واضح من مسؤولياتها لعلاج الأسرى، ويكفي العلم بأن 30 أسيرا بحاجة لإجراء عمليات جراحية مختلفة بشكل عاجل، يماطل الاحتلال في ذلك، ويكفي العلم أيضا بأن الأسرى المصابون بأمراض السرطان(عددهم20) لا يتلقون علاجا سوى المسكنات، بل ويعمل الاحتلال على استخدامهم في حقل تجارب تارة، وفي ابتزازهم تارة أخرى، دون أدنى شعور إنساني أو مراعاة لظروفهم التي تزداد خطورة مع مرورالأيام، حيث يكبر الأسرى في العمر دون أن يتحرك أو يتدخل أحد إزاء الإجرام الصهيوني المجرم.

 

إن المسؤولية الأولى تقع على الاحتلال الصهيوني أولا، وتقع أيضا على كاهل منظمات حقوق الإنسان التي تقف صامتة أمام كل ذلك، وإن حادثة إرتقاء الأخ المجاهد الأسير/ رائد أبوحماد هي بمثابة وصمة عار على جبين كل هؤلاء الذين ذرفوا الدموع لأجل جندي صهيوني واحد، بينما هم تناسوا معاناة هؤلاء الأطهار والذين اعتقلوا وهم يدافعون عن كرامتهم وعن طهارة أرضهم، وإن ذلك يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك بأن على عواتقنا كأحرار نحيا في حرية أن نبذل قصارى جهدنا من أجل حرية هؤلاء، وأن نسخر من امكانياتنا الإعلامية والمادية وبكل ما أوتينا من قوة لفضح الاحتلال المجرم، والذي وللأسف يستفرد بهؤلاء الأسارى بعيدا عن أعين العالم، وبعيدا عن عدسات الإعلام، وإنه ومن خلال مثال بسيط يتضح لنا جليا أن الاحتلال يخشى أن يماط اللثام عن وجهه أمام ما يرتكبه من إجرام داخل السجون، وليس أدل من ذلك إلا على الخبر الذي نشرته وسائل الإعلام يوم أن كانت صحة أصغر أسير في العالم الطفل المحرر/يوسف الزق متدهورة، وقد كان يراوغ الاحتلال في عرضه على الطبيب أو تقديم أي نوع من أنواع العلاج له، وبعد أن سُرّب الخبر لوسائل الإعلام إذا بالمفتش العام على السجن الذي كانت تقبع فيه الأسيرة فاطمة الزق والدة يوسف، يأتي ليتحدث معها معاتبا إياها لأنها لم ترسل له خبر تدهور صحة ابنها الطفل الأسير.!

 

آن لنا أن نستجيب لصرخات الأحرار والحرائر من النقب وعسقلان ونفحة ومجدو والدامون، آن لنا أن نتحرك لنصرة هؤلاء، لأن الشرع يدعو إلى ذلك، كما الأخلاق والإنسانية أيضا.

 

آن أن نستجيب لصرخة نائل البرغوثي "أقدم أسير في العالم"، والقابع في السجون الصهيونية منذ 33 عاما، وأنا على يقين بأن هذا الإسم لا يكاد يعرف إلا من فئة قليلة من أبناء شعبنا، والمسؤولية في ذلك تقع على كواهلنا جميعا، وحذاري أن يستمر الاحتلال في سياسة الاستفراد بالأسرى، لأنه إن استمر في ذلك فليس أمامنا إلا أن ننتظر استقبال المزيد من أسرانا على أسرة الموت، حينها فقط نصلي صلاة الأربع تكبيرات على إنسانيتنا وعلى دورنا الذي وجدنا من أجله، وأتمنى أن يكون رائد آخر شهداء الحركة الأسيرة، لكن وعلى ما يبدو فإن ذلك صعب أمام الواقع المرير والمؤلم.