خبر انهاء السنة الـ 62..هآرتس

الساعة 08:55 ص|16 ابريل 2010

بقلم: يوئيل ماركوس

لا أدري بماذا أبدأ في اجمال السنة الـ 62 لاقامة الدولة. أن هذه دولة لم تعش يوما دون قضية في القيادة؟ ان رئيسها السابق اتهم بالاغتصاب؟ ان من شغل منصب رئيس الوزراء فيها مشبوه بتلقي رشوة؟ أن هولي لاند تتجسد بفساد أكبر؟ أم ربما بالخفة التي لا تطاق ويمكن من خلالها لسراق مجهول ان يدخل الى مكتب رئيس الاركان فيأخذ بطاقته الائتمانية ومسدسه؛ وموظفة صغيرة فيها يمكنها أن تسرق الفي وثيقة سرية بسبب أمن ميداني مخلول. وهذه دولة رئيس وزرائها يطلب من ايلي فيزل ان يقول كلمة طيبة عنه على مسمع من اوباما، مثلما بحث اليهود في المنفى عن موصين بالاستقامة لدى الطاغية.

وماذا عن بيبي الجبان، الذي يلغي في اللحظة الاخيرة رحلة الى المؤتمر النووي في واشنطن خشية ان يصافحه اوباما ويبعث اليه بدان مريدور، الذي يحظى بمصافحة حارة من اوباما وصورة حميمة ايضا؛ ومتطرف كليبرمان يمكنه أن يشغل منصب وزير الخارجية الذي يتحدث عن كل شيء باستثناء السلام مع الفلسطينيين؛ ووزير الدفاع ايهود باراك الذي ينشر بيانا عن ان ولاية رئيس الاركان لن تمدد فيجعله بين ليلة وضحاها اوزة عرجاء، بينما توزع كمامات الكيماوي وحزب الله يتزود بصواريخ سكاد. هذا هو المكان لان نذكر انه عندما تولى باراك منصب رئيس الاركان قام بشقلبات في الهواء كي ينشر بيان انهاء منصبه قبل ثلاثة اشهر مسبقا فقط. مركز على ذاته في حينه، مركز الان ايضا على رئاسة حزب لم يعد موجودا ومتعلق تماما بالارادة الطيبة لبيبي.

في معضلة الاختيار بالنسبة لوضعنا في السنة الـ 62 وقبيل السنة الـ 63 – يمكن القول ان الدولة اتخذت خطوة واسعة في المجال الاقتصادي. مع أن وضعنا الامني معقول في هذه اللحظة الا اننا لم نتقدم ملمتر واحد نحو اي حل سياسي.

هدوء ووضع اقتصادي جيد يغرياننا على الغرق في وضع اقعد ولا تفعل شيئا. الجنود تقريبا لا يقتلون والارهاب لا يرفع رأسه في هذه الاثناء. ولكن هذا لن يدوم ابدا. الوضع المريح يغرينا على الا نتخذ مبادرة في مجال السلام.

النبرة في العالم هي الان لادانة اسرائيل. الحكومة ساهمت في هذه الموجة العكرة مع خطط وتصريحات عن البناء في القدس. رئيس بلدية القدس لا يفهم ان ليس كل يوم هو يوم ذكرى الخراب ولا حاجة لاضرام النار المرة تلو الاخرى حول بناء جديد في القدس. احد الصحفيين وصفه بالكسول وكاتب رأي آخر وصفه بالغبي. وحسب تقديري هو اقل غباءً مما يعتقدون. هو ببساطة يسير على خط نتنياهو.

نحن نكثر من الحديث عن التهديد الايراني. ولكن عندما سئل مسؤول كبير في الادارة ماذا يحصل مع ايران، تجاهل السؤال واجاب: ماذا يحصل مع الاجوبة التي نتوقعها منكم؟ قولوا لنا ماذا تريدون حقا؟ بيبي لا يجيب والحوار مع اوباما عالق. اوباما هو طير غريب، يصر على رأيه وليس صهيونيا حقا. وهو يتوقع من الناس ان يتعاطوا بجدية مع أمانيه وأسئلته، بينما بيبي يتعاطى مع أمريكا وكأنها ستكون دوما معه ولن تمتنع ابدا عن استخدام حق النقض الفيتو على اقتراح مناهض لاسرائيل. يجب أن نصلي كي يخيب ظننا. تهديدنا في موضوع ايران في أنه اذا لم تعملوا فنحن سنعمل، يذكر بالنكات المتنوعة عن العلاقات بين الفيل والفأر.

أنا مع التفاهم وليس مع استخدام القوة، يقول اوباما ويوصينا بالانشغال بالشؤون التي نحن ملزمون فيها له بالاجوبة – كجزء من الضغط على ايران. ومنذ وقت غير بعيد تباهى نتنياهو في مؤتمر صحفي خاص بان حكومته اتخذت في العام الاول من ولايتها 1.500 قرار، وهذا تجديد عالمي في دائرة الفعل السياسي – السؤال هو كم من القرارات نفذت وهل هذا يتضمن القرار بالاستبدال المتجدد لطاقم مكتبه كي يرضي سارة زوجته لدرجة طرح السؤال لماذا في واقع الامر لا يعينها بشكل رسمي رئيسا لمكتبه؟

اجمال السنة الـ 62 لاستقلالنا بشع. التوتر بين اوباما ونتنياهو لن يحل بالتصريحات وبالخطابات. بيبي ملزم بان يأتي وهو يحمل اجوبة ملموسة كي يشرع في مفاوضات جدية على اساس دولتين للشعبين. وحين لا تكون ثقة بين الزعيمين وحين لا تكون رؤية متماثلة للهدف – ينشأ توتر عالٍ. خلافا للماضي، أصدقاء اسرائيل في الكونغرس يترددون في الصدام مع الرئيس في الموضوع الاسرائيلي. رسالة 327 من اعضاء البرلمان لم ترفع الى الرئيس بل الى هيلاري كلينتون.

ولا يكتب فيها انهم مع البناء في القدس، بل فقط يقترحون التصرف مع اسرائيل بتفهم. اين هذه الرسالة وأين رسالة 76 سناتورا للرئيس فورد لان يوقف فورا العقوبات على اسرائيل.

اوباما هو نجم الديمقراطيين مع انجاز تاريخي كبير خلفه، وواجب تبرير جائزة نوبل للسلام أمامه. لا يوجد تأييد في الكونغرس للمستوطنات وبالتأكيد هم الى جانب الرئيس في موضوع دفع السلام الى الامام. وسوي العقل في هذا الاوان سيوصي رئيس الوزراء بان يبدأ السنة الـ 63 من استقلالنا بالاستجابة لتوصيات اوباما، خشية أن ينتهي هذا بتسوية مفروضة.