خبر افاعيل « رجل الموساد » في ايطاليا..هآرتس

الساعة 08:52 ص|16 ابريل 2010

بقلم: يوسي ملمان

مايكل هراري أحد الشخصيات الغامضة ذات التقدير في الجماعة الاستخبارية في اسرائيل. دفع بأعماله في ربع القرن الأخير الى عدة مواجهات مع صحفيين ومصورين شهدت على نظرته لوسائل الاعلام. يمكن أن نقول بلا مبالغة ان هراري ليس من كبار المحبين للصحافة. فاذا استثنينا مقابلة واحدة بذلها في 1989 للقناة الاولى لتطهير اسمه فانه يرفض اجراء المقابلات الصحفية بعناد.

كان هراري مسؤولا كبيرا في الموساد ورأس شعبة العمليات – قيسارية – في السنين الحاسمة من مكافحة الارهاب الفلسطيني في السبعينيات. وصمت حياته المهنية الناجحة في المنظمة في تموز 1973 بالتصفية المخطوءة في ليلهامر في النرويج. فقد قتل فريق وحدة "كيدون" من الموساد، بسبب خطأ في التعرف، احمد بوشيقي، وهو نادل مغربي بريء. كان الهدف تصفية حسن علي سلامة من كبار مسؤولي منظمة "ايلول الاسود"، الذي كان في سر التخطيط لقتل الرياضيين الاسرائيليين في العاب ميونيخ الاولمبية في 1972.

اعتقل عدد من رجال الموساد وقضوا عقوبة سجن. ونجح هراري ورئيس الموساد تسفي زامير اللذان توليا قيادة العملية من قريب، في الهرب. تابع هراري العمل في الموساد سنتين اخريين وعندها اعتزل الى أعمال خاصة. كان قنصل الشرف لبنما في اسرائيل وعمل مستشارا لرئيس بنما نوريغا.

1989 غزا جيش الولايات المتحدة بنما وعزل نوريغا. اعتقل وحكم عليه بالسجن (وما يزال مسجونا الى اليوم) للاتجار بالمخدرات وتبييض الاموال والابتزاز. سادت لبعض الوقت اشاعات بأن هراري قتل زمن الغزو او اعتقل، وقد كان حضوره للمقابلة الصحفية مع القناة الاولى يرمي الى دحضها.

مع الاخذ في الحسبان اشمئزازه من وسائل الاعلام، كان من المفاجىء أن نعلم أنه وافق في المدة الأخيرة على اجراء مقابلة صحفية. لا مع صحفي اسرائيلي لا سمح الله بل مع ايطالي – امريكي. التقى اريك سليرنو هراري في بيته في تل ابيب في أحاديث طويلة. لم تتناول الاحاديث في الحقيقة عمل هراري في الموساد بل الماضي السحيق عندما كان عاملا في الاتصال اللاسلكي للموساد في الهجرة الثانية في اقليم لومباردي في ايطاليا وروما، لكن يوجد فيها مع كل ذلك شيء مهم.

قص هراري ان اسمه الشفري التعريفي في الرسائل اللاسلكية كان ف.ن.م وهي الحروف الاولى في الايطالية لسكة الحديد الى شمال ميلانو. بين لمجري المقابلة مسدسا يملكه منذ نشاطه في 1948. وقد أضاء هراري ايضا جوانب غير معروفة من شخصيته عندما قص أنه أحب في فترة مكثه في ايطاليا عالم الاوبرا وانه صديق لدانييل برنباوم الذي علمه حب "فاغنر" وأنه ينبغي الفصل بين الموسيقى وبين عقيدة الملحن وسياسته.

الحديث هو فصل في كتاب سليرنو الذي ظهر بالايطالية اخيرا: "الموساد: قاعدة ايطاليا". يقص الكتاب قصة المساعدة السخية التي بذلها الايطاليون للهغنا وللموساد في الهجرة الثانية والبيتار قبل اقامة الدولة والتعاون الوثيق بين الاستخبارات الايطالية (سسمي) والموساد وشعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي منذ اقامة الدولة الى اليوم.

لم تنقب المنظمات في أرض اسرائيل وبعد ذلك في دولة اسرائيل في خبايا الايطاليين الذين ساعدوها. في 1938 أعد أناس البيتار في ايطاليا بنيتو موسوليني الفاشية في دورة بحرية. استعان أناس الموساد للهجرة الثانية وبعد ذلك البلماخ والفليم الذين عملوا في تهجير اليهود، بشراء السلاح واغراق السفن وتفجير الطائرات التي نقلت سلاحا الى دول عربية، بالفاشيين السابقين.

كان أحد أناس السر الايطاليين بينو رومالدي، زعيم الجماعة الفاشية الجديدة "موبيمنتو سوتسيالا ايطاليانو"، التي كان مقربا منها من هو اليوم رئيس البرلمان جنفرانكو بيني، زود رومالدي الايتسل بمواد متفجرة من مستودعات قديمة للفاشيين من فترة الحرب العالمية الثانية. وفاشي آخر كان مقربا جدا من موسوليني هو فيرونتسي كابرياتو، الذي أتى اسرائيل وساعد في اقامة الوحدة البحرية 13، الكوماندو البحري.

يقول سليرنو ان "الموساد اقنع رئيس الحكومة الحالي، سلفيو بارليسكوني، ومساعديه بأن يأمروا أجهزة الاستخبار الايطالية بتسليمه شهادات وأسماء لأناس العمليات عندهم كي يستطيعوا الاستعانة بهم في عمليات الموساد السرية". قال الادميرال فيلبيو مارتيني الذي كان رئيس "سسمي" انه سافر لكونه رئيس العمليات في المنظمة في السبعينيات الى سورية، ومع عودته زود الاستخبارات الاسرائيلية بخطط دمشق الحربية. بناء على الشهادات والوثائق التي جمعها المؤلف "ساعدت جميع حكومات ايطاليا منذ الحرب العالمية الثانية الموساد وأمان". يصدق أناس استخبارات اسرائيليون أن اجهزة الاستخبارات الايطالية هي من الأكثر صداقة للجماعة الاستخبارية في اسرائيل.

اسرائيليون في ماليزيا

تقوم الاستخبارات الاسرائيلية في مركز فضيحة سياسية في ماليزيا. كان بدء القصة اتهامات زعيم المعارضة، أنور ابراهيم. فقد زعم قبل نحو من اسبوع في البرلمان ان اثنين من رجال استخبارات الاسرائيليين دخلا حواسيب مقر قيادة شرطة الدولة. وقال انهما تنكرا تحت غطاء خبيرين باتصالات الحواسيب يعملان في شركة حواسيب اسمها "آسيا سوفت – ماليزيا"، استأجرت على أنها مقاول ثانوي في مشروع لتطوير نظم المعلومات في الشرطة. وزعم أن آسيا سوفت مسجلة في تل أبيب.

ابراهيم وهو في الثانية والستين وكان في الماضي نائب رئيس الحكومة، هو شخص مختلف فيه. سيحاكم في الشهر القادم بتهمة أنه اغتصب أحد مساعديه بعد أن أغراه بالمجيء الى شقته. ليست هذه أول مرة يتهم فيها بهذه التهم. فقد اتهم في 1998 باللواط لكنه نجح في التخلص من القضية.

ان تهم زعيم المعارضة عن تغلغل أناس استخبارات اسرائيليين أثارت ردود غضب من الفور. فقد سارع القائد العام للشرطة موسى حسن، الى انكار ذلك بل أمر ببدء تحقيق لا يتناول فقط استيضاح الدعاوى بل محاولة الكشف عن مصادر معلومات زعيم المعارضة. تحولت القصة تحولا آخر عندما تقرر أن "آسيا سوفت" هي شركة مسجلة في سنغافورة؛ لكنه سمع من الفور دعوة مضادة ان لاسرائيل علاقات وثيقة بسنغافورة وأنها تستعمل أكثر من مرة على أنها جبهة لنشاط عسكري واستخباري لاسرائيل.

واذا لم يكن هذا كافيا فان وزير الداخلية الماليزي، هشام مدين حسين، اعترف بأنه قد تبينت قبل سنتين "مشكلات" في عمل "آسيا سوفت" وقطع الاتصال بها. ولم يفصل أي مشكلات يتحدث عنها.

لا علاقات دبلوماسية بين ماليزيا المسلمة واسرائيل برغم انه نشرت أنباء في الماضي عن علاقات تجارية على قدر ضيق بين الدولتين.