خبر في غزة.. الضوء في آخر النفق قد يكون سيارة جديدة!

الساعة 05:49 ص|16 ابريل 2010

 فلسطين اليوم-رويترز

 تريد اسرائيل إغلاق أنفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة لكن المهربين باتوا شديدي البراعة بحيث يمكنهم الآن تهريب سيارة من خلالها بالفعل.

في وقت من الاوقات كان يجب أن تمر السيارة عبر الانفاق قطعة قطعة، لكن حمدي أبو كرش حصل مؤخراً على سيارة "هيونداي النترا" 2010 سلمت له قطعة واحدة.

وقال ابو كرش (60 عاماً) الذي هربت سيارته الجديدة من سيناء عن طريق نفق واسع متغلبة على الحصار الذي تفرضه اسرائيل منذ ثلاثة أعوام: انه شعور فريد. لا شيء يضاهي قيادة سيارة جديدة.

ويبلغ سعر السيارة التي اشتراها ابو كرش في مصر نحو 20 الف دولار. لكنه اضطر أن يدفع مقابلها 31 ألف دولار لتاجر في غزة، فضلاً عن تسعة الاف دولار اضافية للتسجيل والرسوم الاخرى المفروضة في القطاع الذي تديره حركة حماس منذ العام 2007.

وقال التاجر اياد العرعير: من لديهم المال ويريدون قيادة سيارة جديدة هم وحدهم الذين يستطيعون تحمل تكلفة سيارة مهربة من مصر.

ويحاول مهربو الانفاق تغطية الطلب على كل البضائع التي تحظرها اسرائيل، وكانوا في البداية يهربون السيارة قطعة قطعة ثم يجري تجميعها في غزة. لكن، الآن هناك أنفاق كبيرة بما يكفي لقيادة سيارة داخلها.

وينطوي تهريب السيارات على مجازفة. ويضطر المشترون الى الدفع مقدماً تحسباً لوقوع أي أخطاء. وفي الشهر الماضي صادرت قوات الامن المصرية شحنة من 41 سيارة، ما ألحق خسائر كبيرة بالتجار والزبائن على حد سواء.

لكن حتى تكلفة السيارات المستعملة في غزة تفوق متوسط الاسعار بكثير بسبب الحصار، كما أن قطع الغيار باهظة الثمن.

ونجح المهربون الفلسطينيون في تهريب كل شيء من الغذاء الى الوقود الى الماشية عبر مئات الانفاق في الجانب المصري من الحدود وجلبت "حماس" أسلحة لمواصلة مقاومتها المسلحة لاسرائيل-حسب رويترز.

لكن في الاونة الاخيرة خفتت أصوات مولدات الكهرباء وبدأ التراب الذي يثيره آلاف من العمال الذين ينقلون البضائع من الانفاق الى القطاع المحاصر يخمد.

ويقول مهربون إن معظم أعمالهم معطلة بسبب جدار فولاذي تقيمه مصر تحت الارض لوقف التهريب، فضلاً عن تصعيد حملتها الامنية ضد المصريين الذين يساعدون الفلسطينيين في تهريب السلع.

وقال أبو حمزة قبل أن يغلق نفقه بلوح خشبي: لم أستطع ادخال أي شيء عبره لأسبوعين، وبالتالي سأغلقه.

وأضاف : لا يمكن تمرير ولا حتى قشة ولا خيطاً. وقال أبو حمزة انه سرح 15 عاملاً كانوا يعملون في مناوبتين "ورديتين" بسبب الحملة المصرية. ويؤكد رجال أمن من "حماس" أن التجارة تقلصت بشدة. والعمال الآن بالمئات وليس بالآلاف.

وفي الاونة الاخيرة، بدأت اسرائيل تخفيف حصارها على قطاع غزة لتسمح بدخول بعض السلع التي كانت تحظرها مثل الملابس والاحذية، وفي الاسبوع الحالي سمحت بدخول الخشب والالمنيوم.

وسيؤثر هذا على مكاسب التجار الذين يحتفظون بمخزونات من هذه المواد المهربة من مصر لبيعها بأسعار باهظة.

وقال أبو حمزة: التجار يدفعون رسوماً على الاشياء التي يدخلونها عبر الانفاق، وبالتالي حين تسمح اسرائيل بدخول نفس السلع ستصبح أسعارها أرخص. واذا رفعت الحظر عن واردات السلع فلن تكون هناك حاجة لهذه الانفاق.