خبر امتحان لفني

الساعة 12:12 م|15 ابريل 2010

بقلم: أري شفيت

        اشبهت السنتان الاوليان من ولاية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الاولى السنة الاولى من ولايته الثانية على نحو عجيب: فالهدوء الأمني والنجاح الاقتصادي والجمود السياسي. بين صيف 1996 وصيف 1998 سجل نتنياهو في سجله غير قليل من الانجازات، لكنه لم ينجح في تمهيد طريق للسلام. كانت الحال في التسعينيات كاليوم: فالحلف الذي عقده مع القوميين والحريديين لم يمكنه من التقدم من جهة سياسية. والتناقضات الداخلية – العقائدية والسياسية والشخصية أدته الى طريق مسدود.

        كانت النتيجة شهور مراوحة وكآبة. غضب الامريكيون، وضرب أناس الاعلام وقطع الجمهور اربا اربا. عندما نفد الوقت فقط اجترأ نتنياهو آخر الأمر. ففي 15 تشرين الاول 1998 بدء في ضيعة واي تفاوض بينه وبين ياسر عرفات. وفي الثالث والعشرين من تشرين الاول في ذلك العام وقع في البيت الابيض اتفاق متوسط بحضور الرئيس بيل كلينتون والملك حسين. وبتأخر كثير تغلب نتنياهو على عوائق فكرية وعلى مخاوف سياسية وفعل الفعل الصحيح. أصبح آخر زعيم اسرائيلي وقع على اتفاق سياسي ذي قيمة مع زعيم فلسطيني. بعد ذلك بشهرين سقطت حكومته.

        ان صدمة واي هي الصدمة المؤسسة في حياة نتنياهو السياسية. في خريف 1998، مع عودته من واي، فقد اليمين وبقي تحت رحمة اليسار. توقع نتنياهو ان يخدم اليسار السلام ويخدم الدولة بأن يؤيد زعيم اليمن الذي عدل الى اليسار. لكن يسار ايهود باراك وحاييم رامون لم يكن عند هذا التوقع ولم يثبت للاغراء. وببرود اعصاب ذباحين بالسكين استغل باراك ورامون فعل نتنياهو الشجاع لاسقاطه. فضلا الحكم على السلام وأطبقا الغطاء على واي، وتركا ندبا أبديا في شخصية رجل ثبت فيها ورسخ الشك المغروز فيها.

        ليس واضحا هل سيتخذ نتنياهو في الأسابيع المقبلة القرار الكبير الذي هو مرغم على اتخاذه وهو اما مسار سياسي سوري واما مسار سياسي فلسطيني واما مسار مشترك. لكن لا يمكن أن نتوقع أن يتخذ القرار الكبير بغير أن تبسط تحته شبكة أمن. فلن يقفز زعيم سياسي قفزا بالبنجي من فوق جسر، قبل أن يعرف قبل ذلك انه مربوط جيدا بحبل قوي يمنع سقوطه في الهاوية.

        اسم الحبل معروف في حالة نتنياهو وهو تسيبي لفني. فما ظل نتنياهو يخاف أن تفعل لفني ورامون به في 2010 ما فعله به باراك ورامون في 1998 فلن يقفز. وما ظلت لفني لا تعد نتنياهو بألا تغرس سكينا في ظهره في اللحظة التي يتحول فيها الى السلام فلن يتحول نتنياهو الى السلام. لفني هي التي ستقرر أينطلق نتنياهو آخر الامر أم يبقى أشل على الجسر.

        اليكم الشرك: انتخب نتنياهو بقوة كتلة اليمين التي تشتمل على شاس واسرائيل بيتنا. كل عمل سياسي ذي شأن سيحدث نقضا بالضاد للكتلة واضطرابا سياسيا. لهذا فان الشخص الوحيد القادر على جعل نتنياهو يخرج من الوكر هو لفني. والفعل الوحيد الذي يستطيع اخراج اسرائيل من الشرك هو اعلان لفني بأنها ستنظم الى الحكومة الحالية بشرط أن تصوغ الحكومة مسارا سياسيا عاجلا حتى نهاية الصيف. لا تداول للحكم ولا تدقيقات كرامة بل مسار سياسي عاجل حتى نهاية الصيف.

        الى الان ترفض لفني التسامي. فلفني مثل باراك في 1998 تفضل المصلحة الشخصية الضيقة على المصلحة الرسمية البينة. والمطالب التي تعرضها لا ترمي الى التمكين من تقسيم البلاد بل الى فصل نتنياهو من حلفائه لجعله رهينة. لفني، بدل تقديم رؤيا اريئيل شارون تستسلم لدهاء رامون. وبدل أن تبين عن مسؤولية وطنية تتلذذ بالمناكفة الشخصية. ان لفني بيديها تخلد العقدة السياسية التي تمنع كل امكان لتمهيد طريق سياسي.

        لا يمكن أن نسلب لفني شيئا واحدا وهو أنها شخص ذو قيم. والتزامها للدولة اليهودية الديمقراطية حقيقي. وكذلك خوفها من المستقبل. لكن القيم المجردة لاتكفي في هذا الصيف. يجب على لفني في واقع الامر أن تقوم بأفعال سياسة مختلفة. ان مستقبل اسرائيل متعلق الآن بقدر لا يستهان به برئيسة المعارضة خاصة.