خبر اخلال خطر بالتوازن في القيادة

الساعة 12:11 م|15 ابريل 2010

بقلم: عاموس هرئيل

        أبعد موشيه يعلون عن منصب رئيس الاركان في 2005، قبل الانفصال باشهر معدودة بسبب اقتران أسباب اشتملت على تشاحن طويل في وسائل الاعلام بينه وبين المسؤولين عنه اريئيل شارون وشاؤول موفاز. لكن التعليل الرئيس للقرار على عدم اطالة مدة ولايته سنة رابعة كالعادة، نبع من تحفظه من اخلاء غوش قطيف. علم شارون وموفاز ان يعلون، وهو ضابط ذو طاعة تحتذى، سيطيع توجيهات المستوى السياسي كاملة. وفضلا مع ذلك كله استبدال دان حالوتس به والذي كان أشد التزاما لهما ولتنفيذ الاجراء بسبب ذلك.

        ان حالة رئيس الاركان الحالي غابي اشكنازي مختلفة. فقد وعد بأربع سني ولاية أصلا، عن قرار الحكومة زمن تعيينه والذي يمكن "في ظروف طوارىء" من اطالتها لسنة خامسة. هل تصريح وزير الدفاع ايهود باراك عن أن اشكنازي لن يحظى بسنة خامسة متعلق بالسؤال المركزي المطروح وهو هجوم اسرائيلي ممكن على المواقع الذرية في ايران؟ يزعم باراك ورجاله أن لا صلة. ويعتقد باراك أن اشكنازي الذي يصفه بأنه رئيس أركان ممتاز يجب أن ينقل الصولجان الى وريثه في الأجل المسمى سلفا.

        حتى لو لم توجد خلفية تآمرية لقرار باراك فانه قد يكون له تأثيرات مهمة القضية الايرانية. سيترك اشكنازي عمله في شباط 2011. قبل ذلك بنحو من شهرين ستنقضي ولاية رئيس الموساد مئير دغان. في معادلة القوى في القيادة الاسرائيلية، يقع اشكنازي ودغان في القطب المعتدل. ففي حين يطلق البعض في المستوى السياسي تصريحات مسيحانية، عرض رؤساء أذرع الأمن موقفا أكثر حذار. ان اشكنازي، بكونه رجل الربط المركزي بالمؤسسة الأمنية في الولايات المتحدة وبرئيس الاركان الامريكي الادميرال مايكل مالن في الاساس، عالم على الخصوص بقوة المعارضة في واشنطن لهجوم اسرائيلي. ان ترك رئيس الاركان ورئيس الموساد سيفضي الى تغير أساسي في نظام التوازنات والكوابح في القيادة الاسرائيلية من مسألة السياسة نحو ايران.

        التغييرات الشخصية ستتم بموازاة تأخير ما لساعة النشاط الذري. ستنجح الولايات المتحدة في أحسن الحالات باجازة العقوبات على ايران في حزيران فقط. ستنقضي شهور أخرى الى ان يتبين مبلغ تأثيرها. على حسب تنبؤات الاستخبارات الحديثة، طهران على مبعدة سنة الى ثلاث سنين من احراز القنبلة. وايقاع تقدمها متعلق أساسا بقرار النظام على حسب تقديره لقوة المعارضة العالمية.

        بتحليل السياسة الاسرائيلية المتوقعة يجب أن ندخل في الحسبان أيضا تأثير الأزمة التي تزداد حدة مع واشنطن والجهود في المسار السياسي مع الفلسطينيين. في سيناريو متطرف، قد تدفع القطيعة مع الادارة، حكومة نتنياهو الى مهاجمة ايران ايضا. في هذه الاثناء يخرج نتنياهو وباراك ضباط الجيش عن اتزانهم، اما منتدى السبعة الذي يفخر رئيس الحكومة جدا بمباحثاته العميقة والسرية، فيقل من دعوة رؤساء جهاز الأمن اليه.

        هذا الأسبوع أزال اللواء (احتياط) موشيه كبلنسكي نهائيا ترشحه لمنصب رئيس الاركان القادم. بقي في الصورة اثنان مع اثنين: اللواءان يوآف غلنت وبني غينتس على انهما المرشحان المتقدمان واللواءان غادي ايزنكوت وآفي مزرحاي كمن قد يوافقان أيضا على تعين آخر (نائب رئيس الاركان ورئيس آمان)، تحت قيادة واحد من المتقدمين. في هذه الظروف، سيكون لهوية رئيس الاركان العشرين تأثير كبير في قرار الهجوم. ومن هنا قد يوجد تأثير أيضا لموقف المرشحين من قضية ايران في الاختيار بينهم. لا يمكن مهاجمة ايران اذا عارض رئيس الاركان.