خبر مطلوب: خطوة دراماتيكية .. معاريف

الساعة 12:07 م|15 ابريل 2010

بقلم: زبجنييف بجيجنسكي وستيفان سولراز

قبل أكثر من 30 سنة صرح موشيه دايان بانه يفضل شرم الشيخ بدون سلام على السلام بدون شرم الشيخ. لو انتصر رأيه، لكانت اسرائيل ومصر لا تزالان في حالة حرب. اليوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في تصريحاته عن عاصمة اسرائيل الخالدة وغير المقسمة، يطرح الصيغة الحديثة لمعتقد دايان – في أنه يفضل القدس الكاملة دون سلام، على السلام دون القدس الكاملة.

هذا مؤسف، كون مصلحة كل الاطراف هي اتفاق سلام شامل. هذه مصلحة قومية للولايات المتحدة لان الاحتلال في الضفة الغربية وعزلة قطاع غزة يشددان عداء المسلمين لها، ويجعلان من الصعب على ادارة اوباما تحقيق الاهداف الدبلوماسية والعسكرية في المنطقة. كما ان السلام هو مصلحة اسرائيل. وزير الدفاع ايهود باراك قال مؤخرا ان انعدام وجود حل الدولتين هو التهديد الاكبر على مستقبل اسرائيل، اكبر حتى من القنبلة الايرانية. والاتفاق هو ايضا مصلحة الفلسطينيين، الذين يستحقون العيش بسلام وكرامة وهو الذي سينشأ عن تحولهم الى دولة.

ولكن هنا لا يكفي كشف عادي آخر لخطة سلام أمريكية اخرى تجري دراستها هذه الايام، حسب التقارير. فقط خطوة دراماتيكية بحجوم تاريخية يمكنها أن تخلق الزخم السياسي والنفسي للاختراق. رحلة أنور السادات الى القدس قبل ثلاثين سنة فعلت ذلك، وشقت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين اسرائيل ومصر.

على نحو مشابه، على اوباما أن يصل الى الكنيست في اسرائيل والى البرلمان الفلسطيني في رام الله وان يدعو الطرفين الى التفاوض على اتفاق دائم وعليه ان يفعل ذلك بمرافقة زعماء عرب واعضاء الرباعية. خطاب اوباما في البلدة القديمة في القدس، الخطاب الذي يوجه الى كل الشعوب في المنطقة يمكنه أن يكون حدثا ذروة في حملة السلام هذه.

أولا، حل مشكلة اللاجئين متداخلا مع التعويض واعادة التوطين في الدولة الفلسطينية ولكن ليس في اسرائيل. هذا هو القرص المرير للفلسطينيين، ولكن لا يمكن ان نتوقع من اسرائيل الانتحار سياسيا من أجل السلام. ثانيا، تقسيم حقيقي للقدس كعاصمة لكل واحدة من الدولتين، مع ترتيبات دولية في البلدة القديمة. هذا هو القرص المرير للاسرائيليين، لان معناه هو القبول بان الاحياء العربية في شرقي القدس ستكون جزءا من عاصمة فلسطين. ثالثا، تسوية اقليمية تقوم على أساس حدود 67، مع تعديلات حدودية متبادلة ومتساوية وذلك للسماح بضم الكتلتين الاستيطانيتين الكبريين الى اسرائيل. ورابعا، دولة فلسطينية مجردة من السلاح مع قوات امريكية او قوات ناتو على طول نهرب الاردن، لضمان أمن اسرائيل.

معظم هذه البنود تبنتها الرباعية وخطة السلام العربية من العام 2002، والعناصر الاساسية فيها تبناها رئيسا الوزراء السابقان، باراك واولمرت. والادارة ملزمة بان توضح للطرفين بان رد العرض من جانبهما او من جانب واحد منهما سيدفع الولايات المتحدة الى طلب المعونة من مجلس الامن في الامم المتحدة، وهكذا ينشأ ضغط عالمي على الجانب الرافض.

لشدة الحظ، فان استطلاعات الرأي العام في اسرائيل تظهر بانه في الوقت الذي يرغب فيه معظم الاسرائيليين في الحفاظ على القدس الكاملة، فانهم يفضلون السلام بدون القدس الكاملة على القدس غير المقسمة دون سلام. على نحو مشابه، مع ان الفلسطينيين منقسمون وحماس تسيطر في غزة، فان معظم الفلسطينيين يفضلون حل الدولتين الذي تلتزم به القيادة في رام الله أيضا.

الان هو الوقت ، وان كان يكاد يكون متأخرا جدا لكل الاطراف – اسرائيليين، فلسطينيين، امريكيين – اتخاذ قرار تاريخي وتحويل فكرة الدولتين للشعبين الى واقع. ولكن كي يحصل هذا، اوباما ملزم بان يتقدم باستراتيجية بعيدة الاثر بجسارة روح تاريخية.


* بجيجنسكي كان مستشار الامن القومي لدى جيمي كارتر. سولراز عضو مجلس ادارة International Crisis. المقال نشر لاول مرة في
واشنطن بوست".