خبر توصية بإبراز قضية الأسرى ووضعها على أسلم الأولويات

الساعة 12:22 م|14 ابريل 2010

توصية بإبراز قضية الأسرى ووضعها على أسلم الأولويات

فلسطين اليوم- غزة

أوصى مشاركون في ندوة حوارية بجعل قضية الأسرى أولوية في التغطية لدى كافة وسائل الإعلام والعمل على إبراز المواد التي تتعلق بقضيتهم وعدم التعامل معها بشكل موسمي وان يكون الاهتمام بها بشكل دائم وطوال العام  وليس فقط في حال وقوع حوادث في السجون أو مناسبات تتعلق بقضيتهم .

 

جاء ذلك خلال الندوة الحوارية التي نظمتها اللجنة العليا لنصرة الأسرى بالتعاون مع وزارة الإعلام, لتفعيل قضية الأسرى إعلامياً بأحد الفنادق بغزة.

 

وأكد المشاركون على ضرورة التركيز على الأبعاد القانونية لقضية الأسرى لإظهار مخالفة الاحتلال للقانون الدولي في تعامله مع الأسرى والتفصيل في كافة أشكال الانتهاك التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى وكيف أن المواثيق الدولية تحرّم هذه الممارسات بحق الأسرى وذلك للتأثير على المجتمع الدولي ودفعه للتحرك لإلزام حكومة الاحتلال بتطبيق القانون الدولي الإنساني.

 

كما أوصوا بضرورة تخصيص مساحات لإصدارات الأسرى وتصميم فلاشات وعروض متحركة ملفته عبر المواقع والإذاعات والفضائيات تبرز الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى إلى جانب زيادة الوقت المخصص للأسرى عبر الإذاعات  إضافة إلى تخصيص زوايا خاصة ودائمة للأسرى في المواقع الإخبارية على الانترنت.

 

وأشار المشاركون إلى ضرورة إنتاج أفلام وثائقية حول تاريخ الحركة الأسيرة وأوضاعهم في سجون الاحتلال مع الابتعاد عن تناول قضية الأسرى من ناحية حزبية وتنظيمية .

 

كما أكدوا على ضرورة أن تتحمل وسائل الإعلام مسئولياتها الوطنية والأخلاقية وان ترتقي بمستوى تفاعلها مع قضية الأسرى تخصيص لجنة خاصة من المحررين أو الصحفيين العاملين في كل وسائل الإعلام واستخدام فنون متعددة والتعامل مع الأسرى كقصص إنسانية وليس كأرقام .

 

وقد شدد وزير الأسرى والمحررين ورئيس اللجنة الوطنية العليا لنصرة الأسرى 2010 محمد فرج الغول, على دور الإعلام في إظهار قضية الأسرى باعتباره السلطة الرابعة، مطالباً بالتركيز على قضية الأسرى إعلاميا لإنقاذهم من الأساة التي يتعرضون لها, وفضح جرائم الاحتلال بحق المعتقلين.

 

وأوضح الغول أن الاحتلال يحاول خداع العالم بإخفاء جرائمه, موجها دعوته لتفعيل قضية الأسرى إعلاميا في هذا العام بصفته عام الأسرى, موضحا الدور المشهود للإعلام في تغطية جرائم الاحتلال خلال الحرب الأخيرة على غزة, وإظهار الحق الفلسطيني ومعانات الشعب الفلسطيني.

 

وأشار الغول إلى الجرائم التي ترتكب بحق اللأسرى في السجون لا يسلط عليها إعلاميا ولو تمكنوا من ذلك لأمكنهم من فضح الاحتلال أمام العالم أجمع, باعتبار كل أسير هو قضية كبيرة والإعلام هو الأداة والوسيلة لذلك.

 

بدوره استعرض رياض الأشقر رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الأسرى تقصير وسائل الإعلام في تغطية أخبار الأسرى, قائلا :" الإعلام لم يرق بعد إلى الدور المطلوب منه ولا توازي التغطية الإعلامية ما يتعرض له الأسرى في السجون, وأن المساحة المخصصة للأسرى لم تتجاوز 1% من إجمالي مساحة في وسائل الإعلام".

 

وأوضح الأشقر أن وسائل الإعلام تنشر أخبار الأسرى بشكل اعتيادي, وليس هناك اجتهاد ومبادرات لتفعيل القضية, ولا تقوم بنشر الأخبار إلا بشكل أو شكلين من أشكال الفنون الصحفية في غياب التحقيقات واللقاءات والشعر, مطالبا وسائل الإعلام بالوقوف أمام مسؤولياتها لتفعيل القضية وتخصيص مساحات كبيرة واقتراح مبادرات إعلامية وحضور الفعاليات التي تقوم بها المؤسسات المعنية بقضية الأسرى وتطبيق التوصيات التي تخرج بها.

 

وفي كلمة الصحفي عادل الزعنون مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في غزة, تحدث فيها عن تغطية وسائل الإعلام الغربية لقضية الأسرى, مؤكدا أن الوكالات الإعلامية الدولية الثلاثة تحتكر الإعلام على مستوى العالم وهي الأكثر هيمنة وسيطرة على الإعلام العالمي, وبذلك توجه الأخبار حسب سياستها.

 

وقال الصحفي الزعنون : "المطلوب خطة إعلامية وإستراتيجية مدروسة للعمل على تفعيل القضية."

 

واقترح تغيير مظهر الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى في الصليب الأحمر الدولي وتطويره, بحيث تقوم الشخصيات المهمة والمسئولة بحضور فعاليات الأسرى حتى تهتم وسائل الإعلام الغربية والأجنبية وتقوم بتغطيتها.

 

وأشار الزعنون إلى أن الانقسام الفلسطيني له دور في إعاقة وصول الصورة بشكل سليم إلى المجتمع الغربي.

 

الأسرى في الصحافة الإسرائيلية

 

من جهة أخرى, تطرق الصحفي تامر الشريف مختص في الصحافة الإسرائيلية إلى الحديث عن دور الصحافة الصهيونية في نشر أخبار الأسرى ومدى تغطيتهم لها.

 

وأشار في كلمته إلى شح المواد الإعلامية التي تخرج من سجون الاحتلال, وأرجع ذلك إلى سياسة الاحتلال الصهيونية في فرض رقابة عسكرية على الإعلام بمنع نشر أي مادة إعلامية أو بثها إلى بموافقة الرقيب العسكري الصهيوني, وأن تتلاءم مع المصلحة العامة للدولة. وأضاف : " الأسرى في عيون المجتمع الصهيوني إرهابيون وأياديهم ملطخة بالدماء ويستحقون العقاب واستخدام كلمة مخربين دليل على ذلك". مظهرا تغافل الإعلام الصهيوني لمعاناة الأسرى.

 

وأكد أن الإعلام الصهيوني ليس إعلاما شفافا لأنه لا ينشر أي مادة إعلامية  إلا بالتعاون مع الرقيب العسكري وتبني الرواية العسكرية, وأن الصحفيين الإسرائيليين يمارسون عملهم ككتيبة واحدة لنصرة قانون دولتهم.

 

 وأوضح الشريف إلى أن وسائل الإعلام الصهيونية نجحت في تغذية العالم بالمعلومات المشوهة والمضللة المتعمدة بحق الأسرى, مما أدى إلى اعتماد الإعلام الغربي للرؤية الصهيونية, مشيراً إلى حظر دخول الصحف الفلسطينية للأسرى في السجون والاقتصار على دخول الصحف العبرية فقط.

 

وتخلل الندوة مداخلات دعا المشاركون خلالها إلى ضرورة تفعيل قضية الأسرى من الناحيتين الإعلامية والقانونية, وذلك على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.