خبر الجهاد الإسلامي يدعو لإنهاء اتفاق أوسلو وتصعيد الانتفاضة والمقاومة

الساعة 09:24 ص|14 ابريل 2010

              الجهاد الإسلامي يدعو لإنهاء اتفاق أوسلو وتصعيد الانتفاضة والمقاومة

فلسطين اليوم : غزة

دعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، جماهير شعبنا وأبناء أمتنا إلى إعلان الغضب العام رفضاً لقرارات العدو المجرم بطرد أهلنا وشعبنا من وطنهم، وضد سياسة هدم المنازل في أحياء القدس وفي مدينة اللد.

كما ودعت الحركة في المؤتمر الصحفي الذي عقدته ظهر اليوم في مدينة غزة إلى إعلان التضامن والنصرة مع أسرانا، مطالبةً أن يكون يومي الجمعة والسبت السادس عشر والسابع عشر من إبريل الحالي أيام تصعيد للغضب والانتفاضة ضد الاحتلال المجرم.

وفيما يلي نص البيان الذي تُليّ في المؤتمر الصحفي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الذي عقد هذا اليوم في مدينة غزة.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه واستن بسنته إلى يوم الدين...

 

يا جماهير شعبنا الأبي الصابر الصامد .. يا جماهير أمتنا العربية والإسلامية ...

نلتقي بكم اليوم في هذا المؤتمر الصحفي الهام وجرائم الاحتلال ضد أهلنا وشعبنا تعلو فوق كل أصوات الإدانة والشجب والاستنكار..

ولا تكاد هجمة صهيونية تبدأ إلا وتتلوها هجمة أخرى، لتعبر عن مدى حقد الاحتلال وعنصريته وإجرامه بحق أرضنا ومقدساتنا وشعبنا..

فمع اشتداد الهجمة ضد أسرانا الأبطال وأسيراتنا الماجدات داخل سجون الاحتلال، وسياسيات التهويد والاستيطان وهدم المنازل في القدس والخليل واللد وغيرها من مدننا الصامدة .. ومع ازدياد عربدة المستوطنين بحق أهلنا المزارعين في قراهم ومزارعهم .. يطلع علينا الاحتلال المجرم بقرار عسكري جديد يتهدد عشرات الآلاف من أبناء شعبنا وأهلنا في القدس والضفة الغربية، قرار عسكري باطل كبطلان وجود هذا الاحتلال على أرض فلسطين المباركة .

ولقد توالت بيانات الإدانة لهذا القرار العنصري الذي يمثل خطة "ترانسفير" جديدة أو تهجير جديد أو نكبة جديدة تستهدف شعبنا. لا فرق فكل التعابير مآلها واحد.

لكن ثمة مسألة أخرى تجاهلها بعض الساسة أو حاولوا تجاهلها وهي أن ما يجري هو نتاج وثمرة  لاتفاق أوسلو المشئوم الذي مثل النكبة الحقيقية والكبرى لشعبنا وقضيتنا، ومنذ يوم هذا الاتفاق المشئوم ونحن كشعب فلسطيني نتعرض لحملة تضليل واسعة تستهدف حرف البوصلة واستبدال الأولويات والبرامج ومقايضتها بأجندات سياسية بعيدة كل البعد عن جوهر الصراع وحقيقته.

حتى طلعت علينا آخر فصول هذه الحملة التضليلية في ما عُرف بوثيقة الدولة أو خطة إقامة الدولة.

فأيّ دولة وأيّ خطة وأيّ وثيقة يمكن أن تنهي الاحتلال أو تحد من خطورة برامجه وسياساته في القدس ووادي عاره وأم الفحم واللد ونابلس والخليل أو أن ترفع حصاره الظالم على غزة.

أيّ خطة يمكن أن تعيد اللاجئين إلى أرضهم، والاحتلال يسبقها بقرار يطرد بموجبه المواطنين من أرضهم..

لقد أصبح واضحاً أن مشروع التسوية ومن يراهن عليه أداة لمشروع (ليس مشروع إقامة الدولة واستعادة الحقوق) وإنما لمشروع تصفية القضية الفلسطينية الذي يبلغ ذروته اليوم بالعدوان على القدس والمسجد الأقصى وامتهان كرامة الأسرى والأسيرات، وترحيل أهلنا وشعبنا وتهجيرهم من القدس والضفة، وأخطر ما في هذا العدوان الصهيوني الواسع بكل أدواته اليوم، أنه يتم تحت غطاء مشروع التسوية، وتحت ستار مشروع سلطة أوسلو التي تعفي العدو الصهيوني من أي التزام يفرضه القانون الدولي على أي سلطة احتلال.

قد يقول البعض إن قرار ترحيل وطرد أهلنا في الضفة هو قرار سياسي في سياق الضغط على السلطة كي تعود إلى المفاوضات المباشرة.

فإذا كان ذلك صحيحاً فإن له معنى واحداً، أن الاحتلال يبتز هذه السلطة سياسياً بوضعها تحت ضغط وتهديد كبير على كل المستويات، حتى تعود إلى المفاوضات، وهذا معناه أيضاً أن المفاوضات تحقق للاحتلال مصلحة كبرى وهذه حقيقة.

أمام ذلك فما هي القيمة والجدوى لهذه المفاوضات؟؟

وما هو البديل إذا كان العدو بقراره الأخير يتنصل من الاتفاقات التي وقعت بينه وبين المفاوض الفلسطيني.

البديل هو أن الإعلان عن إنهاء مشروع أوسلو والتخلي عن كافة التزاماته السياسية والأمنية، وإطلاق العنان للانتفاضة والمقاومة لمواجهة غول الاستيطان والعدوان الصهيوني على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا.

هذا هو الحل والمخرج الوحيد من هذه الدوامة التي نعيشها ويعيشها شعبنا منذ اتفاق أوسلو وإقامة السلطة التي تحولت مع مرور الوقت إلى عبئ كبير.

يا جماهير شعبنا في فلسطين ومناطق الشتات.. يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية...

إن الخيار الوحيد الذي يمكننا من استعادة وحدتنا ومواجهة هذا العدوان في صف واحد، هو الانتهاء من هذا الوهم والكف عن هذا التضليل الواسع الذي يسوق علينا مقايضة وطننا وحقوقنا بأحلام من سراب ويحول وطننا وأرضنا إلى مشاريع استثمارية تستخدمنا فيها الشركات المتعددة الجنسيات أجراء وعبيد تحت شعار تحقيق الرفاهية لشعب لا يملك الخروج من بيته إلا بتصريح من الاحتلال.

يا جماهير شعبنا ويا أهلنا وأبناء أمتنا..

إننا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ونحن نقترب من ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، الذي يتزامن مع اتساع الهجمة الصهيونية على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وأسرانا الأبطال.. وأمام قرار التهجير العنصري الصهيوني الباطل، فإننا نؤكد على ما يلي:

أولاً: إن هذا القرار الصهيوني وما يرافقه من هجمة ضد الأسرى والمقدسات إنما يكشف عن هشاشة مشروع أوسلو وانه صيغ وأعد بطريقة لا تخدم مصالح شعبنا ولا تلبي طموحاته، وأنه مشروع يخدم الاحتلال ويجعل من شعبنا رهينة لسياساته وقراراته العسكرية والأمنية ويحقق له السيادة الكاملة على أرضنا وشعبنا.

ولذلك فإننا نجدد تأكيدنا على ضرورة إنهاء مشروع أوسلو العقيم والتخلي عن أوهام التسوية والحديث عن إقامة الدولة التي لا نعرف شكلاً ولا حدوداً لها. ولم نجد في برامجها سوى مزيداً من التنازلات والضياع وتصفية القضية.

ثانياً: إننا إذ نتوجه بالتحية إلى كل أسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال وهم يخوضون معركة نضالية جديدة ضد إجراءات إدارات السجون القمعية الظالمة التي تحرمهم من أبسط حقوقهم في مواصلة التعليم وزيارة ذويهم وغير ذلك من صنوف العذاب والانتهاكات والمعاناة، فإننا وانطلاقاً من الواجب الإلزامي تجاههم نجدد التأكيد على دعم خطواتهم النضالية، ونؤكد على أن هذا الدعم ليس دعماً موسمياً أو جهداً تكميلياً وإنما هو التزام نقطعه على أنفسنا وسنبقى مستشعرين التقصير تجاههم حتى يأذن الله ويمن على إخواننا المجاهدين من سرايا القدس وكل أجنحة المقاومة بأسر المزيد من الجنود الصهاينة، فالعين بالعين والسن بالسن. وما ذلك على الله بعزيز.

ثالثاً: ندعو جماهير شعبنا وأبناء أمتنا إلى إعلان الغضب العام رفضاً لقرارات العدو المجرم ضد أهلنا وشعبنا وضد سياسة هدم المنازل في أحياء القدس وفي مدينة اللد، وإعلان التضامن والنصرة مع أسرانا وليكن يوما الجمعة والسبت السادس عشر والسابع عشر من إبريل الحالي أيام تصعيد للغضب والانتفاضة ضد الاحتلال المجرم.

رابعاً: كما ندعو إلى وحدة الفعاليات الشعبية والأهلية، التي تتعانق فيها ذكريات ارتقاء الشهداء القادة الأبطال خليل الوزير "أبو جهاد" والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وقائد معركة جنين الشهيد محمود طوالبه، نؤكد على وحدة الصفوف ووحدة الفعاليات الوطنية، ونطالب السلطة وأجهزتها الأمنية بالكف عن ملاحقة أبناء شعبنا والتوقف عن قمع المسيرات وإطلاق العنان لأبناء شعبنا في محافظات الضفة ليقولوا كلمتهم ويعبروا عن غضبهم في وجه الاحتلال البغيض.

خامساً: ندعو علماء الأمة وقادة الرأي والفكر وكافة القوى السياسية والشعبية الحية إلى التضامن مع أبناء شعبنا في مواجهة قرارات التهجير وهدم المنازل وسياسات التطهير العرقي، وإلى مساندة أسرانا الأبطال في معركتهم النضالية، ندعو كافة أبناء الأمة وجماهيرها على امتداد عالمنا العربي والإسلامي إلى إعلان النصرة بكافة أشكالها مع القضية الفلسطينية ودعم حق شعبنا في المقاومة والجهاد.

التحية لجماهير شعبنا ولأهلنا في القدس وحي سلوان الذي يستأنف العدو اليوم قرارات الهدم والتجريف لمنازلهم وبيوتهم.

التحية لأهلنا الصامدين في اللد في وجه قرارات الهدم الباطلة لثلاثة عشر منزلاً في أحيائها.

التحية لجماهير شعبنا في الخليل ونابلس وسائر مدن وقرى ومخيمات الضفة الباسلة.

التحية إلى أسرانا الأبطال وأسيراتنا الماجدات الذين يخوضون معركة الإرادة والحرية... التحية لهم وهم يتعالون على القيود ويرفعون قبضاتهم عالية تأبى الخنوع والإذلال.

التحية لشعبنا الصامد في غزة ولمقاومته الأبية ولمجاهديها الأبطال الذي اخذوا على عاتقهم التصدي لأي محاولة توغل في أراضينا...

تحية إليهم إلى المجاهدين الذين يزحفون في الليل والنهار رغم نيران القناصة وقذائف الدبابات ليزرعون الموت في طريق جنود الاحتلال إذا ما حاولوا الاقتراب من تراب غزة الطاهر.

تحية لهم وتحية لجماهير شعبنا في الشتات ومخيمات اللجوء ..

والشكر لكم جميعاً

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،