خبر الوزير قراقع يكشف: الهدف من اعتقال البرغوثي رأس « عرفات »

الساعة 08:20 ص|14 ابريل 2010

الوزير قراقع يكشف: الهدف من اعتقال البرغوثي رأس "عرفات"

فلسطين اليوم-رام الله  

كشف وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، اليوم، أن الهدف السياسي من وراء اختطاف مروان البرغوثي واعتقاله كان ياسر عرفات، وأن التحقيق القاسي معه قد تركز حول ياسر عرفات والانتفاضة، التي اندلعت عقب فشل مباحثات كامب ديفيد واتهام عرفات وقيادة حركة فتح بإعطاء الضوء الأخضر لها. 

جاءت أقوال قراقع مع حلول الذكرى الثامنة لاعتقال النائب مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الذي اختطف من مدينة رام الله يوم 15/4/2002 على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، والذي حوكم بالسجن خمس مؤبدات وأربعين عاماً، ويقبع الآن في سجن هداريم داخل إسرائيل.

وأوضح قراقع أن مائة يوم من التحقيق العنيف والمذل التي واجهها البرغوثي في أكثر من مركز تحقيق كالمسكوبية وبيتح تكفا والجلمة والسجن السري، تركز الجزء الأكبر فيها حول علاقته بياسر عرفات وتمويل نشاطات الانتفاضة والقرارات الصادرة حولها في محاولة إسرائيلية لإدانة ياسر عرفات الذي اعتبره شارون غير شريك وفرض حصاراً على المقاطعة مقر إقامته، ودمّر مقرات السلطة وأعاد احتلال المناطق الفلسطينية في عملية أطلق عليها 'السور الواقي'.

وكانت الأوساط الأمنية الإسرائيلية تعتبر البرغوثي الذراع المساند لياسر عرفات ومفجر الانتفاضة وصوتها العالي، وتحاول أن تجد أي إدانة لعرفات كمبرر لتنفيذ المخطط الإسرائيلي بتدمير السلطة، وإعادة الاجتياحات العسكرية وتدمير اتفاقيات أوسلو وتنفيذ مخطط الفصل العنصري.

وحسب البرغوثي، فإن كبار المحققين الإسرائيليين الذين تناوبوا على استجوابه في أقبية التحقيق كانوا ينتظرون أية معلومات تدين الرئيس الراحل عرفات، معتبرين ذلك حسب أقوالهم، جوهر التحقيق، وخاصة علاقته بكتائب شهداء الأقصى.

وقال قراقع: كان رد البرغوثي حاسماً وقاطعاً في التعامل مع المحققين، حيث رفض التجاوب معهم والتعاطي مع اتهاماتهم التي اعتبرها باطلة وأن اعتقاله غير شرعي وغير قانوني.

 واستخدمت أساليب تعذيب قاسية وإهانات مذلة بحق البرغوثي طيلة مائة يوم من التحقيق، وخاصة حرمانه من النوم والضغوط النفسية والشبح والتحقير والعزل الانفرادي.

ويقول البرغوثي بهذا الصدد 'يبدو جلياً أن هذه الأساليب الإحباطية والنفسية المصحوبة بالنزعة العنصرية والغرور وتشويه الحقائق والتاريخ، كانت تستهدف مني اعترافاً على ياسر عرفات الرأس المطلوب، وإقرارا مني بفشل الانتفاضة والمقاومة وعدم جدواها'.

وأضاف قراقع: كان هم حكومة شارون حينها أن تجد مبرراً ودلائل تعزز مصداقية حربها العسكرية وإعادة احتلالها لمناطق السلطة الفلسطينية، وإعلان أن الرئيس عرفات 'لا شريك' وليس ذي صلة وأنه لا يريد السلام.

واعتقد الإسرائيليون أن البرغوثي هو الدليل والشاهد الذي يوصلهم إلى هذه الغاية ولكنهم فشلوا أمام صموده ورفضه لكل هذه الادعاءات.

وأوضح قراقع أن اعتقال البرغوثي جاء ضمن مخطط بدأ فيه جيش الاحتلال عمليات السطو المسلح في الضفة الغربية والحصار والعدوان ليرتكب خلاله سلسلة من المجازر في جنين ونابلس ورام الله ويحاصر المقاطعة وكنيسة المهد، وأن اعتقال البرغوثي اعتبرته حكومة إسرائيل صيداً ثميناً كفيلاً بإنهاء الانتفاضة وضرب معنويات الشعب الفلسطيني.

وقال شارون حينها أنه يؤسفه إلقاء القبض على البرغوثي حيا، وكان يتمنى أن يكون رماداً في جرّة. أما الياكيم روبنشتاين المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت، فقال 'إن البرغوثي مهندس إرهابي من الدرجة الأولى وقد راجعت ملفاته طوال ثلاثين عاماً ووجدت أنه من النوع الذي لا يتراجع، ولذلك يجب أن يحاكم بلا رحمة وأن يبقى في السجن حتى موته'. فيما قال وزير الدفاع موفاز 'إن اعتقال البرغوثي هدية الجيش للشعب الإسرائيلي في عيد الاستقلال'.

وأوضح البرغوثي أن هذا الحقد من وراء اعتقاله برز من خلال إصرار المحققين على معرفة العلاقة بالرئيس ياسر عرفات، مدعين أن لديهم معلومات تفيد بأن البرغوثي مكلف بقيادة الانتفاضة وأن عرفات زوده بالمال والسلاح. وأضاف أن 'التحقيق حول علاقتي بالرئيس ياسر عرفات أخذ عدة أسابيع من جولات التحقيق مورست عليّ خلالها ألوان لا تحصى من الضغط والتعذيب'.

وقال قراقع إن 8 سنوات من اعتقال البرغوثي لم تنجح خلالها حكومة إسرائيل بكسر الإرادة الفكرية والسياسية له، وإن الإسرائيليين بدأوا يدركون أن هذا الرجل المحبوب من شعبه ومن كل الأحرار في العالم قد نجح في تعرية الاحتلال وممارساته، وأنه يشكل لهم إحراجا دائماً أمام المجتمع الدولي، خاصة أنه يطالب بالسلام القائم على إنهاء الاحتلال وأن السلام والاحتلال لا يتعايشان.

 

وأضاف: معجزة مروان أنه استطاع أن يخترق المجتمع الإسرائيلي الذي بدأ يصدقه ولا يصدق حكومته ومبرراتها وادعاءاتها، ما دفع أوساطاً رسمية في حكومة إسرائيل للبدء بإعادة النظر في اعتقال البرغوثي والمطالبة بإطلاق سراحه.

ونوه إلى أن أحدث استطلاعات الرأي في إسرائيل أشارت إلى أن 71% من الإسرائيليين يؤيدون إطلاق سراح البرغوثي.

وفي آخر رسالة من البرغوثي موجهة إلى حركة 'السلام الآن' لمناسبة مرور 30 عاماً على إقامتها، دعا إلى مصالحة تاريخية تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وبما يكفل وجود دولتين لشعبين تنهي وجود الاحتلال بكافة مظاهره في الأرض الفلسطينية.