خبر العودة إلى غزة .. هآرتس

الساعة 08:19 ص|14 ابريل 2010

بقلم: تسفي بارئيل

يصدر عن غزة مرة اخرى همس ما يزال مبلغ صدقه غير واضح عن أنه أخذت تحاك صفقة شاملة ستوقع حماس وفتح في اطارها على اتفاق مصالحة، وسيطلق جلعاد ويفتح من جديد معبر رفح والمعابر من اسرائيل. ما الذي جد هذه المرة؟ تقول مصادر في غزة إن  حاكم قطر مشغول منذ نحو من اسبوعين في صوغ الصفقة، وان مصر لم توافق فقط على أن تكون قطر شريكة بل وافقت ايضا على "تفسير من جديد" لوثيقة الاتفاقات بين حماس وفتح التي صاغها عمر سليمان قبل عدة أشهر ووقع عليها محمود عباس.

وتقول تلك المصادر ايضا ان استعداد مصر لزيادة مرونة مواقفها فيما يتعلق بالوثيقة، بعد أن عارضت في الماضي كل تغيير فيها، ينبع من خوف تدهور الأمور في غزة، ومن أن حماس قد تفقد سيطرتها على سائر المنظمات التي بدأت تطلق الصواريخ على اسرائيل.

يرى المصريون أن فقدان السيطرة قد ينشب معركة عسكرية جديدة في غزة وينشىء ضغطا زائدا عليهم لفتح المعابر. أبلغ في الاسبوع الماضي في مصر بأن الرئيس حسني مبارك نقل رسالة الى بنيامين نتنياهو فصل فيها جهود دولته لاطلاق شليت وطلب الى اسرائيل أن تظهر هي أيضا المرونة، في شأن الصفقة بين فتح وحماس وفي شأن الأسرى الذين ترفض اطلاقهم. في الآن نفسه تواصل غزة استقبال ممثلين كبار لفتح، وبعد زيارة نبيل شعث أتى القطاع سفيان أبو زايدة الذي هاجمه نشطاء حماس في 2007 عندما سيطرت حماس على القطاع، ولم يزره منذ نحو من ثلاث سنين.

إن أبا زايد، الذي قضى 12 سنة في السجن الاسرائيلي وهو معروف في مقابلة ذلك بعلاقاته الجيدة باسرائيليين، أتى لزيارة غزة اسبوعا وقد أعلن بأن "الوضع في القطاع لا يطاق" وأنه يؤسفه أن يرى الى أين تدهورت الأمور، وبين أنه يعمل في تقديم المصالحة بين فتح وحماس. ما يزال محمود عباس صلبا في رأيه أن كل بحث جديد للمصالحة بين الحركتين مشروط بتوقيع حماس على اتفاق المصالحة، لكن عندما يكون مطروحا في جدول العمل اعلان دولة مستقلة يعمل من أجلها رئيس الحكومة سلام فياض وعندما يقترب أجل الانتخابات الذي سمي في الوثيقة في حزيران 2010، فقد يوافق هو أيضا على زيادة موقفه مرونة. كان يمكن أن نعلم بالضغوط الداخلية في غزة والخوف من فقدان حماس للسيطرة من الوثيقة التي نشرتها وكالة الانباء الفلسطينية "فراس" التي تصف تراسلا بين قيادة "كتائب الناصر صلاح الدين" وهي جسم صغير فصل نفسه من لجان المقاومة الشعبية، وبين خالد مشعل. تحث المنظمة مشعلا في الرسالة على أن يصرف قائد اللجان زكريا دغمش الذي "سرق المنظمة ودمرها من أجل مصالحه الشخصية" بحسب الرسالة، عن عمله.

كتب كتاب الرسالة أنهم يتوجهون الى مشعل من طريق وسائل الاعلام بعد أن فشلت محاولاتهم لمصالحة دغمش بتوسط قادة حماس في القطاع. ويزعم الكتاب من جملة ما يزعمون قائلين "ليست عندنا أي وسيلة لمواجهة الاحتلال لان أبا قاسم (دغمش) حظر علينا أن نطلق ولو طلقة واحدة على العدو الصهيوني منذ سنة، وهو يجمع منا الأسلحة ويهدد باغلاق الذراع العسكرية للجان. في اثناء عملية "الرصاص المصبوب" جلسنا في بيوتنا كالنساء ولم نستعمل المقاومة، وسمعنا الآن أن أبا القاسم يطلب منكم مالا بسبب اضرار الحرب في غزة".

يقول كتاب الرسالة أيضا إن دغمشا يتلقى من قيادة حماس ثلاثين ألف دولار كل شهر، وأنه يقرر وحده فيمن يقسمها. كذلك حصل دغمش على مبلغ نصف مليون دولار ولا يعلم أحد أين مضى هذا المال. وزعم الكتاب أن جريمة دغمش الأخرى هي نقل معلومات للمصريين عما يحدث في حماس في حين ينوي الخروج من غزة وأن يسكن سورية لأنه يزعم أنه يجب عليه أن يوجد قرب القادة، وباختصار تبلغ قيادة هذه الفصيلة حماس أنها لم تعد تستطيع العمل مع دغمش.

بالمناسبة، أقام قريب زكريا دغمش، ممتاز دغمش في غزة ما يسمى "جيش الاسلام" الذي يقيم كما يبدو علاقات بمنظمة القاعدة. كان ممتاز دغمش في الماضي من رجال قوات الأمن الوقائي لمحمد دحلان. يوجد بين أبناء العائلتين، اللتين تدير كل واحدة منهما منظمة مسلحة تخصها، يوجد نزاع عميق يطير أحيانا صواريخ نحو اسرائيل أيضا.

كيف حال مبارك

يتوقع ان يعود مبارك هذا الاسبوع الى طاولة عمله بعد فترة استشفاء في شرق الشيخ، وفي مصر يتوقعون "تحولات". يتحدث عدد من التقديرات عن أن مباركا سيعين لنفسه نائبا، ويجري تغييرات واسعة في الحكومة ويبدأ حملة لتقييد الصحف وتوسيع "الوعي الوطني".

على حسب أحد التقارير، اهتز مبارك لاستطلاع تم في مصر فحواه أن أكثر من 80 في المائة من الشبان يريدون العيش خارج مصر ولهذا ينوي تغيير البرنامج الدراسي وأن يحرص على أن تعرض التقارير في وسائل الاعلام المصرية "جانب الحياة الايجابي" لا الاخفاقات.

لكن يبدو أنه اذا عزم مبارك على "اصلاح" ما، فسيكون موجها لمواجهة الشعبية التي يجمعها محمد البرادعي الذي ما زال يعقد اجتماعات ولقاءات مع أحزاب المعارضة، ويظهر في أحياء فقيرة لتوسيع دائرة معرفة الجمهور به. وقد يقرر مبارك في خطوة مضادة تعجيل الانتخابات الرئاسية لمنع المعارضة أن تنظم نفسها كما ينبغي.