خبر الجيش الإسرائيلي .. أتون الصهر اليهودي .. يديعوت

الساعة 08:13 ص|14 ابريل 2010

بقلم: عليزا لفي

محاضرة في قسم العلوم السياسية في جامعة بار ايلان

قبل نحو شهر أضيف اسمان آخران الى أسرة الثكل: الرائد اليراز بيرتس والعريف ايلان سبياتكوفسكي، مقاتلين من غولاني قتلا على حدود غزة. اليراز المولود في البلاد، الذي قتل أخوه ايضا في اثناء خدمته العسكرية؛ ايلان المهاجر الجديد الذي بدأ في الجيش الاسرائيلي عملية تهويده ولم يتمكن من اكمالها وان كان دفن كيهودي.

دون أن نشعر يتحول الجيش الاسرائيلي من أتون الصهر الاسرائيلي الى أتون الصهر اليهودي. في السنوات الاولى للدولة مع الهجرة الجماعية من كل أطراف العالم، كان الجيش الاسرائيلي المكان الوحيد الذي التقى فيه مواليد البلاد مع مهاجري اليمن، المغرب وباقي المنافي. ورغم التوتر الطائفي الذي لا يزال يتفجر بين الحين والاخر، فبقوة يمكن القول ان الصهر قد نجح. في هذه الاثناء، واقع حياتنا تغير. من جهة، معظم المتجندين ولدوا في البلاد. من جهة اخرى، في شرائح معينة بين السكان الاسرائيليين يتعاظم الميل لعدم التجند الى الوحدات القتالية ووباء التملص من الخدمة. في أعقاب ذلك فان أتون الصهر الاسرائيلي يصبح يهوديا.

الان لا بد ستقولون، ولكن ماذا عن المهاجرين، بالاساس من رابطة الشعوب؟ هنا بالضبط تدخل النقطة اليهودية. قسم لا بأس به من هؤلاء المهاجرين ليسوا يهودا حسب الشريعة. عندما يكونون في العاشرة، يجدون صعوبة في التهود او غير معنيين في ذلك. الوضع يتغير جزئيا عندما يلبسون البزات العسكرية. الجيش، بحكمة وحساسية، يسمح لهم بالتهود في اطار الخدمة. وعندما تكون الصحبة في المحيط يهود من الولادة، حتى لو لم يكونوا من المحافظين على الفرائض – تتعزز الرغبة في التهود.

الجانب اليهودي من أتون الصهر العسكري لا ينتهي عند التهود. فالكثيرون من أبناء الشبيبة يكتشفون بالذات في الجيش المفاهيم في اليهودية: يحرصون على الحلال حتى في المناسبات العسكرية – الاجتماعية، كي يتمكن الجميع من تناول الطعام. ويستكملون النصاب لان الصحبة طلبوا ذلك. يجلسون معا ويتحدثون.

سيكون هناك من يقول ان هذا ليس دور الجيش. وثمة من سيعربون عن الخوف ممَ سيحصل. اذا ما ازداد عدد الجنود المحافظين على الفرائض جدا. هؤلاء واولئك مخطئون ومضللون.

في السنوات الاخيرة تجري ثورة هادئة  في أوساط الجيل الشاب. الكثيرون يسعون لان يتعلموا ويعرفون، ويتعرفون على ثقافتهم. ونحن نسمع أسئلة عن الهوية ، عن الفعل، عن اصوات غير معروفة تتكرر على نحو مفاجىء وكذا عن عدم رغبة في البقاء في الجهل. كيف قالت احدى الشابات التي جاءت الى دورة بلوغ مع أمها: "عندما تحدثت مادونا عن "الكبلا" (التنجيم)، فهمت اني اريد أن اعرف عن يهوديتي".

وجودنا في هذه البلاد ينبع من كوننا يهود. ودون السياق اليهودي التاريخي كان يمكن لنا أن نقبل بخطة اوغندا او حتى "ايسرال" قرب بافلو، او استصدار جواز سفر اجنبي مثلما اوصى احدهم هنا في السنوات الاخيرة.

اليهودية هي دين وقومية. لا يمكن الحفاظ على القومية التي فيها دون الاعتراف بجانبها الديني. ولا حاجة للمرء أن يكون محافظا على الفرائض كي يشعل شموع الحانوكا، ان يجلس على الطاولة في ليل الفصح او ان يشارك في التعديل في ليل الاسابيع.

عندما يكون جهاز التعليم مخلولا (بل ومستسلما) حتى في نقل القيم الاساس لليهودية، في حالات عديدة بتأثير الاهالي، يضطر الجيش الاسرائيلي الى الحلول محله – بالضبط مثلما عرف كيف يتبنى الى حضنه في حينه من لم يعرف حتى القراءة والكتابة. حسن لو ان المدارس، حركات الشبيبة والرحاب العائلي تقوم بأدوارها، ولكن في الواقع الناشيء – الجيش الاسرائيلي هو الجبهة الاخيرة ضد فقدان القيم من الداخل ايضا.