خبر جلسات « السامر » تكشف حكايات تحدث تحت الأرض بين شباب القطاع

الساعة 07:27 م|13 ابريل 2010

جلسات "السامر" تكشف قصص وحكايات تحدث تحت الأرض بين شباب القطاع

فلسطين اليوم: خاص

كثير هي الهموم والمشاكل التي يعاني منها المواطنين في قطاع غزة..ومع بداية كل يوم يتعرض المواطن لهموم تعوق عمله وأدائه وتعكر صفو حياته.. فمن انقطاع التيار الكهربائي المستمر إلي قلة وجود غاز الطهي في البيت وانعدام فرص العمل، إلى العمل في مهنة الموت "الأنفاق" كونها الملاذ شبه الوحيد للشباب.

 

فالجميع يتحدث عن الوضع ويصفونه بالمأساوي خاصة في السيارات وأماكن الالتقاء وأحاديث السامر، والتي يجد فيها المواطنين ملاذاً للحديث عن معاناتهم اليومية.

فالشباب والذين يعملون في الأنفاق يسردون القصص والحكايات التي يتعرضون لها بشكل يومي تحت الأرض خلال عملهم، ويتخذون منها مناسبة للترفيه عن معاناتهم.

 

فكثيرا من الناس يعتقدون بأن الحكايات والقصص التي يتداولها الأصدقاء عندما تنسدل الشمس ستائرها ويحل الظلام حكايات يخترعها عاشقين لتزيد من محبتهم وعشقهم لبعضهم البعض فلا يدرون بأن المواطن اتخذ من جلسات السمر وسيلة للترفيه والراحة بعد نهاره المليء بالمشقة والتعب فيستمع لما يتعرض له أصحابه في حياتهم اليومية.

 

فمحمود وخليل وطارق ومجموعة أخرى من الأصدقاء جمعهم القدر لتداول الأحاديث فيما بينهم وللاستماع إلي البطولات التي حققها محمود في عمله حيث يعمل في الأنفاق التي تربط قطاع غزة بجمهورية مصر منذ أكثر من أربعة أشهر قائلا" لا أشعر بالمتعة والفرح إلا في عملي فأنتظر صاحب النفق على نار كي يتصل بي ليخبرني بتوفر العمل لي" لافتا "إلي أنه يستطيع أن يخمد نار شهيته بكل ما أحب من بسكويت وشبس وكولا وبضائع لا أستطيع لمسها أو رؤيتها فوق الأرض فهي متوفرة لي وقتما أشاء تحت الأرض متسائلا لماذا أترك هذا النعيم وأذهب إلي الجحيم".

 

وعندما يتوقف محمود للحظات ويعم السكون المكان وكأن محمود بحديثه شد انتباههم فيقطع صوت خليل السكون متسائلا عن ما هية عمله داخل النفق وأشار محمود في حديثه "إلي أنه يعمل في تنزيل البضاعة من الأراضي المصرية إلي النفق لافتا ألي أن عمله تتوفر فيه الراحة لاسيما وهو واقف على أقدامه موضحا بأن العامل الذي يكون داخل النفق والذي توكل له مهام سحب "الشياطة" التي تحمل البضاعة منبطحا على الأرض أو منحني على قدماه فهو يتعرض للعديد من الأمراض وأوجع الظهر".

 

لم يكن موقف محمود في سرد بطولاته أفضل من طارق البالغ من العمر عشرين عاما والذي يعمل في أحد الأنفاق منذ أسبوعين مقاطعا لمحمود قائلا " تبلغ طول "الشياطة" عشرة أمتار وعرضها نصف متر وقد يصل العرض إلي متر ونصف حسب عرض النفق وتكون الشياطة مليئة بالبضاعة التي قد يصل وزنها ثلاثة طن وحسب نوع البضاعة المحملة لافتا إلي أنه يواجه صعوبة كبيرة في سحبها من داخل النفق وهو منحن الظهر فيحتاج إلي وقت كبير جدا لإنهاء عمله".

 

وبعد مشادة في الحديث الذي لم ينته بعد ولن ينتهي قاطعهم خليل في محاولة منه لإعادة مسار الحديث لما كان عله بكل هدوء تساءل عن حالات الوفاة المتزايدة في أيامنا هذه حيث أوضح محمود "بأن حالات الوفاة داخل الأنفاق سببها الإهمال من كهربائي الأنفاق الذين يشاهدون جرح في الكيبل الذي يحمل ثلاثة فاز من الكهرباء القوية فإذا لمسه أحد يفقد حياته على الفور فيكون ذلك غفوة من الكهربائي الذي إما أن ينسي مكان الجرح وإما أن يتكاسل في توفير المادة اللاصقة "اللزيق" في إخفاء الجرح ومعالجة الأمر".

 

لم يكن طارق يستمع لمحمود فهو ينظر إلي السماء لعل النجوم تكشف له عن قصة من بطولاته داخل النفق فاستغل طارق السكون الذي عم المكان ليبادر في الحديث قائلا "كنت داخل النفق وإذا بي أسمع صوت قوي سقط من أعلي النفق للأرض وكأن أمي كانت تدعي لي بأن ينقذ حياتي فزحفت لعدة أمتار فجاءه سمعت صوت صديقي أنقذني يا طارق فمسكت يده ونجينا من موت محقق".