خبر تقرير : قمة واشنطن النووية تغض الطرف عن تسلح « تل أبيب » وتستهدف طهران

الساعة 02:10 م|13 ابريل 2010

تقرير : قمة واشنطن النووية تغض الطرف عن تسلح "تل أبيب" وتستهدف طهران

فلسطين اليوم : غزة (خاص: عوض أبودقة)

استمرت فعاليات القمة النووية في واشنطن للبحث في سبل منع انتشار السلاح النووي عالمياً، وضرورة عدم امتلاكه من قبل الدول التي تصفها أمريكا بأنها راعية لما تسميه "الإرهاب".

ويُجمع كثير من الخبراء والمحللون الإستراتيجيون لـ "فلسطين اليوم" على أن هذه القمة - التي تشارك فيها سبع وأربعون دولة بعضها يملك آلاف الرؤوس النووية، وأخرى تملك أسلحة نووية من دون التصريح عنها، وترفض التوقيع على معاهدة حظر الانتشار النووي- ستتخذ خطوات مرتبطة بالملف النووي الإيراني.

وتشدد الجمهورية الإسلامية على أنها تمتلك برنامج نووي ذو أغراض سلمية ومدنية بحتة، مفندةً بذلك مزاعم الغرب حول قرب امتلاكها سلاحاً نووياً.

ويبيِّن الخبير السياسي الفلسطيني د. إبراهيم أبراش أن لانعقاد قمة واشنطن جملة من الأهداف التي تسعى الإدارة الأمريكية لتحقيقها وهي: الضغط على إيران لثنيها عن المضي قدماً في طموحاتها النووية، وخلق حالة من الرعب والخوف لإبعاد الأنظار عن أخطار موجودة في منطقة الشرق الأوسط كخطر برنامج إسرائيل النووي من جهة، ودفع الدول العربية لاسيما بلدان الخليج منها لمزيد من الارتماء في أحضان واشنطن لتشكل لها ما يعرف بالحماية في إطار مظلة تحميها من خطر النووي الإيراني المزعوم.

وأشار د. أبراش إلى أن توقيت عقد القمة النووية في واشنطن لم يأت بعيداً عن التبدلات والتطورات الدولية، لافتاً النظر إلى أن الولايات المتحدة تريد من هذا التجمع الأول ِمن نوعه رسم سياسات للدول النووية، وهي تسعى لاحتواء قوة روسيا والصين على هذا الصعيد، كما تريد حرمان دول مثل إيران وكوريا الشمالية من امتلاك المعرفة النووية وتقنياتها.

وكانت إدارةُ أوباما في الآونة الأخيرة قد دعت إلى شفافية أكبر من جانب الصين في شأن ترسانتها النووية، بهدف دفعها الى خفض حجم هذه الترسانة، كما وقعت واشنطن اتفاق خفض التسلح النووي مع روسيا، لكن بكين تعتبر أن واشنطن تمارس لغة مزدوجة عندما تدعو لمنع الانتشار النووي وترفض حتى الآن التوقيع على اتفاقية حظر التجارب النووية.

ويوضح د. أبراش أن جدول أعمال القمة بدا وكأنه استكمال للعقيدة النووية التي أعلنتها الإدارة الأميركية قبل أيام لمحاصرة بعض الدول ومنعها من الحصول على التكنولوجيا النووية، بحجة ضرورة منع وصول الأسلحة النووية إلى الدول التي تصفها أمريكا بـ"المارقة والتي لا تحترم القانون والشرعية، وضمان عدم وقوع المواد النووية في أيدي المنظمات الإرهابية"، إلا أن هذه السياسة تبدو مشوهة عند استحضار النموذج الإسرائيلي الذي يُشكل استثناءً فاضحاً للقاعدة.

ويرى المحلل السياسي ثابت العمور أن عدم الإشارة لخطر البرنامج النووي الإسرائيلي في قمة واشنطن، سيحرج أمريكا ودول الغرب، الذين شيَّدوا ودعموا برنامجها وتملكها لأسلحة نووية.

وقال:" البرنامج النووي الإسرائيلي الذي شيد بعد عقد من قيام كيان الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، أشرفت عليه منذ بدايته فرنسا، ودعمته وطورته أمريكا، حتى باتت "تل أبيب" تمتلك ما بين 200- 250 رأساً نووياً".

ولفت المحلل العمور النظر إلى أن قمة واشنطن تعد مناسبةً لإلقاء الضوء على الترسانة النووية الإسرائيلية من قبل الدول الكبيرة المشاركة فيها وفي مقدمتها تركيا، والتي قال رئيس حكومتها رجب طيب أردوغان: "إن العالم ما زال يغض الطرف عن إسرائيل، وهي ليست طرفاً موقعاً على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية ويعتقد بامتلاكها لأسلحة نووية، فيما لا تزال عضواً في الوكالة الذرية".

وأشار العمور في هذا السياق إلى أن حكومة الاحتلال قررت عدم المشاركة في القمة النووية بواشنطن على مستوى رئيسها بنيامين نتنياهو مقتصرة تمثيلها بوزير الاستخبارات دان مريدور، كون ذلك القرار الأفضل كي تتجنب الإحراج والانتقادات.