خبر « أبريل ».. شهر الأسرى والفعاليات الداعمة لهم.. « للأسف »!

الساعة 09:36 ص|13 ابريل 2010

"أبريل".. شهر الأسرى والفعاليات الداعمة لهم.. "للأسف"!

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

ما أن يهل علينا شهر أبريل/ نيسان حتى تلحظ نشاطاً مكثفاً للمؤسسات الحقوقية والإنسانية والمعنية بالأسرى والمحررين وكافة الأحزاب والقوى الوطنية والشخصيات، لإحياء فعاليات يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف في السابع عشر من الشهر الجاري، وكأن القضية أصبحت "للمواسم فقط".

 

ويحظى شهر أبريل من كافة المؤسسات بمختلف مسمياتها باهتمام بالغ، فيما تعاني بقية الأشهر من تقصير واضح إلا ممن رحم ربي، فيما يقف أهالي وذوي الأسرى وحدهم في ساحة المعركة ينتظرون العون والمساعدة والدعم والانتصار لأبنائهم داخل سجون الاحتلال.

 

وقد ناشد أهالي الأسرى وذويهم كافة المعنيين بقضية الأسرى والمسؤولين بمزيد من الاهتمام، والالتفاف حول قضية الأسرى، بعيداً عن المناكفات السياسية التي أرهقت كاهل أبناء شعبنا، وعدم جعل القضية للخطابات الإعلامية فقط.

 

ورأى عبد الناصر فروانة، الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى في حديث لـ"فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الاهتمام بشهر أبريل يرسخ القناعة أن القضية موسمية، قائلاً:"إذا أردنا تقييم عمل المؤسسات الحقوقية والإنسانية والقادة والمفكرين وكافة أبناء شعبنا بشأن الأسرى فيجب أن نخرج شهر نيسان من عملية التقييم، وليكن التقييم ماقبل نيسان وبعده".

 

وأضاف فروانة، أن هناك تفاوتاً في معيار التقييم بشأن الاهتمام بقضية الأسرى، ولم ينف  في ذات الوقت من وجود اهتمام من البعض وتقصير من البعض الآخر.

 

وأكد فروانة، أن المطلوب وضع استراتيجية على كافة النواحي القانونية والإعلامية والاجتماعية، وبحث كيفية إدراج القضية في الثقافة الاجتماعية، تضمن إعادة الاعتبار لقضية الأسرى على كافة الصعد المحلية والعربية والدولية وجعلها قضية ذات حضور إعلامي دائم ومؤثر، وبما يحقق لاحقاً التأثير على المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة وإجباره على التحرك لإلزام حكومة الاحتلال بالالتزام بالقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية في تعاملها مع المعتقلين.

 

وشدد، على أن وحدتنا هي صمام أمان والضمان لتحقيق الانتصار لقضية الأسرى، منوهاً إلى أن الانقسام أثر على الأسرى وأوضاعهم داخل السجون الإسرائيلية وسبب مباشر في تمادي إدارة السجون الإسرائيلية في انتهاكاتهم بحق الأسرى.

 

وبين فروانة، أن وضع المؤسسات وتفاعلهم مع قضية الأسرى في الضفة الغربية أفضل حالاً من قطاع غزة، حيث اتفقت كافة المؤسسات بالضفة على برنامج مشترك لإحياء قضية الأسرى، مشيراً إلى دعوة منظمة أنصار الأسرى بتنظيم فعاليات مشتركة في ساحة الكتيبة بغزة.

 

ومن قلب المعاناة، لامت أم الأسيرين رامز ورافد رزق النباهين، كافة المسؤولين لعدم اكتراثهم لقضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، مشيرةً إلى أن الوحدة الوطنية هي مطلب الجميع، وتحقيقها سيحل العديد من المشاكل والصعوبات التي يتعرض لها شعبنا، وأهمها موضوع الأسرى.

 

وأضافت النباهين، أن لا أحداً يشعر بالألم سوى من يعاني منه، وكافة الخطابات الإعلامية لا تجدي نفعاً ولا تخرج أسيراً، أما المقاومة والوحدة والتماسك هي السبيل لرؤية الأسرى بين أحضان أطفالهم أمهاتهم، مطالبةً بضرورة تفعيل القضية بعيداً عن المشكلات الداخلية والسياسية.

 

ولم يتبق للحديث بقية بعد أن تحدثت والدة الأسيرين لأن المعاناة بالفعل لا يشعر بها سوى من يعاصرها، ولكن وجب علينا جميعاً الوقوف بجانب الأسرى الذي دفعوا حياتهم وبعدهم عن ذويهم ثمناً لتضحياتهم من أجل شعبنا، ولتكن قضيتهم هي شعار للانتصار والوحدة الوطنية.

 

ولا يمكن في ذات الوقت نكران الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها بعض المؤسسات على كافة مدار العام ولكن برغم ذلك، فالقضية بحاجة إلى تفعيل أكبر، لا يتوقف على الخطابات الإعلامية بل يجب أن يتعداها بالخروج بموقف موحد من كافة الفصائل الوطنية وإطلاق بشرى إعلان المصالحة الوطنية.