خبر الكارثة ليست على البوابة -هآرتس

الساعة 08:41 ص|13 ابريل 2010

الكارثة ليست على البوابة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

استغل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاحياء الرسمي لذكرى الكارثة والبطولة أول أمس كي يحذر من التهديد الايراني. وقال نتنياهو ان "العالم يقبل بتسليم متدرج تصريحات الابادة من ايران تجاه اسرائيل، ولا نرى حتى الان التصميم الدولي اللازم لوقف تسلحها" ودعا "كل الدول المتنورة" لان تندد بشدة بايران وتعمل "بحزم حقيقي" لوقف تسلحها بالسلاح النووي.

        ليست هذه هي المرة الاولى التي يشبه فيها نتنياهو التهديد الايراني على اسرائيل بكارثة اليهود في اوروبا. هذا التشبيه مغلوط وضار. اسرائيل المستقلة والسيادية ليست ضعيفة مثل الطوائف اليهودية في  بولندا، هنغاريا او المانيا، والتي لم تكن قادرة على الدفاع عن نفسها في وجه القتلة النازيين ومساعديهم. اسرائيل يمكنها أن تدافع عن نفسها ضد من يهدد وجودها وأمنها، مثلما فعلت في الماضي – حتى عندما قللت الاسرة الدولية من جسامة التهديد".

        في تحذيراته من كارثة مقتربة، يبث نتنياهو رسالة اشكالية للشباب الاسرائيلي الذي يفكر اذا كان سيبني مستقبله في دولته. من الكارثة نجا اساسا اليهود الذين غادروا اوروبا قبل الحرب العالمية الثانية ووجدوا ملجأ آمنا في امريكا او في بلاد اسرائيل. هل نتنياهو يقترح على الاسرائيليين ان يتصرفوا مثلهم، وان يفروا من تهديدات احمدي نجاد الى خلف البحار؟

        تصريحات رئيس الوزراء تقيد يديه حين يأتي ليقرر السياسة المرغوب فيها تجاه ايران وتهديداتها. اذا كانت اسرائيل تقف امام كارثة، فان عليها ان تعمل بكل وسيلة كي تحبطها – حتى وان كان بشن الحرب، اذا ما خيبت الاسرة الدولية الامل في مساعيها لوقف النووي الايراني بطرق سياسية. لعل نتنياهو يأمل بان تدفع تحذيراته الدول الغربية للعمل، ولكن الحكمة السياسية التي تقف خلفها موضع شك.

        لو اراد نتنياهو أن يشجع زعماء العالم على العمل ضد ايران، لكان عليه أن يسافر هذا الاسبوع الى المؤتمر النووي في واشنطن وان يسمعهم هناك تحذيراته اللاذعة مباشرة في مسامع نظرائه. ولكن نتنياهو خشي من الانتقاد على القدرة النووية لاسرائيل، وفضل البقاء في الوطن والحديث من المنصة الامنة في "يد واسم". وهكذا فوت الفرصة للانخراط في المسعى الدولي، وجسد فقط العزلة المتعاظمة لاسرائيل.