خبر النساء الفلسطينيات جنبا إلى جنب مع الرجال لمقاومة الجدار

الساعة 04:18 ص|13 ابريل 2010

مشاركة ضرورة و ليس "تكملة عدد"

النساء الفلسطينيات جنبا إلى جنب مع الرجال لمقاومة الجدار

فلسطين اليوم: رام الله

مع بدء كل يوم جمعة تتجمع المئات من النسوة من بلدة نعلين إلى الغرب من مدينة رام الله للمشاركة في مسيرة البلدة الأسبوعية ضد الجدار الذي التهم أكثر من 90% من أراضي القرية ولم يبق لها سوى القليل، وما أن تنتهي صلاه ظهر الجمعة حتى تنظم هؤلاء النسوة إلى مجموع القرية الكلي إعلانا بغضب جماعي.

 

تقول ريما الخواجة احد السيدات الناشطات:" لا تتخلف النساء عن المسيرة الأسبوعية، بل على العكس كانت تجربة القرية ريادية في هذا الإطار فالمرأة إلى جانب زوجها الرجل و شقيقها و والها تتصدر المسيرات في منظر جماعي رائع".

 

مشاركة تلقائية...

و تابعت ريما:" مع بدء خروج المسيرات في القرية لم يكن هناك الوعي الكافي للمشاركة المرأة، ولكن بعد تطور هذه المسيرات أصبحت مشاركتها تلقائية و عفوية".

وتعتبر الخواجا أن أهمية خروج المرأة في هذه المسيرات الشعبية تعبيرا عن رفض المصادرة للأرض ضرورة لمساندة الرجل و إمداده بدعم مادي ومعنوي و إثبات ان المرأة عنصر أصيل في النضال الفلسطيني و من الصعب إهمال الصورة بدونها".

 

وتعزي الخواجا هذه المشاركة وتقبل مجتمع القرية لهذا النوع من النضال النسائي إلى العمل الدؤوب الذي كانت تقوم اللجان النسوية العاملة في القرية في مجال التوعية و تنمية المجتمع المحلي.

 

الناشطة في مجال مقاومة الجدار فاطمة بريجية من قرية المعصرة بالقرب من بيت لحم و التي تخرج في مسيرات أسبوعية ضد الجدار تشير الى ان مشاركة النسا في هذه المسيرات لا زالت خجولة و تحتاج الى دعم ومساندة لتصل الى أوجها.

 

وتتابع:" فهذا النوع من النضال جديد على مجتمعنا الفلسطيني ولم تنتشر كما يجب، ومن الصعب الحكم على نجاعته الآن، ولكن ما أشاهده و ألمسه بوضوح اننا أصبحنا اكثر التفافا حولها و إيمان قوي بنجاعتها".

 

دفاعا عن مصدر رزقهن...

و تشير بريجية الى تضرر النساء بشكل مباشر من الجدار، حيث يوجد أكثر من 180 امرأة في القرية فقدن مصدر رزقهن الوحيد بعد مصادرة أراضيهن لصالح بناء جدار الفصل العنصري.

وحسب بريجية فإن جدار الفصل العنصري الذي بني في الناحية الجنوبية والغربية من القرية، ترك آثارا تدميرية على سكان القرية عامة، ولكن كانت النساء الخاسر الأكبر في هذه المعاناة.

وفي حين كان الرجال يخرجون إلى وظائفهم وأعمالهم داخل الأراضي المحتلة عام 48، كانت الأرض هي ملجأ النساء الوحيد، تضيف بريجية:" كنا نجني الزيتون والعنب ونصنع الدبس والملبن والعنبية والدوالي، نطعم عائلاتنا ونبيع الفائض".

ومن هنا، أن لا بد للنساء التحرك، من تنظيم و نساء القرية مسيرات نسويه في المناسبات الوطنية و الرسمية من واقع تضررهن الكبير من الجدار و مصادرة الأراضي.

 

عنف اكبر...

و بحسب بريجية فأن الجنود يواجهون مسيرات النسوية بعنف اكبر:" في المسيرات التي تشترك فيها النساء و تنظمها يكون ردة فعل الجنود على الجدار اكبر و أقسى، حيث نواجه بقنابل الغاز و الصوتية".

 

وتتفق ريما الخواجة مع بريجية في هذه النقطة وتقول :"يتعمد جنود الاحتلال باستهداف النساء بشكل كبير من خلال القنابل الغازية و السامة لإخافتهن و لا يراعي الجنود كون هذه المسيرات سلمية و الهدف منها الاحتجاج، فلا يتورع عن ضرب رصاصة الى أمرأة لا تحمل سوى علم بيدها".

 

بلعين النموذج الاول..

و ليس ببعيد عن ذلك كانت قرية بلعين و التي أطلقت نموذج المقاومة الشعبية ضد الدار نموذجا يحتذى به في القرى المهدد أراضيها بالمصادرة بالجدار، فالمسيرات الأسبوعية غيرت من عادات القرية و تقاليدها المنغلقة و أصبحت أكثر انفتاحا، وخاصة فيما يتعلق بالنساء.

و تستقبل القرية عدد كبير من العائلات في القرية متضامنين في بيوتها، و خاصة أثناء انعقاد المؤتمر الدولي للتضامن مع بلعين، وعلى مدار ست سنوات من العمل ضد الجدار أصبح مشهد المرأة في المسيرات مقبولا في القرية و أبنائها.

و تماشيا مع هذا التغير على حياه القرية التي لا يتجاوز عدد سكانها 1800 نسمه، كان لا بد من التدريب و تأهيل السكان على التعامل مع الإعلام و المتضامنين الأجانب الذين يزورون القرية، و خاصة النساء.

تدريب و تأهيل...

وتتفق كل من بريجية و الخواجا على ضرورة تقديم التدريب اللازم للمرأة في هذا الاطار، و عدم ترك هذه المشاركة تلقائية و ضرورة تقديم الدعم المهني اللازم للنساء للتفاعل و الإبداع في هذا المجال.

 

تقول بريجية:" نحن ندعو جميع المؤسسات المرأة العاملة على تمكينها و تدريبها الى التركيز على النساء في مناطق الجدار لتدريبهن و تمكينهن لرفع مستوى مشاركتهن من خلال ورشات العمل و الدورات لحث المرأة على التمسك بقضيتها و مقاومة سرقة ارضها".

 

وتابعت:" كل منا يملك بذرة الانتماء للأرض و الوطن و العمل ضد الاحتلال و الحفاظ على حقه بالأرض و الوطن، فلماذا لا يتم رعاية هذه البذرة بالتدريب لتمنيتها و تعزيز الانتماء الى الأرض التي تسرق منا كل يوم".

 

و تشير الخواجا في هذا السياق الى تنفيذ اللجان النسوية في قريتها عدة دورات لنساء القرية للتعامل مع الوضع الجديد في القرية، و خاصة فيما يتعلق بالإسعاف الأولي حيث تم تدريب عدد من السناء في كل إنحاء القرية لمواجهة أي طارئ و تقديم المساعدة اللازمة.

 

كما أقامت لجان المرأة في القرية بتدريب عدد من النساء على التعامل مع الإعلام و المتضامنين الأجانب و تقديم معلومات عن القرية و الجدار و الأراضي التي تم مصادرتها.

 

و تركز الخواجة على ضرورة تأهيل المرأة في هذا المجال لرفع فعالية مشاركتها في المسيرات و معركة الدفاع عن الأرض انطلاقا من الضرورة و ليس لتكون "تكملة عدد".