خبر الخارجية الأمريكية: علاقات جمال مبارك معنا لا تعني « مباركتنا » وصوله للرئاسة

الساعة 11:43 ص|12 ابريل 2010

 فلسطين اليوم-المصري اليوم

جددت المسؤولة عن ملف مصر بوزارة الخارجية الأمريكية، نيكول شامبين، تأكيدها عدم دعم الإدارة الأمريكية لأى مرشح فى انتخابات الرئاسة المقبلة.

 

وقالت، فى حوارها مع «المصرى اليوم»، إنه لا يهم الولايات المتحدة أن يأتى «عسكرى» أو «مدنى» لمقعد الرئاسة فى مصر مادامت «العملية الانتخابية نزيهة وعادلة وتتمتع بالشفافية اللازمة».

 

وطالبت الحكومة المصرية بالسماح بالمراقبين الدوليين للانتخابات الرئاسية، قائلة «إن الحساسية التى تواجه بها مصر هذه القضية غير مبررة لأن الولايات المتحدة لا تفرض مرشحا معيناً ولا تساند حزباً ولا تتدخل فى الشأن المصرى، وإنما يعنيها أن يعبر المصريون عن رأيهم ورغبتهم فى التغيير».

 

واعترفت «شامبين» بوجود محادثات بين المسؤولين الأمريكيين والإخوان المسلمين، مشيرة إلى أن وجود علاقات جيدة لـ«جمال مبارك» مع عدد من المسؤولين ومراكز صنع القرار الأمريكى لا يعنى أن الولايات المتحدة تؤيده كمرشح محتمل.. وإلى نص الحوار:

 

ما موقف الإدارة الأمريكية من الجدل الدائر فى مصر حالياً حول وضع الديمقراطية والمستقبل السياسى فى ظل النتائج التى ستسفر عنها الانتخابات البرلمانية العام الجارى والانتخابات الرئاسية العام المقبل، والمطالب بتغيير الدستور المصرى؟

 

- إننا نعتقد أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية التى ستجرى فى مصر ستكون فرصة مهمة ليمارس المصريون حقهم، ولكى يرى العالم أن الانتخابات المصرية يمكن أن تكون «عادلة ونزيهة وتتمتع بشفافية كبيرة»، وأننا نعتقد أنها فرصة لابد للمصريين من استغلالها، وهذا الجدل حول المرشح للرئاسة فى الشارع المصرى هو «جدل صحى».

 

صرحت فيما سبق أن الإدارة الأمريكية لا تساند الدكتور محمد البرادعى، فما الذى تعنينه بالمساندة أو عدم المساندة؟

 

- موقفنا ثابت، إننا لا ندعم ولا نساند أى مرشح ولا أى حزب سياسى، فالمصريون وحدهم هم الذين يختارون مرشحهم، ولا يعنينا سوى أن تكون الإجراءات التى تتم بها الانتخابات سليمة ونزيهة.

 

حتى لو قرر الرئيس حسنى مبارك ترشيح نفسه فى الانتخابات المقبلة؟

 

- كما قلت، موقفنا ثابت ولا نؤيد أو نساند أى مرشح.

 

البعض يعتقدون أن الفائز فى الانتخابات الرئاسية المقبلة لابد أن يحصل على موافقة واشنطن، وعدم اعتراض تل أبيب.. ما رأيك فى هذا الاعتقاد؟

 

- هذا اعتقاد خاطئ، فالفائز فى الانتخابات الرئاسية لابد أن يحصل على موافقة المصريين وليس أى شخص آخر أو أى حكومة أخرى.

 

وقد تحدث الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلارى كلينتون عدة مرات حول ضرورة تحقيق الديمقراطية والانتخابات العادلة ليس فى مصر فقط بل فى كل دول العالم، واهتمام الولايات المتحدة والمجتمع الأمريكى ينحصر فقط فى أن تتم العملية من خلال انتخابات حرة تسمح للمواطنين بالتعبير عن أنفسهم وآرائهم وأن يتمكنوا من التغيير.

 

هل توافقين على أن هناك تغييراً كبيراً فى التعامل مع مصر بين إدارة الرئيس السابق بوش التى كانت تضغط باستمرار لدفع عملية الديمقراطية والإصلاح السياسى وبين إدارة الرئيس أوباما التى لم تضغط فى هذا المسار؟

 

- أنا أعتقد أن إدارة الرئيس أوباما لم تتوقف عن الحديث عن الديمقراطية باستمرار وبصورة علنية حول أهمية الإصلاح السياسى واحترام حقوق الإنسان.

 

ولقد طرح المسؤولون الأمريكيون هذه القضية فى المحادثات الخاصة وفى المحادثات العلنية، وهذا جزء أساسى فى المستوى الخاص بالسياسة الخارجية، وربما هناك اختلافات شكلية فى طريقة اهتمام إدارة الرئيس أوباما عن إدارة الرئيس بوش، وكل الإدارات الأمريكية تبحث عن الطرق الأكثر فاعلية لتشجيع الإصلاح السياسى، وهذا هو الأساس، ولم يحدث أى انخفاض فى التزامنا تجاه الإصلاح السياسى أو رغبة فى التقليل من أهميته فى سياستنا الخارجية.

 

وما الطرق الأكثر فاعلية لدفع الديمقراطية فى مصر من وجهة نظركم؟

 

- هذا الموضوع يعتبر تحدياً بالنسبة لنا، ونراقب عدة قضايا مع الحكومة المصرية ونشجعها على التحرك نحو الإصلاح، ونشيد أيضاً بالتقدم الذى أحرزته فى مجالات معينة فى إطار الديمقراطية وحقوق الإنسان.

 

الولايات المتحدة تمول المنظمات المؤيدة للديمقراطية وحقوق الإنسان.. هل ستزيد من التمويل المخصص لمنظمات المجتمع المدنى فى مصر خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة؟

 

- لقد قمنا بتمويل عدد من البرامج ومنظمات المجتمع المدنى فى مصر خلال الفترة الماضية، ووفرنا تمويلاً كبيراً للبرامج التى تدعم الحوكمة، وتدعم التحول الديمقراطى فى مصر، والهدف هو مساعدة المنظمات التى تحاول الترويج للديمقراطية فى مصر وزيادة الوعى بحقوق الإنسان، وقد حدثت زيادة فى حجم تمويل هذه البرامج خلال ٢٠٠٨ - ٢٠٠٩، ولكن لم يتم تحديد الميزانية الخاصة بعام ٢٠١٠ بعد.

 

لكن الحكومة المصرية تضع ضوابط وشروطاً أمام تمويل المنظمات غير الحكومية.. كيف تتصرفون مع مثل هذه الإجراءات؟

 

- نحن مستمرون فى تشجيع الحكومة المصرية للسماح بتسجيل المنظمات وإقناعها بأهمية المجتمع المدنى، ونعمل بشكل مباشر مع منظمات المجتمع المدنى، وعندما ألقى الرئيس أوباما خطابه فى القاهرة قال «إننا نريد التعامل مع المنظمات المختلفة حول العالم على أساس الاحترام والمصالح المشتركة»، وهذا ما نفعله فى مصر، وهناك تنوع فى المجالات التى نركز عليها وهى القضايا التى تتعلق بالاستقلالية والإشراف على الانتخابات، وبحرية الإعلام، وجميعها برامج تفيد مصر.

 

البعض يتهم الإدارة الأمريكية بأنها تتدخل فى الشأن الداخلى المصرى باهتمامها بمثل هذه القضايا؟

 

- نحن لا نتدخل فى الشأن المصرى، لكننا فقط نعتقد أنه من المهم للمصريين أن يكونوا قادرين على التعبير عن أنفسهم، وأن يحققوا التغيير الذى يرغبون فيه.

 

إذن ما تعريفك لـ«التدخل فى شؤون دولة أخرى»؟

 

- التدخل فى شؤون دولة أخرى من وجهة نظرى سيكون بفرض وجهة نظرنا ورأينا، أو فرض أحد المرشحين وتحديد الوقت والظروف، وهذا ما أسميه تدخلاً وهذا شىء لا نفعله.

 

هل الإدارة الأمريكية مهتمة بإرسال مراقبين دوليين للاشراف على الانتخابات الرئاسية المصرية؟

 

- فى البداية نحن نعتقد أن الرقابة الداخلية من المجتمع المصرى على الانتخابات مهمة للغاية، وفى نفس الوقت نؤمن بأن الإشراف الدولى ووجود مراقبين دوليين هو أيضاً قضية مهمة، فالولايات المتحدة ترحب بوجود مراقبين دوليين على انتخاباتها الرئاسية وليس بالضرورة أن يكون المراقبون للانتخابات المصرية من الأمريكيين وإنما نريد إشرافاً من مراقبين دوليين من عدد من الدول وهذه الرقابة الدولية أداة مهمة للغاية للتدليل على أن العملية الانتخابية تمت بنزاهة وشفافية.

 

هناك «حساسية» مصرية تجاه قضية وجود مراقبين دوليين للانتخابات الرئاسية.. هل ترين أن لهذه الحساسية ما يبررها أم أنها من وجهة نظرك مبالغ فيها؟

 

- ما أستطيع قوله هو أن الولايات المتحدة وعدداً كبيراً من الدول الاخرى ترحب بوجود المراقبين الدوليين، وأعتقد أنها فرصة لمصر كى تثبت للعالم وللمصريين أنفسهم أنها تطبق قواعد الديمقراطية والشفافية.

 

البعض يعتقدون أن الرئيس القادم إذا كان مدنياً سيساعد فى تحسين صورة مصر لدى الولايات المتحدة؟

 

- أعتقد أن الأمر الوحيد الذى سيؤثر على صورة مصر هو «ما إذا كان المرشح الفائز بالانتخابات تم اختياره من خلال انتخابات حرة ونزيهة أم لا»، فوجود رئيس مدنى أو عسكرى هذا يقرره المصريون، ولا نريد أن نتدخل فى هذا الاختيار.

 

البعض يرى أن لـ«جمال مبارك» علاقات جيدة مع المسؤولين الأمريكيين ومراكز صنع القرار والمراكز البحثية، ويعتقدون أن ذلك يمثل نوعا من «المباركة الضمنية» التى تعطيها الإدارة الأمريكية لفكرة التوريث.. ما رأيك فى مثل هذا الاعتقاد؟

 

- المسؤولون الأمريكيون يتقابلون مع عدد كبير من المسؤولين المصريين والنشطاء والمعارضين وجميع الأطياف السياسية فى مصر على نطاق واسع، وإذا تمت ترجمة أى مقابلة مع مسؤول مصرى أو ناشط على أنها «مباركة وتأييد له» فهذا خطأ، لاننا نتقابل مع دائرة واسعة مع التيارات السياسية المصرية.

 

هل تتقابلون بشكل رسمى مع الإخوان المسلمين على اعتبار أنها تعد جماعة محظورة طبقا للقانون المصرى؟

 

- نعم نتقابل مع بعض الاعضاء المستقلين فى البرلمان المنتمين للإخوان المسلمين.

 

وما الذى يتم فى هذه المقابلات والمناقشات؟

 

- لا يمكننى التصريح بفحوى المحادثات الدبلوماسية، فنحن نناقش موضوعات كثيرة.

 

ما دامت الإدارة الأمريكية تتقابل مع الإخوان المسلمين فى مصر، فلماذا لا تقوم بلقاء مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحماس؟

 

- نحن نعمل مع جميع الاحزاب السياسية ومن ضمنها التيارات الإسلامية السياسية فى جميع أنحاء العالم، والمهم لنا ألا تكون تلك المنظمات تتخذ من العنف منهجا لها لتحقق أهدافها السياسية.