خبر السلطة العاجزة وقرار الترحيل الجماعي .. خالد بركات*

الساعة 07:25 ص|12 ابريل 2010

بقلم: خالد بركات*

بدل أن يعلن السيد أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله قرارا يقول فيه بوضوح "لن نسمح لإسرائيل بترحيل فلسطيني واحد داخل أو خارج وطنه" و "لتشرب إسرائيل من المياه الآسنة" كما كان يفعل المرحوم ياسر عرفات، تختار السلطة الفلسطينية وحكومتها وأركانها السير في طريق "الولولة" كالعادة اليومية التي لا تهدأ. وتكتفي بإصدار بيانات الشجب والتنديد والاستنكار .

تقول السلطة الفلسطينية العاجزة "هذا اللي طلع معنا يا اخوان" في مواجهة القرارات والسياسات الإسرائيلية، وتتذرع في العلن، وفي الغرف المغلقة، بضعفها وقلة حيلتها وبقوة إسرائيل والموقف الامريكي الذي يتأخر دائما. وطبعا "الانقسام" و "انقلاب حماس"!

ويذهب المسؤول الفلسطيني الرسمي الى إبعد في "شتم بعض العرب" خصوصا الذين تخلوا عن أبو مازن.. الخ الخ من أيدلوجيا ونغمة التبرير والنباح الذي لم يعد يسمعه أحد.

هناك قرار إسرائيلي واضح: إبعاد آلاف من الضفة إلى غزة بحجة عدم قانونية (وجودهم ) كل وجودهم في وطنهم، وبالمناسبة، لا يوجد فلسطيني "قانوني" في عين العدو الصهيوني، نحن مجرد "جالية" فلسطينية في إسرائيل وقد سمحت لنا بالتواجد بسبب الصدفة التاريخية المحضة!

هذا القرار الإسرائيلي الأخير يؤكد أن تسارع الاستيطان يقابله ويلازمه عمليات الطرد والترحيل بالضرورة.

هذه هي قوانين الحركة الصهيونية منذ اليوم الأول الذي وطأت فيه أقدام الصهاينة أرض فلسطين المحتلة، وهذه هي دولتها العنصرية التي اغتصبت أرض فلسطين وتأسست على أنقاض شعبنا منذ العام 1948، وهذه هي النكبة الفلسطينية المستمرة بكامل زيها وفصولها. وهذه هي القيادة الفلسطينية المهزومة بكامل أوصافها وأسمائها وأصواتها القبيحة.

تقف السلطة عاجزة وحائرة أمام كل الممارسات الصهيونية وقرارات الاحتلال. تواجه كل ذلك بخروج الناطق الاعلامي باسم حركة "فتح" وهو يبشر بضعفه ويؤكد مسار سلطته التي تتداعى وتعيش على أموال الدول الكبرى.

وبدل الاعلان الصريح عن قيام الوحدة الوطنيه الفلسطينية والاتفاق مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والدعوة الصريحة لوحدة الشعب في مواجهة الاحتلال، وإعلان خطوات حقيقية وجريئة تعزز التلاحم الوطني بين القطاع الباسل والضفة المحتلة وجماهير شعبنا في الارض المحتلة عام 1948 والقدس، بدل كل ذلك ، تجتر السلطة العبارات ذاتها وتمارس السلوك ذاته: السقوط السياسي والأخلاقي اليومي والفشل حتى الرمق الأخير.

الرد على القرار الاسرائيلي لا يأتي بالتنديد والعويل، بل بإعلان خطوات سياسة واضحة المعالم لا تقبل التأويل والمراوغة، وبعيدا عن " اللت والعجن الفلسطيني السيئ، وعن "الورقة المصرية" التي لا تقبل التغيير والتطوير كأنها قران كريم ونصوص مقدسة!

الرد على قرار الصهاينة يكون باحترام قادة الأسرى ومن صاغ وثيقتهم الوطنيه والالتزام بها والشروع الفوري في تنفيذها. عل الاقل احتراما للحركة الوطنية الأسيرة ولدورها وموقعها في النضال الوطني الفلسطيني. هكذا يكون الوفاء للأسرى في أسبوع التضامن معهم..

الرد على القرار الإسرائيلي يحتاج إلى أكثر من مجرد مطالبة "المجتمع الدولي" بالتدخل. وهل تدخل هذا المجتمع الدولي في يوم من الأيام إلا بعد انتفاضة شعبيةكان يعلن فيها الشعب الفلسطيني عن وجوده بالمقاومة والوحدة والتمسك بثوابته الوطنيه ويقلب الطاولة على رؤوس أعدائه مرة أخرى ومن جديد.. 

* كاتب فلسطيني