خبر مبادرة « بريجنسكي – سولارز » لاستنساخ « كامب ديفيد » فلسطينياً

الساعة 05:43 ص|12 ابريل 2010

مبادرة "بريجنسكي – سولارز" لاستنساخ "كامب ديفيد" فلسطينياً

فلسطين اليوم: وكالات

أطلق “حكماء” أمريكيون مبادرة جديدة، دعوا بموجبها الرئيس الأمريكي باراك أوباما للقيام بتحرك “تاريخي” على صعيد التسوية في الشرق الأوسط، شبيه بما قام به الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي زار القدس ووقع اتفاقية “كامب ديفيد” مع “إسرائيل”، بحيث يفضي التحرك المشار إليه إلى فرض “السلام” كأمر واقع بالاستعانة بالأمم المتحدة في حال رفض أي من الجانبين الفلسطيني و”الإسرائيلي” هذه المبادرة .

 

وكان السياسي الأمريكي المخضرم زيجنيو برجنسكي مستشار مجلس الأمن القومي الأسبق في حكومة جيمي كارتر، وأحد الأوصياء في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، ومعه عضو الكونجرس الأسبق ستيفن سولارز والعضو الحالي بمجلس إدارة المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، قد عرضا مع الرئيس الأمريكي خطة عمل لتحريك حاسم لعملية السلام في مقال نشر بال”واشنطن بوست” أمس، قالا فيه انه يتعين على أوباما الذهاب إلى “الكنيست” بالقدس المحتلة والمجلس التشريعي الفلسطيني برام الله لدعوة الجانبين للاتفاق على الوضع النهائي، استناداً إلى إطار محدد للسلام، على أن يتوجه أوباما ومعه الزعامات العربية وباقي أعضاء اللجنة الرباعية (روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة)، ليوجه أوباما ومعه هذا الحشد كلمة من القدس القديمة لشعوب المنطقة، على شاكلة خطابه الذي وجهه للشعوب الإسلامية من جامعة القاهرة في العام الماضي .

 

هذا المقترح الذي بدأه كاتباه قبل الخوض في تفاصيله برواية ما حدث قبل المبادرة المصرية - “الإسرائيلية” حين كان موشي ديان يتحدث عن مدينة شرم الشيخ معلناً أنه يفضل الاحتفاظ بشرم الشيخ من دون سلام على أن تحصل “إسرائيل” على سلام مع مصر من دون شرم الشيخ، ولولا مبادرة السادات بالذهاب إلى “الكنيست” لظلت حالة الحرب حتى وقتنا هذا بين مصر و”إسرائيل” وفق الكاتبين .

 

وقارن السياسيان الأمريكيان بين هذا الوضع الذي كان يفرض نفسه قبل ما يزيد على ثلاثة عقود وبين الموقف “الإسرائيلي” الحالي تجاه القدس “الشرقية”، ورفضها لمطالب إدارة أوباما بشأن وقف الاستيطان واستشهدا بتحذير وزير الحرب “الإسرائيلي” ايهود باراك أن عدم وجود “حل الدولتين” يمثل أكبر تهديد لمستقبل “إسرائيل” ووصفه هذا التهديد بأنه أكبر من التهديد (المفترض) للقنبلة النووية الإيرانية . ووصف الكاتبان التوصل ل”حل الدولتين” بأنه في مصلحة الفلسطينيين الذين يستحقون العيش في كرامة في دولتهم .

 

وتضمن المقترح خطوات محددة على مدى رحلة “السلام” وهي:

- إيجاد حل لمشكلة اللاجئين بما في ذلك التعويض وإعادة التوطين في دولة فلسطينية، وليس داخل “إسرائيل” .

- تقسيم القدس في مشاركة حقيقية كعاصمة لكلتا الدولتين الفلسطينية و”الإسرائيلية” وهو دواء مر ل “الإسرائيليين” لأن معناه القبول بأن الاحياء العربية في القدس “الشرقية” ستصبح عاصمة لفلسطين .

- التوصل إلى تسوية اقليمية على أساس خطوط 1967 مع تعديلات حدودية متبادلة ومتساوية تسمح بدمج المستوطنات الكبرى في الضفة الغربية ب “إسرائيل” .

- دولة فلسطينية منزوعة السلاح بوجود قوات أمريكية أو تابعة للناتو (حلف شمال الأطلسي) على طول نهر الأردن لضمان القدر الأكبر من الأمن ل “إسرائيل” .

ومعظم هذه النقاط  وفق مقترح بريجنسكي/ سولارز  لقيت تأييداً مسبقاً ضمن خطة سلام 2002 التي فرضت بواسطة العرب واللجنة الرباعية، كما تضمنت عناصر سبق وأن تبناها إيهود باراك ورئيس الوزراء “الاسرائيلي” الأسبق إيهود أولمرت، أما بالنسبة ل”الإسرائيليين” الذين يشككون في رغبة الفلسطينيين والعرب لصنع سلام معهم، فإن مبادرة جريئة من باراك أوباما بوسعها توفير مظاهرة دولية تؤكد احتمالات سلام حقيقي تسهل للقيادة السياسية “الاسرائيلية” القيام بإجراء لازم نحو حل وسطي . أما بالنسبة للجانب الفلسطيني فإن مبادرة كهذه من شأنها أن توفر الغطاء السياسي اللازم لكي يقبلوا بقرار يحول دون عودة عدد كبير من اللاجئين الى أرضهم التي أقيمت عليها “اسرائيل” وحيث يعلم القادة الفلسطينيون جيداً بأن أي اتفاق سلام لا يمكن أن يتم من دون التخلي عن المبدأ المقدس لديهم وهو حق العودة . وبالتالي  والكلام  مازال لبريجنسكي ولسولارز  فإن القادة  الفلسطينيين  يمكنهم القيام بهذا التحول  أي القبول بإسقاط حق العودة المقدس  إذا ما حصلوا على اتفاق بمقر إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس “الشرقية” . أما بالنسبة للعرب فإن إضفاء الشرعية على المبادرة العربية، إضافة لتأييد العرب لجمهور أوباما في سياق عملية السلام من شأنه أن يسهم بشكل حيوي لحل النزاع .

وأخيراً  حسب مقترحات بريجنسكي/ سولارز  وبالنسبة لأوباما نفسه فإن قيامه بمبادرة كهذه من شأنها أن تصبح انتصاراً دبلوماسياً وسياسياً، لا سيما عندما يذهب للقدس ورام الله ومعه القيادات العربية لتأييد خطته، ومن شأنها أيضاً أن تتحول الى ما يمكن اعتباره مثالاً قوياً تقدمه القيادة الأمريكية في كيفية التعامل مع ذلك النزاع الذي طال أمده، فكما أنه من غير المقصود ان ترفض “إسرائيل” حينها عرض أوباما لجمع العرب واللجنة الرباعية في القدس فإنه يمكن توقع ترحيب “إسرائيلي” بالتحرك قدماً .

وبعد هذا التقييم الذي حمل تشجيعاً لأوباما للقيام بهذه الخطوة فإن بريجنسكي وسولارز وضعا خطة عمل أخرى في حال رفض اي من الأطراف للخطة، وتقضي بأن يكون أوباما على استعداد للقيام بخطوات أخرى واستخدام وسائل مختلفة عما كان عليه حاله حين رفض نتنياهو مطالبة واشنطن بوقف الاستيطان، حيث ينبغي على أوباما حينها الذهاب الى مجلس الأمن الدولي والسعي للحصول على موافقة على خطته للسلام مما سيخلق المزيد من الضغوط الدولية على الطرف العنيد  أي الرافض لخطة السلام هذه .

وفي نهاية هذه الأطروحة أكد السياسان الأمريكيان أن الوقت قد حان رغم التأخير للتحرك، وان على جميع الأطراف “إسرائيلية” وفلسطينية وأمريكية اتخاذ قرار تاريخي لتحويل حل الدولتين الى أمر واقع وانه ينبغي على أوباما اتباع استراتيجية بعيدة المدى .