خبر عبد الله الشاعر يكتب : لهم نياشين الكلام ولنا بريق الصمت

الساعة 09:44 م|11 ابريل 2010

عبد الله الشاعر يكتب : لهم نياشين الكلام ولنا بريق الصمت

 

في مواجهة الحقيقة لا يملك الكاتب عدا كلماته صرخة  في الضمير, وسيفا ً مشرعاً في الدفاع عن ميراث الشهداء .

 

 في زمن البحث عن الانجازات تفخخ أحلام الناس، ويطلق الرصاص على ذاكرتهم، ليدخلوا في عمر الذهول، لا عن شيخوخة، ولكن لأن الحكام العسكريين لهذا الوطن قد دخلوا سن اليأس والغرور، وأرادوا لشعبهم أن يدخلوا في غيبوبة الوعي وفي سكرات الموت لروايات ولدت ميتةً ومن العبث محاولة بعث الحياة في رميمها.

 

أمام بريق الشهرة لا يغرنك الأشخاص بأشكالهم وصورهم ... وحين تطالعنا قصص رتبت تفاصيلها, فعليك أن تعيد النظر فيما سبق وان سمعت وسلمت به على انه الحقيقة.

 

لقد فرض لي هذا الموقف حقولاً من الألغام في كل الطرق المؤدية بي إلى تصديق كثير من الروايات عن الحرب المقدسة، ومعارك الحسم.

 

هل يمكن للحقيقة أن تنفى من الذاكرة الشعبية ليحل مكانها القصص المشغوفة بالمونتاج والدبلجة ؟.

 

ضعوا على الضمائر  متاريسا من جهل واستخفاف وسذاجة، ولربما تداهمكم الحقيقة ذات وعي فتكتشفون أن لا مناعة لديكم، ليس لأنكم تمتلكون القابلية لاستيعاب الحقيقة، بل لأن الحقيقة أكبر من أن تقاوم، وانصع من أن تغطيها ترويج منمق لروايات منتهية صلاحيتها وصلاحها.

 

ذات يوم سيؤول هذا الاستفزاز الصاخب الذي يقف قبالة تواضعنا على التراب، وسيقدم وليمة للديدان تمهيداً لعرضه عرياناً من ثيابه المصنوعة من خيوط واهنة.

 

أليس بالإمكان أن يكون الإنسان عظيماً دون أن يُقوم الآخرين .... أليس بإمكانه إثبات حضوره دون إقصاء الآخر فضلاً عن الهمز واللمز والطعن فيه؟.

 

ها هي الأرض تعيد للحقيقة شاهدها الذي لا يزور ... عيناه اللتان كأحلامه ترفضان أن تتكسرا  حتى بعد قتله ... فارس يهب الأمة كبرياء التاريخ، وعظمة المسلم حين يتسلح بالواجب والإصرار والعزيمة ...

 

أبعد جسده المضرّج بالدم وآثار الاشتباك سنحتاج  إلى مزيد من الأدلة كي يستفيقوا ... ثكلتك أمك يا رجل وهل دمٌ بهذا الوضوح يحتاج إلى مزيد تأمل كي تفهمه ؟!!.

 

لا بأس إن أخطأت ثم ما لبثت أن تنبهت لخطئك وقلت الحقيقة، أما أن تخطئ ثم تتمادى  في الخطيئة وفي تزويقها وترويجها حتى يظن الناس انك لم تخطئ فأنت محترف للخطأ عن سبق إصرار.

 

ارحموا شعباً أجبره الساسة على قضاء عمره على شرفة الخيبة يتفرج على غروب أحلامه وطناً وطناً، ولا يراهنن أحد على استغفال عقول الناس، لأن الناس مازالوا يملكون ناصية الوعي ويمسكون بتلابيه، لكم كل هذا البريق ولنا الحقيقة .... لكم زمانكم العابر، ولنا الوعد المؤكد مع الاستخلاف والتمكين.