خبر اليهود بين اسرائيل والجاليات.. اسرائيل اليوم

الساعة 11:07 ص|11 ابريل 2010

اليهود بين اسرائيل والجاليات.. اسرائيل اليوم

بقلم: عوزي برعام

(المضمون: يجب على الاسرائيليين الذين يهتمون بمصير العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل ان يكونوا ذوي حساسية خاصة بالعلاقة بين يهود اسرائيل الارثوذكسيين ويهود الولايات المتحدة الذين اصبحوا يبتعدون في اكثرهم عن التيار الارثوذكسي).

نحن نعيش منذ سنين طويلة في ازدواجية لا يقبلها العقل. ففي اسرائيل، التيار الارثوذكسي هو التيار المركزي، اما في الولايات المتحدة وهي ثاني اكبر تجمع لليهود في العالم، فان وزن الارثوذكسية اخذ يقل، وينسب اكثر اليهود انفسهم هناك الى التيار الاصلاحي او المحافظ.

لاحظت منذ ايام مكثي في الولايات المتحدة في السبعينيات ان تيارات اليهودية الثلاثة لا تغطي النسيج اليهودي الثخين هناك. وذلك لان كثيرين لا ينتمون الى اي تيار. اخذ  عددهم يزداد وكنا نسميهم ذات مرة "ذائبين".

أتيت في السبعينيات كنيسا اصلاحيا في منهاتن، وكان الحاخام الذي اتم الطقوس هو الحاخام يوآل تايتلبويم، وهو اسم معروف خصوصا من التيار الحسيدي ساتمر. أتذكر الجمهور وتأليفه: لقد جلس النساء والرجال معا وقرأوا كتب صلاة محدثة قليلا. سألت بعضهم هناك "ما  هو هذا الجمهور العظيم؟". واجاب: "هؤلاء يهود صلتهم المؤسساتية الوحيدة باليهودية هي صلاة "نذري كله" وصلاة "الانهاء" في يوم الغفران".

عدت على الايام الى البلاد ودخلت خبايا الحياة السياسية. صادقت في تلك الايام حاخام القدس الرئيس، الحاخام بنيامين جولتي. كان الحاخام مفتيا كبيرا وقبلت فتاواه جميع تيارات اليهودية. حادثته اكثر من مرة في مشكلات كثيرة. كانت اراؤه في الموضوع السياسي قريبة من ارائي. كان معتدلا ومحددا ومطلعا على آخر التطورات.

لكننا عندما تحدثنا في قضية التنقيحيين والاصلاحيين استشاط غضبا. "انهم يجعلون التراث اليهودي ضُحكة". عدت وذكرت له انه لانهم لن يتبنوا الارثوذكسية ، فالبديل الوحيد هو ان لا يوجد لهم في المستقبل اي علامة تدل على التراث اليهودي. لم يقتنع واصررت على رأيي.

في الثمانينيات عصفت قضية "من هو اليهودي" بالكنيست. وقف من جهة اولئك الذين ارادوا ان يعطوا مصطلح اليهودي الذي يظهر في قانون العودة صبغة ارثوذكسية، وكانت ضغوط الحريديين عظيمة؛ فقد استعملت ساحة الحاخام ميليو بفيتش كل سبيل للاقناع.

ومن جهة اخرى، زعم رؤساء اليهودية الاصلاحية والتنقيحية ان الاقتراح سيحدث طلاقا بين اكثر يهود الولايات المتحدة واسرائيل وان العلاقات الوثيقة ستزول. نجحنا بجهد مشترك في أن نهزم المعسكر المتدين الذي حظي بتأييد لا يستهان به من احزاب اليمين.

وهنا اصبحت الازمة مرة اخرى في جدول العمل. في حين يحاول افيغدور ليبرمان وايلي يشاي امضاء الموافقة على عقد الزواج بنقل احتكار شاس والحاخامية الحريدية للتهويد. نحن، الاسرائيليين الذين نخاف على مصير علاقتنا بالولايات المتحدة، ملزمون حساسية زائدة بكل وتر يقطع في العلاقات بين يهود اسرائيل والجيل الشاب العلماني من يهود الولايات المتحدة.

بيد أنه يوجد من لا يرون الصورة العامة. فأسهل علينا أن نعيش مع تعود سلطة الارثوذكسية. لكننا ننسى ايضا ان الحاخامية الارثوذكسية لم تعد ما كانت ذات مرة. لا يوجد لنا الان حاخامون مثل الحاخام هيرتسوغ او الحاخام اونترين او عوزي ايل. فالحاخامية الحاضرة متطرفة ومشاركة في السياسة ومؤثرة في تأليف الحكومات. يحسن ان يشرب الجمهور نفسه حقيقة ان اسرائيل وقانون العودة المتصل بها يلزماننا الحذر. يجب علينا أن نرى الشأن اليهودي العام لا ساحتنا الخلفية فقط وهي ساحة يوجد فيها مائة باب (مئا شعاريم).