خبر معاريف « ترجمة حرفية »: على الشعب أن يتولى تحرير شاليط

الساعة 11:05 ص|11 ابريل 2010

بقلم: ياعيل باز ميلاميد

 (المضمون: يخاف اصحاب القرار في اسرائيل اتخاذ القرار على تبادل الاسرى مع الفلسطينيين لاطلاق شليت فيجب على الجمهور الاسرائيلي إذن ان يتولى هذه القضية بنفسه).

ساء حظ جلعاد شليت ولم يعد بعد أربع سنين من الجحيم بمنزلة "قضية". فهو مجرد جندي من الجيش الاسرائيلي ترك لمصيره. وانه لا يوجد احد يهتم به. واشد من ذلك انه لا يوجد من يستطيع اتخاذ قرارات من شأنه. وكذلك لم تعد عائلته بمنزلة "قضية ساخنة". فهي مجرد عائلة تصرخ منذ اربع سنين طالبة النجدة لابنها الجندي ولا يسمع احد. لانهم اذا سمعوا فسيضطرون الى الاعتناء بذلك. واذا اعتنوا فسيضطرون الى المضي الى صفقة معلومة واضحة، في مركزها اطلاق نحو من الف سجين، فيهم من توجد دماء على ايديهم.

ما هو الشيء الجديد هنا؟ لا شيء. والمشكلة انه لن يتجدد شيء ايضا. فالامر واقف على هذه الحال منذ زمن طويل. ولا توجد حركة ولن تكون. ان هذا فقط ما ينقص الان رئيس الحكومة المتلوي الذي لا يملك القدرة الكافية. أيجب عليه الان ان يتخذ قرارات تثير غضب اليمين الذي يعز عليه غضبه كثيرا؟ ان القضية يسوف فيها منذ أربع سنين، ولا يثور الجمهور حقا على التخلي من جلعاد. واذا كان الامر كذلك فيمكن الاستمرار قدما. يفضل ان يدع لخلفه ان يتخذ قرار اطلاق مخربين ذوي دماء على الايدي. فماذا يكون لو أتى خلفه بعد بضع سنين فقط؟ لماذا التعجب؟ لم ينتخب لاتخاذ قرارات صعبة. فهو موجود هنا ليستمر على البقاء اطول زمن ممكن.

كذلك يوجد لوزير الدفاع امور اهم في جدول عمله. يجب عليه أن يهتم بالا يسرقوه كرسي المدير في حزبه المنتقض، وان يصدر تصريحات غبية لا اساس لها عن عدم مد ولاية رئيس الاركان غابي اشكنازي برغم أنه لم يطلب مدا كهذا، ويحتاج الى الوقت كله ليبين للجميع من هو رب البيت. ليس هذا هو الوقت عنده ليحث، كما يستطيع عندما يريد، صفقة اطلاق جندي الجيش الاسرائيلي جلعاد شليت الذي ارسل في مهمة عسكرية واسر بسبب اخفاق الجيش (كما قررت لجنة ايلند)، وهو يمكث منذ اربع سنين في بئر مظلمة تحت الارض، يرجو المساعدة، ويفقد صورته الانسانية وربما يفقد سلامته ايضا.

التفصيلات معروفة تقريبا، وهي كذلك اذا قرأنا في الاقل ما كتب فيها في وسائل الاعلام: قبل بضعة اشهر تقريبا وقعت صفقة لانقاذ جلعاد شليت بثمن باهظ مؤلم، لكنها ستكون كذلك ايضا بعد بضع سنين الا اذا لم يوجد من ينقذه. وفي آخر لحظة ابدى نتنياهو كعادته قلة اكتراث، وحول الامور الى وجهة بحيث لا يقبلها الطرف الثاني الذي هو قاس، وغد على نحو لا مثيل له. لكن هؤلاء هم الناس الذين استولوا على شليت ولا يمكن تغيير ذلك. عادت عائلة شليت الى ظلام حياتها ولا ليالي كوابيسها، والى الايام التي لا تطاق والى التوقع الذي لا نهاية له، والى الالم اللذاع. وهما يحاولان بما بقي عندهما من قوة ابقاء ابنهما الاسير في الوعي العام. يجريان مقابلات صحفية مع جميع وسائل الاعلام، ويكشفان عن ادق خبايا الكابوس ويتوسلان ويصرخان ويسافران في انحاء العالم ويحاولان هز جمهور كثرت عنده القضايا والكشوف الجديدة الصحفية صبح مساء. والجمهور لا يثور.

قبل عيد الفصل ثرثر الجميع انهم يؤملون رؤية جلعاد شليت في الفصح القادم في البيت وكأن ذلك سيحدث من تلقاء نفسه. وكأنه ليس واضحا ما الذي يجب فعله ليعود. لم يسأل احد كيف يجرؤ رئيس الحكومة على الجلوس مع عائلته في ليل الفصح في حين من الواضح له ان ابن عائلة اخرى يفنى في الاسر ولا مخلص له. ويبدو أنه لن يوجد ايضا. ليست هذه غوغائية ولا ما يسمى باستهزاء "سياسة الرحم". هذا تعبير عن غضب كان يجب على جزء كبير من الجمهور ان يشعر به ازاء التخلي من جندي في الجيش الاسرائيلي كالغضب الذي ثار على قضية القبور في مشفى عسقلان حقا. غضب افضى في غضون اسبوع الى تغيير القرار.

في هذا الزمن الصعب يجب ان ندرك انه لانه من يتخذ قرارات صعبة، يجب على الجمهور ان يكون هو الذي يهتم باعادة شليت، بضغط لا ينقطع على رئيس الحكومة وعلى وزير الدفاع.