خبر قرار نتنياهو بائس.. هآرتس

الساعة 11:04 ص|11 ابريل 2010

بقلم: أفنير كوهين

(المضمون: القرار المفاجىء لبنيامين نتنياهو بالغاء مشاركته في القمة هو قرار بائس لا يخدم المصلحة الاسرائيلية. هذا قرار يحركه الخوف، عدم الثقة والاحساس بالعزلة. سطحيا هذا قرار غير عقلاني).

لمشاركة رئيس وزراء اسرائيل في المؤتمر النووي الذي يعقده الرئيس الامريكي براك اوباما في واشنطن هذا الاسبوع توجد أهمية كبيرة. من الناحية الرمزية، هذه هي المرة الاولى التي تدعى فيها اسرائيل كضيف عادي الى محفل نووي عالمي محصور واعتباري، المرة الاولى التي تحظى فيها باعتراف علني كدولة ذات اهمية في هذا المجال الحساس. ما كانت لتكون فرصة افضل من هذه للحصول على شرعية عالمية للنووي الاسرائيلي. من الناحية العملية، هذه هي المرة الاولى التي ينعقد فيها معسكر "الاخيار" في المجال النووي كي يقرر كيف يعالج مسألة الارهاب النووي، ربما التهديد النووي الاكبر الحقيقي الذي يحدق بالبشرية في جيلنا.

منذ ولادة فكرة القمة النووية شدد المنظمون في المحادثات مع نظرائهم الاسرائيليين بانهم ليس فقط سيمنعون اعداد "كمين نووي" لاسرائيل – بسبب حقيقة انها لم توقع على ميثاق منع نشر السلاح النووي – بل ان مجرد الفكرة التي تقف خلف المؤتمر هي قيام محفل نووي جديد، موازٍ للميثاق بل ومتجاوز له، غايته ايجاد السبيل لان يدرج في الخطاب العالمي ثلاث دول نووية ليست عضوا في الميثاق – الهند، اسرائيل والباكستان. ومع ان ليس للمنظمين تحكم بما سيقوله الضيوف، فلديهم تحكم بالوثيقة النهائية التي وضعت في ظل التشاور ايضا مع محافل مهنية في اسرائيل كي لا تفاجأ.

القرار المفاجىء لبنيامين نتنياهو بالغاء مشاركته في القمة، زعما لانه علم بان بعضا من زعماء العرب سينتقدون في خطاباتهم السلوك النووي لاسرائيل – ولا سيما رفضها الانضمام الى الميثاق، مثابة طقس عربي في المحافل الدولية -  هو قرار بائس لا يخدم المصلحة الاسرائيلية. هذا قرار يحركه الخوف، عدم الثقة والاحساس بالعزلة. سطحيا هذا قرار غير عقلاني.

حتى لو طرح زعماء عرب مسألة اسرائيل والميثاق، فاحد لن يتعاطى معهم بجدية. الجميع يعرفون ان اسرائيل مثل الهند والباكستان، لا يمكنها لاعتبارات قانونية وسياسية الانضمام الى الميثاق كدولة نووية؛ مثلما لا يمكن للدول الثلاث، لاعتبارات استراتيجية لديها الانضمام الى الميثاق كدول غير نووية. خطوة كهذه معناها، ظاهرا، التخلي عن ذخائرها الاستراتيجية.

ودرءا للشك: سياسة الغموض النووي لاسرائيل تعتبر في نظر الكثيرين في العالم، بمن فيهم اصدقاء واضحون لها، كعدمية سياسية يصعب هضمها. في نظر العالم، المشكلة ليست مسألة الملكية على السلاح بل مجرد الرفض للاعتراف بذلك. وكلما اعتبرت اسرائيل كدول نووية مسؤولة وحذرة، من الصعب قبول الغموض كسياسة مناسبة.

الغموض يعتبر كاخفاء، كشيء يغطي على سر لا يمكن الكشف عنه علنا. ولكن هذا السر اليوم لم يعد يعتبر سرا، وبالتالي ليس واضحا لماذا ينبغي لفه بالغموض. في عالم يطلب من ايران ان تقول الحقيقة عن نشاطها النووي، يعتبر الغموض نوعا من التملص فات اوانه.

اذا كان رئيس وزراء اسرائيل يشعر انه غير قادر على ان يدافع في محفل دولي ودي عن سياسة الغموض الاسرائيلية، يبدو أن هذه السياسة تعيش أزمة حقيقية. اذا كان رئيس وزراء اسرائيل يشعر بانه يوشك على أن يعلق في كمين نووي ولا يمكنه أن يعتمد على تفاهمات بادر هو اليها وتوصل اليها مع الادارة الامريكية – يبدو أن ازمة اسرائيل مع الولايات المتحدة أعمق بكثير مما اعتقدنا.