خبر الطيور أكثر حكمة في صنع واتخاذ القرار من حكام العالم

الساعة 08:12 ص|09 ابريل 2010

الطيور أكثر حكمة في صنع واتخاذ القرار من حكام العالم

فلسطين اليوم – وكالات

  يبدو أن النظر إلى رحلات هجرة الطيور الصيفية والشتوية سيصبح أفضل معين في تعديل القرارات السياسية في العالم، خاصة وأن القرارات السياسية مؤخرا لعدد كبير من الدول أصبح أكثر تهورا من قرار خروج مجموعة من الحمام من السرب في منتصف رحلة الهجرة.

واهتمت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية بما تحمله سلوكيات هذه الطيور من عبر في عالم السياسة ونشرت أراء لعلماء حول سلوكيات هذه الجماعات، حيث اكتشف العلماء أن أسراب الحمام تخضع لنوع من "التسلسل الهرمي للديمقراطية" والتي تجعل قيادة السرب في اتجاه واحد موحد ناجح على عكس الذباب الذي يتحرك بعشوائية..

وأوضح العلماء أن كل حمامة تحمل عبء تحديد اتجاه السرب وتوجيهه، كل واحدة حسب موقعها الذي لا يمكن أن تتخلى عنه حتى لا تضر بنظام المجموعة.. وتتدرج المهام وصولا لأعلى قيادة في السرب.. مؤكدين أن السلوك الجماعي لهذه الطيور ينبع من قيامهم بالأشياء كمجموعة وليس كأفراد، فلا تتحرك حمامة على هواها خلاف توجيهات السرب..

ويعد مجتمع الطيور أكثر نظاما في تحركه عن عدد كبير من الحيوانات، حتى قطعان الجاموس البرى وتجمعات الأسماك المعروف عنهما النظام الشديد. وشبههم العلماء بهيئة المحلفين في المحاكم أو المجموعات المعنية باتخاذ القرارات الخطيرة والتي تحتاج إلى وحدة للوصول إلى قرار واحد.

من جانبه قال درة بيرو الخبير في علم الحيوان بجامعة أكسفورد: "تعد ظاهرة أسراب الحمام والأسماك مألوفة للبشر إلا أنها تثير الفضول والتعجب حول إمكانية هذه الكائنات التحرك بهذه السرعة وبهذا النظام، حيث تظهر حركاتهم جميعها متسقة مع بعضها وإذا حدث وشرد واحد أو اثنان في الحال يعود السرب لتنظيم نفسه من جديد"، مضيفا: "وكان سؤال العلماء كيف لهذه الجماعات أن تتخذ قرارات بهذه الأهمية والخطورة في لحظات بل تعرف أيضا ماذا يجب أن تفعل والى أين تذهب".

ولعل السبب هو أن من يتخذ القرار قائد واحد أو عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، وقد يرى البشر أن هذا النظام السائد في عالم الطيور ديكتاتوري خاصة وأنه مرت فترات حكم العالم فيه قائد واحد بمشاركة عدد ضئيل، ما رسخ فكرة الديكتاتورية عندما يخضع الحكم في يد شخص واحد يرفض حتى منح فرصة للتعبير عن الرأي، ورغم نجاح هذه الإمبراطوريات والمجتمعات تحت هذا الحكم عما أصبحت فيما بعد تحت حكم مجالس كبيرة لاتخاذ القرار إلا أن الإنسان في النهاية يحب أن يشارك في صنع القرار.

وأضاف بيرو أنهم وضعوا أجهزة تعقب على ظهر مجموعة من سرب طيور مهاجر لتحديد القائد وكيفية التوجيه بالإضافة إلى تحديد حال من يتخذ قرار فردى واتجاه آخر.. موضحا أنهم وجدوا أن هذه الطيور تتبع آلية أكثر تطورا ودقة في اتخاذ القرارات عما لدى الإنسان، حيث لم يكن هناك قائد واحد لهذا السرب.. كما أنه لم تكن هناك مساواة في صنع القرار، إلا أنه هناك ديمقراطية في التصويت للقرار..

ويختلف أهمية ووزن صوت كل طير عن آخر وفقا لتسلسله الهرمي، حيث يتخذ القرارات من هم في قمة السلسلة ومن معهم بما أن آرائهم أكثر وزنا ممن هم في الأسفل إلا أن هذا لا يمنع التصويت أو التقليل من آراء من هم في الأسفل، إلا أن درجة التأثير هي التي تتفاوت وتبقى مصلحة السرب هي الأساس.

وأكد بيرو أنه رغم كل هذه المعلومات إلا أنهم مازالوا عاجزين أمام تفسير هذه الظاهرة بصورة كاملة أو واضحة، حيث مازالت لغزا ومثيرة للاهتمام..

 

 

ولعل الطيور أفضل من البشر في التعامل مع جيرانهم حيث يحتاج كل واحد الآخر بشده لضمان وصوله بأمان، وفى النهاية يبدو أن نظام أسراب الحمام لا يتمتع بديمقراطية كاملة إلا أن فرصة الإدلاء بالرأي متاحة للجميع، أما بالنسبة لاتخاذ القرار يبقى لمن هم في الأعلى مع وضع الاعتبار لرأى من هم في الأسفل والأهم من هذا وذاك هو المصلحة العامة.

 

 

رغم ما قد يبرزه كثيرون لانتقادات لهذا النظام في حال طبق في المجتمعات البشرية، إلا أنه أثبت نجاحه في الطيور وفشله في المجتمع الإنساني لما يتمتع به الإنسان من غرور ورغبة في الظهور بالإضافة إلى الأمثلة المرعبة لكثير من صناع القرار والذين يهتمون بذواتهم حتى وإن دفعوا بكل من حولهم للموت لذلك فإن هذا النظام غير قابل للتطبيق في عالمنا خاصة في صنع القرار..