خبر الفلسطينيون يرفضون ربط التطبيع بزيارات المنتخبات العربية

الساعة 02:48 م|08 ابريل 2010

 

 القدس/ ثمن الشارع الفلسطيني، بمختلف أطيافه وتوجهاته، الموقف الطيب والمتقدم، الذي رسخه الشيخ سلمان بن ابراهيم، رئيس اتحاد الكرة البحريني حينما عبر عن سعادته البالغة بتلبية الدعوة الرسمية، التي وجهها له رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني، اللواء جبريل الرجوب في وقت سابق.

 

وقال الشيخ سلمان: سنلعب ضد منتخب فلسطين في فلسطين وعلى ارضها دعماً وانتصاراً لقضيتها العادلة، وابدى استغرابه، بسبب زج السياسة والدين بالرياضة.

 

ورفض الفلسطينيون، بدورهم، ان تصب زيارات المنتخبات والفرق العربية الى فلسطين في قنوات التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي، واستحضروا في هذا الصدد مقولة القائد الفلسطيني الشهيد فيصل الحسيني، ابن مدينة القدس، عندما صرح قائلاً: "ان زيارة السجين لا تعني، بالمطلق، الاعتراف بالسجان".

 

وعبروا عن أسفهم الشديد، لأن المنتخب الاولمبي المصري لم يأت إلى فلسطين ولم يلعب كما كان مقرراً في يوم الأرض، الذي صادف في الثلاثين من الشهر الماضي.

وعبر نزار بصلات، مدير الاتحادات في وزارة الشباب والرياضة، عن اعتقاده قائلاً: ان زيارة المنتخبات العربية إلى فلسطين انما هي واجب قومي لما لذلك من اثر على استشعار الوفود العربية لطبيعة الحياة، التي يحياها الفلسطينيون، وتمنى ان تكون مثل هذه الزيارات بشكل متواصل.

 

وقال: طالما ان مثل هذه الزيارات تقتصر على الجانب الفلسطيني ولم يكن هناك تواصل مع الاحتلال فهذا ليس له علاقة بالتطبيع، لا من قريب ولا من بعيد، وإنما هو تجسيد لفكرة الدولة الفلسطينية.

 

واضاف: طالما ان زيارة المنتخب البحريني تأتي في إطار ترتيبات مع اتحاد الكرة الفلسطيني فهذه الزيارة مهمة، لأنها تدعم صمود الشعب الفلسطيني وتقدم لمنتخباته الخبرة والاحتكاك، وهي تجسيد لعلاقة الأخوة بين الشعب الفلسطيني المحاصر والمُجوع وسائر الشعوب العربية.

 

واشار الى ان زيارة المنتخب التونسي كان لها أثر طيب على الرياضيين الفلسطينيين، وعبر عن امله ان تتوسع رقعة الزيارات المتبادلة بين المنتخبات العربية والمنتخبات الفلسطينية في كافة الرياضات.

 

ولم يختلف الكاتب والصحافي المخضرم فايز نصار، الذي يقدم نفسه كمناهض للتطبيع عن نزار بصلات وقال: كل من يزور فلسطين بهدف اللعب مع الفلسطينيين، فانه كمن يشد أزرهم، شريطة عدم تدخل المحتلين قدر الاستطاعة.

 

ونفى ان تكون زيارة المنتخبات العربية، بشكل عام، والمنتخب البحريني على وجه الخصوص، تندرج في اطار التطبيع، واكد ان التطبيع يتمحور في اللعب مع اليهود فحسب، والعرب لا يقبلون اللعب مع اليهود.

 

ورحب بمقدم منتخب الأشقاء البحريني في فلسطين، وهو نفس الترحيب، الذي حظي به من قبل منتخبا: الاردن وتونس، مثلما كانت هناك رغبة جامحة باستقبال المنتخب الاولمبي المصري.

 

وقال: من يزور فلسطين تشرفه الأرض المقدسة، ومن يرى غير ذلك، فعليه الانتظار حتى يتأكد ان الواجب على الاخ زيارة اخيه في السجن، حتى لو وضع عليه السجان بعض الشروط القاسية، لان الزيارة لا تمثل اعترافا بحق السجان عندما يزج بالأحرار في السجون.

 

واعتبر امين صندوق رابطة الصحافيين الرياضيين، احمد البخاري، ان الجدل القائم والمحتدم حول زيارات المنتخبات العربية والاسلامية الى فلسطين ما هو الا جدل حيوي ومهم، مشيراً الى ان الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" اعترف بالملعب البيتي لفلسطين، بدليل ان بلاتر حضر الى هنا ودشن الملعب بنفسه، وهذه الخطوة التي طالما انتظرناها طويلاً تعني ان بامكان فلسطين ان تستقبل منتخبات كي تلعب معها على ارضها ووسط جماهيرها، وهي امنية طالما كنا نحلم بها وها هي تتحقق فلماذا تستنكف منتخبات الأشقاء عن الحضور الى هنا؟

 

وعبر عن اسفه البالغ بسبب حملة التحريض الصحافية، التي تزامنت مع قدوم المنتخب الاولمبي المصري الشقيق الى فلسطين، واشتدت وتائرها حتى افلحت في نهاية المطاف في احباط الزيارة، وقال: اننا كفلسطينيين نعشق محيطنا العربي ونرغب بالتواصل معه.

 

وقال: كوني أقطن مدينة القدس، فانني ارغب باعادة ما سبق وسمعته من الشهيد القائد فيصل الحسيني، عندما كان يردد دائماً في مجالسه: هل تعني زيارة السجين التطبيع مع السجان؟

 

ومضى يقول: نحن شعب ما زال يرزح تحت نير الاحتلال الاثم واي زيارة من جانب الأشقاء العرب الى ارض بيت المقدس الطهور، انما تبعث السرور والأمل للأهل المرابطين والصامدين فوق ثرى فلسطين الطهور.

 

وحيا الشيخ سلمان بن ابراهيم، رئيس اتحاد الكرة البحريني على تلبية دعوة اتحاد الكرة الفلسطيني وقال: ان المنتخب البحريني الشقيق سيكون في القلب وحدقات العيون، لأن زيارته تندرج في اطار تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ومساعدته في الثبات على ارضه، ونفى ان تكون مثل هذه الزيارات نوعاً من التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني، لأن كل زائر الى فلسطين انما هو ضيفها وحدها، وثمن عاليا زيارة الأشقاء في الاردن وتونس.

 

ورأى جواد عوض الله ان الجدل القائم ديني وليس سياسياً، مشيراً الى ان هناك فتوى دينية بعدم الذهاب الى فلسطين وهي تحت الاحتلال، ورفض ان تندرج زيارة المنتخب البحريني او أي منتخب عربي اخر تحت بند التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي، وذهب بعيدا عندما طالب بضرورة التطبيع العربي مع فلسطين وليس مع الاحتلال الاسرائيلي، وطالب ايضاً باستقدام الرياضيين الدوليين وخاصة المنتخبات الأوروبية وفرقها في كرة القدم او غيرها، ولفت الى ان هناك قراراً من مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب باعتماد اقامة وتنظيم ماراثون القدس الدولي، خلال هذا العام في قلب فلسطين.

 

وطالب مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، المقرر ان ينعقد هذه الأيام في بيروت، ان يعلن عن موقفه الرسمي والصريح من زيارة المنتخبات العربية الى فلسطين، بالاضافة الى اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية.

 

وشدد سامي مكاوي، الناطق الرسمي باسم اتحاد الكرة الفلسطيني، على ان الجدل المثار، حاليا، في البحرين قائم على معلومات غير دقيقة ومغلوطة تتناقلها اجهزة الاعلام الرياضية في المملكة وهي مستقاة مما تنشره الصحافة الغربية، التي ما انفكت تلمح الى عدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية في فلسطين، بالاضافة الى تصريحات بعض المسؤولين السياسيين في مصر الشقيقة، وفي اتحاد الكرة المصري حول زيارة المنتخب الاولمبي المصري لفلسطين، التي احدثت لغطاً، وكان مصدره الخوف على حياة اللاعبين واعضاء الوفد.

 

وأضاف: لا علاقة بالمطلق بين زيارة منتخب البحرين لفلسطين، من اجل اللعب مباراة ودية مع نظيره الفلسطيني وبين ما يشاع من ان اللقاء يندرج تحت بند التطبيع، وقال: لقد اعلن اتحاد الكرة الفلسطيني واللجنة الاولمبية في اكثر من مناسبة انهما ضد التطبيع، لأنه ببساطة يخالف الثوابت الفلسطينية، التي يلتف حولها كل الشعب الفلسطيني.

 

موقع سوبر