خبر يسار سلام فياض!../ مصطفى إبراهيم*

الساعة 11:46 ص|08 ابريل 2010

يسار سلام فياض! مصطفى إبراهيم*

* كاتب فلسطيني 

08/04/2010  09:50 

استنكر عدد من الفصائل الفلسطينية تصريحات سلام فياض لصحيفة هآرتس الأسبوع الماضي. فصيل يساري وجه انتقادات حادة لفياض واعتبرها شخصية، وليس لها مرجعية سياسية ووطنية، وتجاهلت الحقائق التاريخية ومست الثوابت الوطنية، وطالب منظمة التحرير بتحمل مسؤوليتها والكف عن غيابها وصمتها.

 

فصيل يساري ثان عضو أساس في "جبهة اليسار لم نعد نسمع عنها"، إنتقد تصريحات فياض على استحياء، ودعا اللجنة التنفيذية إلى وقف تصريحات الخروج عن الإجماع الوطني للمنظمة. وفصيل يساري ثالث يؤمن بالمقاومة السلمية فقط، انتقد التصريحات الحادة التي صدرت عن الفصيل اليساري وطالب بتخفيف لهجة النقد الموجهة لفياض.

 

حركة فتح وباقي فصائل منظمة التحرير لم نسمع منها كلمة واحدة، مع أن تصريحات فياض مست بالثوابت الفلسطينية، وتتناقض مع البرنامج الوطني لمنظمة التحرير الخاص بحق تقرير المصير وإقامة الدولة وعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم وفقا للقرار الدولي 194.

 

تصريحات فياض حول إعلان دولة فلسطين في آب / أغسطس 2011، وعودة اللاجئين إلى الدولة المزعومة، تسليم مسبق بالشرط الإسرائيلي بأن لا عودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم المغتصبة، وتعتبر خروجاً على الإجماع الوطني، و برنامج منظمة التحرير، وإعلان القاهرة في آذار/ مارس 2005، ووثيقة الوفاق الوطني في حزيران/ يونيو 2006، وغيرها من التفاهمات والحوارات التي تم الاتفاق عليها وطنياً.

 

فياض ماض في إعلان الدولة في العام القادم مع موافقته "للاءات" الإسرائيلية بشأن القدس والتنازل عن حق عودة اللاجئين، وإقامة دول فلسطينية منزوعة السلاح، لا سيطرة لها على أجوائها ومعابرها، من دون القدس ومن دون حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، و التسليم بشروط أهمها الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية والإعلان عن نهاية الصراع ونهاية مطالب الفلسطينيين.

 

فصائل ما يسمى جبهة اليسار الفلسطينية، غير متجانسة ولا تتفق على برنامج سياسي موحد، وكل فصيل له رؤيته المختلفة عن الآخر، فصيلان من جبهة اليسار شريكان في حكومة سلام فياض، ولم يتخذا مواقف جدية تجاه خطة فياض حول إعلان الدولة، واستمرا في الحكومة بعد الإعلان عن خطته، فكيف لهما ان يتخذا مواقف تجاه تصريحاته الخطيرة التي أدلى بها الى صحيفة هآرتس؟

 

وهي ليست جديدة وتعبر عن قناعات لديه، وإذا ما استمر في ذلك فإنه لا يعتبر خروجا عن الإجماع الوطني فقط، بل المقامرة بمصير الفلسطينيين وقضيتهم، والركون إلى تعهد اللجنة الرباعية الدولية والإدارة الأمريكية التي تعتبر كتعهدات جورج بوش السابقة بإقامة دولة فلسطينية خلال ثلاث أعوام.

 

قيادة فتح والمنظمة ليست وحدها التي تخرج عن الإجماع الوطني و برنامج منظمة التحرير، ووثيقة الوفاق الوطني، فبعض من فصائل اليسار تشارك في الخروج عن الثوابت الوطنية وتسويق وهم الوعد والتعهدات الأمريكية والرباعية الدولية، والموافقة على إقامة دولة البقايا والفتات.

 

فصائل اليسار سواء تلك التي انتقدت تصريحات فياض بشدة، أو فصائل "يسار سلام فياض" التي دعت اللجنة التنفيذية لوقف تصريحات الخروج عن الإجماع الوطني، أو التي طالبت بتخفيف اللهجة وحدة النقد تبيع الوهم للفلسطينيين وعاجزة ليس عن التصدي للاحتلال سواء كان بالمقاومة المسلحة أو السلمية، فهي عاجزة عن الدفاع عن توجيه النقد بلهجة حادة والدفاع عن برنامج الإجماع الوطني وعن استمرار بقاء منظمة التحرير ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.

 

فعندما تطالب فصائل اليسار اللجنة التنفيذية، وتدعو الى وقف تصريحات الخروج عن الإجماع الوطني وتحمل مسؤوليتها والكف عن غيابها وصمتها، وهي أعضاء رئيسية في اللجنة التنفيذية، فالشعب الفلسطيني يطالب من بوقف فياض عن استمراره بتخطي كل المرجعيات و بيع الوهم للناس بإقامة دولة تخدم الاحتلال؟؟