خبر حماس تمر بفترة صعبة- يديعوت

الساعة 09:55 ص|08 ابريل 2010

حماس تمر بفترة صعبة- يديعوت

بقلم: رونين بيرغمن

"الهرب الى الأمام"، هكذا وصف المستشار السابق لياسر عرفات وواضع البحث الاكثر شمولية عن تاريخ م.ت.ف يزيد الصايغ، التكتيك الذي طوره الرئيس لدرجة الفن في أثناء حياته السياسية الطويلة – التملص من أزمة خطيرة من خلال خلق أزمة اخرى. هل هذا ما تحاول حماس عمله في الأسبوعين الأخيرين في ظل استخدام غطاء الفصائل الفلسطينية الأخرى؟

حماس تمر بفترة صعبة. فقد تكبدت هزيمة عسكرية في حملة "رصاص مصبوب" لن تنجح في انتزاع انجاز في صفقة شليت وتوجد في مواجهة عسيرة مع مصر في ضوء الخطة المصرية لبناء جدار فوق وتحت الارض، يوقف التهريب من سيناء. وتلقى ضربة معنوية وتكتيكية غير بسيطة في تصفية المبحوح. وحسب مصادر استخبارية تفكر حماس باقتحام الحصار السياسي عبر عمل عسكري على أمل أن تغير هذه ميزان القوى في المنطقة.

ولكن هذا واحدا فقط من السيناريوهات المحتملة للحرب. على الاغلب، الشر سيأتي بالذات من الشمال. فمنذ عدة اشهر توجد اسرائيل وسوريا في حالة توتر شديد. حقيقة أنه توجد لها تعابير علنية قليلة لا ينبغي أن تشير الى قوتها. دليل على هشاشة الوضع يمكن أن نجده بين 22 و 25 شباط، حين أجرى الجيش الاسرائيلي مناورة القيادات "حجارة نارية 12". في نهاية المناورة كان يفترض بجنود كثيرين من الاحتياط ان يتم استدعاؤهم للامتثال في قواعدهم الا انه بسبب التوتر السري تقرر عدم تجنيد الاحتياط كي لا يشتبه الطرف الاخر، سوريا اساسا، بان الحديث يدور عن نية لشن حرب حقيقية فيشن هو هجوما وقائيا.

قبل وقت غير بعيد، كان السيناريو الاكثر احتمالا للحرب هو قصف اسرائيلي لمواقع النووي الايرانية ورد عليه من جانب اعضاء "الجبهة الراديكالية". غير أنه في المدى القصير هذا السيناريو اقل معقولية، في ضوء التقدير بان رئيس الوزراء نتنياهو سيستجيب للطلب الامريكي ويعطي زمنا وامكانية لـ "العقوبات الشالة" لتحقيق هدفها. من جهة اخرى، امكانيات اخرى تخلق خطرا ملموسا وشديدا بالحرب.

احدى الامكانيات هي أن ينجح حزب الله في أن يخرج الى حيز التنفيذ ثأرا ناجعا على تصفية مغنية. محاولاته تفجير السفارة الاسرائيلية في باكو في اذربيجان، المس بسياح اسرائيليين في سيناء او اختطاف رجال اعمال اسرائيليين في افريقيا فشلت حتى الان، ولكنها لم تمس بدافعيته للثأر. ثأر شديد في شكل قتلى يهود او اسرائيليين كثيرين، او اغتيال لمسؤول اسرائيلي كبير، من شأنه أن يؤدي الى رد فعل اسرائيلي شديد للغاية ضد المنظمة ولبنان.

امكانية اخرى ثانية، اكثر خطوة من الاولى، تتعلق بالعلاقات بين سوريا وحزب الله. سوريا وايران تساعدان اليوم منظمات الارهاب الراديكالية دون خجل تقريبا. سلاح يجري تطويره في ايران ويجتاز هناك تجارب بحضور ممثلي المنظمات. الانتاج يجري في سوريا، ومن هناك ينقل السلاح بوسائل مختلفة الى لبنان والى قطاع غزة. فضلا عن ذلك يوجد تخوف خطير في أن تزود سوريا حزب الله "بسلاح خارق للتوازن"، تزويده لحزب الله يشكل تهديدا حقيقيا على اسرائيل.

على خلفية التخوف من وصول السلاح الى حزب الله استدعي في الاول من اذار السفير السوري في واشنطن، عماد مصطفى الى حديث استثنائي في وزارة الخارجية قيل له فيه ان الولايات المتحدة تطلب من دمشق وقف تسليح حزب الله، وان هذه الخطوات من شأنها أن تؤدي الى اشتعال حرب في المنطقة. التخوف الامريكي هو من اغراء حزب الله لاستخدام هذا السلاح ضد اسرائيل ضمن امور اخرى في عملية ثأر على ما يرونه كعمليات الموساد ضدهم، او ان تخشى اسرائيل من مثل هذا السلاح الذي هو "خارق للتوازن" في نظرها، فتنطلق الى عملية وقائية.