خبر « النساء والحرب ».. كتاب توثيقي لتجربة النساء أثناء الحرب على غزة

الساعة 07:25 ص|07 ابريل 2010

"النساء والحرب".. كتاب توثيقي لتجربة النساء أثناء الحرب على غزة

فلسطين اليوم- غزة

أعلن مركز شؤون المرأة بمدينة غزة, اليوم, عن صدور كتاب توثيقي لتجربة النساء أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة, أعتبر بمثابة وثيقة إدانة قانونية جديدة لإسرائيل.

جاء ذلك خلال ورشة عمل للإعلان عن صدور كتاب "النساء والحرب", في إطار مشروع "دعم النساء ما بعد الحرب على غزة ", الممول من مؤسسة kavinna till kavinna السويدية.

وتم خلال الورشة التي عقدت في فندق جراند بالاس بحضور نخبة من المثقفين والقانونيين والإعلاميين, تقديم قراءة حول الأهمية التوثيقية للكتاب الذي احتوى على 285 قصة لنساء عايشن الحرب بكل تفاصيلها.

وقد استهلت ورشة العمل بعرض فيلم من إنتاج مركز شؤون المرأة باسم "بعيونهن", الذي يتحدث عن تجربة الإعلاميات الفلسطينيات في تغطية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2009م.

وفي كلمة الافتتاح قالت آمال صيام, المديرة التنفيذية لمركز شؤون المرأة, أن هذا الكتاب ليس لاختزال ما حدث للنساء أثناء الحرب, بل وثيقة شاهدة على ما اقترفه الاحتلال من جرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني بنسائه ورجاله.

وأضافت أنه وبعد توقف الحرب مباشرة, خرجت كاميرا المركز لتوثق كل تفاصيل الحياة الإنسانية التي عايشها قطاع غزة, وأنه أنتج العديد من الأفلام التي توثق هذا الحدث الفظيع.

وبينت بأن المركز قرر بعد الحرب مباشرة, أن يكون دوره باتجاه مشاريع دعم النساء المتضررات من الحرب, إذ تم توظيف 10 نساء في مؤسسات قاعدية على مستوى قطاع غزة, من أجل تقديم خدمات الدعم النفسي, كما تم تعيين 17 صحافية خريجة عملن على جمع قصص الكتاب, إضافة إلى دعم العديد من الطالبات الجامعيات, ومساعدتهن في مواصلة تعليمهن.

بدورها أكدت الكاتبة الصحافية, دنيا الأمل إسماعيل, التي أشرفت على تحرير وتدقيق الكتاب, على أن هذا الكتاب ليس فقط جهداً إنسانياً, بل وثيقة قانونية, يمكن استخدامها في المحافل الدولية, إذ تم تدقيقها ومراجعتها قانونياً.

وقالت بأن الكتاب مهما على صعيدين, فعلى الجانب المعلوماتي كان كتاباً مدققاً بشكلٍ جيد, ومتكامل المعلومات, أما على الصعيد الفني, فإن الصحافيات اللواتي كتبن القصص, كانت التجربة غنية لهن, فأصبحن قريبات من كاتبات القصة.

وأضافت أن هذا الجهد الصحافي يعتبر من التجارب الإنسانية الغنية في حياتها, فهو وليد جهد فريق عمل متكامل بإشراف مركز شؤون المرأة.

وأوضحت أن هذه القصص لا بد أن تدقق وتراجع بشكل جيد, وأن يتم مطابقتها مع التقارير الواردة في مراكز حقوق الإنسان, وما نشر حول نفس القصة في وسائل الإعلام المختلفة, من أجل تلافي تضارب المعلومات.

وتابعت بأن فريقاً مكوناً من عشر باحثات ميدانيات, موزع على مناطق قطاع غزة الخمس, عمل على جمع القصص من كل منطقة, وأن الصحافيات اللواتي كتبن القصص عايشن الحالات التي كتبن عنها, دخلن بيوتهن وجلسن معهن ومع أطفالهن.

واستطردت بأن الكتاب تطرق إلى تفاصيل إنسانية كانت تغيب عن نشرات الأخبار التقليدية, وأنه في كثير من الحالات, كان هناك صعوبة في الفصل بين الحالة الشعورية, للكاتبة والحدث كمعلومات مدققة, وهذا مثل تحدياً كبيراً للكاتبات, بذلن جهداً كبيراً من أجل محاولة التغلب على ذلك.

بدوره شدد تيسير محيسن, الخبير التنموي, وعضو مجلس إدارة مركز شؤون المرأة, على الأهمية المرجعية لهذا الكتاب, والقيمة الإنسانية والتوثيقية له.

وقال:"أعترف أنني لم أبك أثناء الحرب التي كنت أعرف أهدافها وتفاصيلها, لكنني أعترف الآن أنني بكيت وأنا أقرأ التفاصيل الإنسانية التي وردت في هذا الكتاب, وبكيت أيضاً وأنا أشاهد فيلم (بعيونهن)".

واعتبر محيسن بأن ما جرى أثناء الحرب يشبه رواية مدتها 20 يوم, جميعنا كنا جزءاً من تفاصيلها, وأن هذا الكتاب يأتي ليحاكم الماضي بما يعيننا على مواجهة الحاضر.

وأضاف بأن الكتاب هو رواية من فصل واحد, اختزلت كل عذابنا ومعاناتنا كفلسطينيين, وتجعلنا نتذكر بشكل حقيقي تفاصيل ما حدث وكأنه كابوس لنتساءل "هل الحرب كانت مروعة إلى هذا  الحد", والجواب نعم. وتابع:"الكتاب دليل إدانة ثانٍ بعد تقرير جولدستون, فهل يكفي لإيقاظ ضمير العالم"

ووجه محيسن نقداً لاذعاً لكافة صناع القرار على المستوى السياسي, قائلا:"الكتاب لا يبرز فقط حجم التضحيات, بل ويسلط الضوء أيضاً على نقاط ضعفنا وعوامل نكستنا, فهل يكفي لكي يتعظ الساسة".

وفي إشارة إلى البعد الإنساني للقصص قال:"هو صفحات مبللة بالدموع والدم, تظهر حربنا العادلة, فالحرب على غزة كانت حرباً على المشروع الوطني, وصمود النساء هو جزء من صمود الشعب بأكمله".

وطرح محيسن عدة تساؤلات أثارها في ذهنه الكتاب, أبرزها, كيف نواجه حرباً قادمة دون هذا الحجم من الخسائر, وكيف نحقق انتصاراً حقيقياً لا وهمياً".

وختم حديثه بالقول أن الكتاب لا ينقصه إلا الترجمة لكل لغات الدنيا. 

وفي نهاية الحفل, تم توزيع شهادات تكريم على الصحافيات اللواتي شاركن في كتابة القصص, والأخصائيات اللواتي عملن في إطار الدعم النفسي للمشروع, والفريق الإداري والتنسيقي للمشروع.

كما تم توزيع نسخة من الكتاب على الحضور, إضافة إلى إسطوانة مدمجة للكتاب الذي تم طباعة ألف نسخة منه, سيتم في وقت لاحق توزيعها على المؤسسات الأهلية والإعلامية والحقوقية في قطاع غزة.