خبر رفح تغرق في الظلام بعد تحويل نصف كهربائها لخانيونس

الساعة 05:41 ص|07 ابريل 2010

رفح تغرق في الظلام بعد تحويل نصف كهربائها لخانيونس

فلسطين اليوم-غزة

لم يعد وضع الكهرباء في مدينة رفح كما كان عليه قبل نحو شهر، فالمدينة الحدودية التي أضيئت لسنوات بواسطة الكهرباء المصرية باتت تعاني أكثر من أية منطقة أخرى في القطاع بعد أن أقدمت شركة توزيع الكهرباء في خطوة غير مبررة على ترحيل كمية من حصة المحافظة لمدينة خان يونس المجاورة، بدعوى تخفيف أزمة الأخيرة.

في بادئ الأمر قيل إن الترحيل اضطراري نظرا لعطل أحد الخطوط المغذية لمدينة خان يونس لكن سرعان ما اتضح أن ما حدث يأتي ضمن خطة شاملة أعدتها الشركة بدعوى توزيع الأحمال، وكان وقعها كارثيا على سكان المحافظة الذين باتوا يفتقدون الكهرباء.

معاناة كبيرة

المواطن هشام حماد كان يتجول في سوق البضائع المصرية "النجمة" وسط مدينة رفح، يبحث عن مولد كهرباء يشتريه ليخفف معاناة أسرته المتواصلة جراء انقطاع التيار الكهربائي.

حماد أكد أنه ضاق ذرعا بممارسات شركة توزيع الكهرباء وبإصرارها على افتعال أزمات متتالية والتضييق على المواطنين، متسائلاً عما فعلته كمية التيار البسيطة التي رحلت من حصة رفح، وهل أسهمت في حل المشكلة في مدينة خان يونس؟

وأوضح حماد أنه ورغم الضائقة المالية التي يمر بها إلا أنه اضطر لشراء مولد ليحافظ على مستقبل أبنائه التعليمي، خاصة وأن العام الدراسي على وشك الانتهاء وان أبناءه بحاجة للإنارة ليتمكنوا من الدراسة.

وبين حماد أنه ورغم خشيته من المولدات التي زادت الحوادث الناجمة عنها، مؤخرا، إلا أنه لم يجد بدا من شرائه، متمنيا أن تحل أزمة الكهرباء في أقرب وقت ممكن.

أما المواطن حازم خليل من سكان حي التنور شرق المحافظة فأكد أن أزمة الكهرباء باتت أشد من أي وقت مضى، موضحا أن ساعات الفصل تزيد يوميا على 12 ساعة.

وأوضح خليل أن أزمة الكهرباء أنتجت أزمة مياه خانقة، لافتا إلى أن مياه الشرب لم تصل منزله منذ خمسة أيام ما اضطره لشراء خزان متنقل من المياه ليلبي احتياجات أسرته.

المواطن محمد خضر وكان يشتري خضراوات من سوق رفح المركزية أكد أن كل ما كان مخزنا في ثلاجته تعرض للتلف واضطر للتخلص منه نظرا لانقطاع التيار الكهربائي فترة طويلة.

وأوضح خضر أنه بات مضطرا لشراء حاجات أسرته من اللحوم والخضراوات يوما بيوم وهذا أضاف إليه أعباء مادية كبيرة، خاصة أنه يقطن بعيدا عن مركز المدينة ووصوله للسوق يكلفه وقتا ومالا.

ولفت إلى أن وصول التيار للمنزل يعتبر مناسبة تستحق الاحتفال، مقسما أن أبناءه يهللون ويصفقون عند وصول الكهرباء التي عادة ما تنقطع أكثر من مرة خلال وصولها.

يذكر أن فصائل وتنظيمات بينها حزب الشعب الفلسطيني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كانت احتجت سلميا على سياسة الشركة ونظمت اعتصامات أمام مقرها برفح، غير أن الشركة هاجمت الفصيلين واتهمتهما بالتحريض ودعتهما للاعتذار.

تساؤلات

من جهته، تساءل النائب عن كتلة فتح البرلمانية أشرف جمعة عن الجهة المسؤولة في التسبب بأزمة الكهرباء الكبيرة التي يعاني منها المواطنون في رفح؟

وأكد جمعة في حديث لـ صحيفة"الأيام" أن الكهرباء المصرية أعطيت كي تكون مدينة رفح الحدودية مضاءة، داعيا الجهات المعنية لتقديم مبررات منطقية توضح من خلالها أسباب ترحيل كمية من كهرباء رفح، لا سيما وأن سحب الكمية المذكورة لم ينه أزمة الكهرباء المتواصلة في القطاع، ولم يخفف من حدتها.

وأشار جمعة إلى أن أزمة الكهرباء في رفح كبدت المواطنين خسائر اقتصادية، وتسببت في مشاكل اجتماعية كبيرة، خاصة أن الكثيرين من الفقراء عاجزون عن شراء مولدات.