خبر فتح تبدأ مرحلة الاستعدادات الحقيقية لخوض الانتخابات المحلية

الساعة 04:57 ص|07 ابريل 2010

فلسطين اليوم-القدس العربي

 تكثف الاوساط القيادية العليا في حركة فتح في هذه الايام من عملها، استعدادا لخوض غمار الانتخابات المحلية القادمة التي ستجرى في تموز (يوليو) القادم في الضفة الغربية، بغية تحقيق نتائج ايجابية عكس التجربة الماضية التي منيت فيها الحركة بخسارة امام خصمها السياسي حماس.

ورغم ان هذه النسخة من الانتخابات لن تشهد مشاركة حماس، والتي منحت آخر انتخابات محلية اجريت في العام 2005، اعضاءها السيطرة على عدد كبير من البلديات الفلسطينية في الضفة وغزة، الا ان قيادة فتح تشعر بقلق، خشية من مفاجآت قد تحدث في هذه الانتخابات التي ستكون مرآة للانتخابات البرلمانية القادمة التي تطمح الحركة في الحصول على اعلى النسب اذا ما اجريت.

وتفيد معلومات وصلت 'القدس العربي' من مصادر مطلعة في فتح، ان الحركة تخشى ان تقوم حماس التي لن تشارك في الانتخابات بدعم مرشحين قريبين منها، يخوضون المعركة الانتخابية تحت ما يسمى 'مستقلين'.

وكانت حركة حماس الخصم السياسي لفتح والمسيطرة على قطاع غزة اعلنت رفضها إجراء الانتخابات في القطاع، وقالت ان تنفيذها في الضفة يساهم في تكريس الانقسام.

واضافة الى خشية فتح من 'مستقلي حماس'، فان هناك اوساطا في الحركة لا تقلل من خطورة تيارات المستقلين في الضفة الغربية والممثلة في 'منتدى فلسطين' الذي يرأسه الاقتصادي الفلسطيني المعروف منيب المصري، و'الطريق الثالث' الذي يرأسه الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء، و'المبادرة الوطنية' التي يرأسها الدكتور مصطفى البرغوثي، اذا ما قررت خوض غمار الانتخابات في قوائم بعيدة عن تحالفات فصائل منظمة التحرير، خاصة وان هناك حضورا لهذه التيارات في بعض مناطق الضفة.

وترى تيارات المستقلين ان الانتخابات المحلية ستكون مقياسا لحجم قوتها في الشارع الفلسطيني اذا ما قررت خوض الانتخابات التشريعية.

وكانت لجنة الانتخابات المركزية انهت مؤخرا مرحلة تحديث سجل الناخبين للانتخابات المحلية التي ستجرى يوم 17 تموز (يوليو) من العام الجاري، وبدأت الاجهزة الفنية في لجنة الانتخابات بادخال ومعالجة بيانات المواطنين الذين قاموا بالتسجيل خلال فترة التحديث والبالغ عددهم 201438 مسجلا.

وبحسب ما ورد لـ 'القدس العربي' من معلومات فان اللجنة المركزية لحركة فتح وزعت خلال اجتماعها الاخير مهام الاشراف على ادارة ملف الانتخابات التي شكلت له في السابق مفوضية عليا يشرف عليها محمد المدني، على اعضاء اللجنة المركزية كل حسب سكنه.

فأوكلت مهمة الاشراف على الانتخابات في اقاليم جنوب الضفة والتي تضم الخليل وبيت لحم، الى كل من اللواء جبريل الرجوب، وعباس زكي، واقليم رام الله الى حسين الشيخ، واقليم نابلس الى محمود العالول وجمال محيسن، واقليم جنين الى عزام الاحمد، واقليم طولكرم لتوفيق الطيراوي، وجميعهم اعضاء في مركزية الحركة.

وبحسب ما اتفقت عليه المركزية فان كل عضو في المركزية يشرف على اقليم سيستعين باعضاء فتح في المجلس التشريعي في المدينة، الى جانب قيادة فتح هناك، للاشراف على العملية الانتخابية التي ستبدأ باختيار ممثلي الحركة الذين سيخوضون غمار الانتخابات.

وبدا قلق حركة فتح واهتمامها الكبير في عملية الانتخابات والتحضير الجيد لها، عقب نتائج الانتخابات الاخيرة لمجلس الطلبة في الضفة الغربية، حيث شهدت هذه الانتخابات التي لم تشارك فيها حماس زيادة في حصة فتح في المقاعد، مع نقصان كبير في عدد الافراد الذين صوتوا لها مقارنة مع الانتخابات السابقة.

وتفيد الارقام الى انخفاض عدد من صوتوا لكتلة فتح في انتخابات جامعة بيرزيت الى 2000 صوت، فيما انخفض ايضا العدد وبشكل مماثل لمن صوتوا للكتلة في انتخابات جامعة النجاح.

وفي اشارة على حرص قيادة الحركة العليا على متابعة التفاصيل بشكل دقيق، ابتعادا عن النهج السابق الذي جلب الهزيمة لفتح في الانتخابات الماضية، ذكر محمود العالول مفوض التعبئة والتنظيم في مركزية فتح لـ 'القدس العربي' ان توزيع مهام الاشراف على القيادة جاء من باب 'الاهتمام العالي الذي توليه الحركة للانتخابات'.

واشار الى ان قيادة الحركة في اجتماعها الاخير ارتأت تطبيق هذا النهج الجديد، وعبر عن امله في تمكن الحركة من خوض غمار الانتخابات بتحالف مع فصائل منظمة التحرير بدون ان يحمل نظام 'المحاصصة'.

وفي هذا الاطار علمت 'القدس العربي' ان خارطة تحالفات فتح مع باقي فصائل منظمة التحرير لم تنته بعد، وتؤكد مصادر مطلعة ان هناك عقبات لا تزال تعترض التوافق على شكل التحالف، مع بعض فصائل المنظمة، خاصة الجبهة الشعبية.

وبحسب المعلومات المتوفرة فان الجبهة الشعبية مثلا طالبت حركة فتح ان تكون رئاسة بلدية بيت لحم وهي احدى البلديات الكبرى في الضفة من نصيبها او من نصيب شخصية مستقلة، على ان تشغلها سيدة، في خطوة تعد الاولى من نوعها في تاريخ هذه المدينة، وذلك بسبب وجود قاعدة كبيرة للجبهة في هذه المدينة، وهو امر لم يحسم بعد، اضافة الى ملف بلديات رام الله والبيرة ونابلس التي تطالب فصائل المنظمة بحصص كبيرة في تمثيلها، وهي مطالب ترفض فتح لغاية اللحظة قبولها، وتبحث عن حلول اخرى تكون ملبية لشروطها.

ويؤكد محمود العالول ان حركة فتح لا تزال في طور المشاورات مع جميع الفصائل للوصول الى تحالف، مشيرا الى ان اولوية حركته الآن 'التحالف مع كل القوى'، لكنه اكد في ذات الوقت ان التحالف 'لا يعني المحاصصة في تقاسم اعضاء المجلس البلدي'.

واكد ان فتح تسعى لوضع معايير للشخصيات التي تنوي مساندتها في الانتخابات، وقال ان لم تتوفر هذه الشروط في شخصيات فتحاوية فلا مانع من دعم آخرين من خارج الحركة.

وبعيدا عن خارطة التحالفات ترى قيادة فتح ان مرحلة اختيارها للشخصيات التي ستخوض الانتخابات ستكون الاصعب، كونها ستحدد مصير الحركة، وعلمت 'القدس العربي' ان قيادة الحركة في اجتماعها الأخير توافقت على عدم ترشيح شخصيات تعمل في السلك العسكري والامني، وان يكون التركيز في اختيار المرشحين على مدى قبولهم في الشارع.

وهو امر اكده محمود العالول الذي قال ان عملية الاختيار سيكون اساسها مهنية المرشح وحضوره وقدرته على جلب الاصوات، لافتا الى ان العاملين في قطاع الامن سيستثنون من عملية الترشح.

يذكر ان حركة حماس لا تزال تسيطر على مجالس بلدية مهمة في مدن الضفة الغربية الخاضعة لإمرة فتح، ومنها بلديات البيرة ونابلس، وتربط حركة حماس موافقتها على اجراء الانتخابات في غزة بإتمام عملية المصالحة الفلسطينية.

وكانت الحكومة الفلسطينية في رام الله قررت في وقت سابق حل المجالس المحلية في الضفة الغربية واعتبارها لجان تسيير اعمال لحين اجراء الانتخابات الجديدة.