خبر المباراة الودية في فلسطين قضية شغلت الشارع البحريني

الساعة 03:07 م|06 ابريل 2010

 

"هل سيلعب المنتخب البحريني في فلسطين أم لا؟" هذا السؤال الوحيد الذي ظل يطرح نفسه طوال الاسبوع الماضي وشغل الشارع البحريني بعد أن جاء الإعلان عن الدعوة التي تلقاها الاتحاد البحريني لكرة القدم من قبل رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب لخوض تجربة ودية في مدينة القدس على ملعب الشهيد فيصل الحسيني في الثامن والعشرين من شهر مايو القادم.

 

وتباينت معه العديد من الردود المختلفة على جميع الأصعدة الرياضية والسياسية ووصلت إلى أروقة البرلمان من خلال نواب المجلس التشريعي البحريني وموقفهم الرافض لهذه المباراة التي اعتبروها تطبيعا مع الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية .

 

وكان الخلاف الدائر حول هذه المباراة على مكان اقامتها، فقد اختار رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب مدينة القدس المغتصبة مسرحا لهذه التجربة الودية، وبالتالي اعترض السياسيون في البحرين على مكان المباراة، مشيرين ان المدينة المقدسة يحتلها الكيان الصهيوني، ودخول وخروج اي شخص منها يجب ان يكون عن طريق الحصول على تأشيرات إسرائيلية في جوازات السفر البحرينية وبالتالي الاعتراف بها وتطبيع العلاقات معها، وهي التي تعارض التعامل المباشر مع الكيان الغاصب.

 

ومن جهته أكد الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني الدعوة التي تلقاها اتحاد الكرة للعب هذه المباراة الودية، وأشار إلى رغبة المنتخب البحريني في تلبية الدعوة التي تلقاها من قبل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عن طريق رئيسها جبريل رجوب، وقال" تلقيت الدعوة من رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل الرجوب للعب مباراة ودية معهم في فلسطين، والاتحاد سيلبي دعوة الأشقاء في فلسطين ولعب مباراة ودية معهم" واضاف" المنتخب البحريني يتشرف باللعب مع شقيقه الفلسطيني في أي مكان وسنكون سعداء باللعب معهم في فلسطين".

 

وأكد سلمان بن إبراهيم أن اتحاد الكرة يرفض الاعتراف بإسرائيل وأنها لن تلعب في إسرائيل أو تسافر إلى هناك، وقال"سنلعب ضد فلسطين في فلسطين، ونحن لن نذهب إلى إسرائيل ولن نعترف بها أبداً"، وقال" لماذا يتم الزج بالسياسة والدين في الرياضة، إنها مجرد كرة قدم وسنلعب مع إخواننا في فلسطين دعماً ونصرة لقضيتهم الشائكة".

 

وجاء الموقف المعارض من ناصر الفضالة النائب البرلماني رئيس اللجنة البرلمانية لمناصرة الشعب الفلسطيني ورفضه لفكرة خوض المنتخب البحريني مباراته في فلسطين، مؤكدا أن رحلة اتحاد الكرة للأراضي الفلسطينية المحتلة وتوجهه للقدس أو ضواحيها نوع من أنواع التطبيع الرياضي، وترفضه السياسة البحرينية.

 

وأكد الفضالة عدم سكوته عما سيقدم عليه اتحاد الكرة، وانه سيثير معارضة الشعب البحريني تحت قبة البرلمان، مشددا على ضرورة احترام تاريخ الشعب البحريني وموقفه تجاه القضية الفلسطينية.

 

وأشار أن الزيارة تعني التعامل مع العدو الصهيوني، وحذر من خطورة الوقوع في فخ الكيان الإسرائيلي.

 

وعبر العضو البرلماني جاسم السعيدي في تصريحات إعلامية عن رفضه القاطع لأي تعامل مع الكيان الإسرائيلي الصهيوني، معتبراً حصول تأشيرات دخول إسرائيلية للأراضي المغتصبة للاعبي المنتخب البحريني أمراً في بالغ الخطورة لا ينبغي القيام به أبدا.

 

وأشار إلى أن دخول لاعبي المنتخب للأراضي المحتلة التي تقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي هو تعامل رسمي مع العدو الصهيوني ويندرج تحت مسمى التطبيع الرياضي، واشار إلى الخطوات البديلة كأن تقام المباراة في غزة بحيث لا تتم هناك أي معاملة مع حكومة الكيان المحتل، أو أن تقام على أرض البحرين.

 

وحذر السعيدي اتحاد الكرة من خطورة الخطوة التي تعتبر خرقاً للمبادئ والقيم التي يحملها الشعب البحريني للقضية الفلسطينية، كما أنها خرق لاتفاقيات عدم التطبيع التي أبرمتها البحرين مع الدول المعارضة للتطبيع.

 

وعلى الصعيد الحكومي أبدى الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني في تصريح لصحيفة البلاد دعم وزارة الخارجية لزيارة المنتخب البحريني إلى القدس المحتلة للعب مباراة كرة قدم مع نظيره الفلسطيني، معتبراً أن ذلك يعكس السياسة البحرينية في مساندة ومناصرة الشعب الشقيق، ولا يجب التعامل معها بتشنج.

 

وقال الوزير إن لعب المنتخب مع نظيره الفلسطيني على الأراضي المحتلة لا يدخل ضمن القرارات العربية الخاصة بمقاطعة إسرائيل.

 

وتعليقاً على المباراة المتوقعة بين المنتخبين أوضح الوزير أن هذا غير مشمول بمقاطعة إسرائيل، بل يتوجب علينا دعم الأشقاء الفلسطينيين، من خلال التواصل معهم حتى في أراضيهم المحتلة، معلقاً "فأنت عندما تزور السجين المحاصر لا تزور سجّانه".

 

وتفاوتت ردود الفعل من قبل لاعبي المنتخب البحريني حول لعب المباراة الودية في فلسطين، فأكد المدافع حسين بابا رغبته في تقديم الدعم المعنوي للشعب الفلسطيني، وأعرب عن سعادته للعب وخوض مباراة ودية في فلسطين مؤكدا دعمه ونصرته للشعب الفلسطيني الذي يعاني من قبل الكيان الصهيوني المحتل.

 

أما الحارس محمد السيد جعفر فقد رفض فكرة اللعب في القدس وهي محتلة من قبل اسرائيل، مؤكدا ان تواجدهم هناك سيكون اعترافا باسرائيل وزيادة معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة ان دخول الاراضي الفلسطينية إلى القدس سيكون من خلال القوات المحتلة هناك.

 

وأعرب اللاعب حسين علي "بيليه" عن سعادته بمشاركة إخوانه واشقائه من الشعب الفلسطيني في هذه المباراة، وأكد انه يتشرف باللعب هناك ودعم القضية الفلسطينية ورافضا في الوقت نفسه الاعتراف باسرائيل والدخول إلى فلسطين من خلال تأشيرات اسرائيلية.

 

أما المهاجم علاء حبيل فقد اعتبر دخول فلسطين عن طريق اسرائيل امر غير مقبول ولن يشارك في اي مباراة يكون لاسرائيل دور لها، معتبرا ان دخول القدس من خلال اسرائيل هو تطبيع مع الكيان المحتل وهذا امر لن يرضاه على نفسه.

 

الجدير بالذكر أنه في حال حصل الاتحاد البحريني لكرة القدم على الموافقات الرسمية لإقامة المباراة الودية بين المنتخبين الشقيقين ستكون البحرين ثالث بلد عربي يخوض مباراة في فلسطين المحتلة، بعد الأردن، وتونس.

 

ويذكر أن الكيان الاسرائيلي الغاصب يسعى في الآونة الأخيرة إلى تطبيع العلاقات مع الدول العربية المقاطعة له سياسيا من خلال الرياضة، وجاءت المشاركات الاسرائيلية من خلال لاعبيها في مختلف المنافسات والألعاب الرياضية ومنها لاعبة التنس شاهار بير التي خاضت بعض البطولات الدولية في الاراضي العربية وتحديدا في مدينتي دبي الاماراتية والدوحة القطرية.

 

وكانت الحادثة الابرز على صعيد منافسات الكرة رفض المنتخب المصري الأولمبي خوض تجربة ودية في القدس المحتلة، بعد الجدل الكبير والرفض القاطع من الشارع المصري لهذه المباراة التي اعتبروها تطبيعا مع الكيان الغاصب، وشنت أوساط المعارضة المصرية دعواتها لرفض المباراة التي سيضطر معها المنتخب المصري إلى التطبيع مع الاسرائيليين لحصول اعضائه على تأشيرات اسرائيلية لدخول القدس.

 

وقوبلت بالرفض ايضا العديد من الدعوات التي قدمها الاتحاد الفلسطيني إلى بعض الرياضيين للتواجد في القدس، وكان أبرزها الدعوة التي تلقاها النجم الدولي المصري المحبوب لاعب النادي الاهلي محمد أبوتريكة من قبل الاتحاد الفلسطيني للتواجد في القدس؛ من أجل تكريمه على هامش المباراة الودية التي ستقام بمناسبة يوم الأرض واعتذر عن تلبيتها مؤكداً في تصريح سابق لموقع "سوبر" اعتذاره حينما قال" أعتذر وأنا في منتهى الحزن عن عدم تلبية الدعوة من الأشقاء في فلسطين ، فأنا لن أزور القدس ولن أصلي في المسجد الأقصى، أولى القبلتين، وفلسطين الغالية مازالت محتلة".

 

وسطر التاريخ العديد من الحوادث للاعبين عرب ومسلمين رفضوا اللعب مع أنديتهم الأوروبية أمام فرق من "إسرائيل"، ولعل أحد هذه الحوادث عندما رفض اللاعب السعودي حسين عبدالغني قبل عامين الذهاب إلى "إسرائيل" مع فريقه السويسري نيوشاتل.

 

وفي الجانب نفسه، رفض المدرب المصري حسن شحاتة عرضا كان قد تلقاه لتدريب المنتخب الإسرائيلي قبل حوالي شهرين، عندما قال كلمة جاءت لتعبر عن رفضه الشديد لهذه الفكرة، وقال شحاتة الذي قاد منتخب مصر لتحقيق العديد من البطولات حولته إلى بطل قومي هناك" الموت جوعاً اشرف لي ولأسرتي من مجرد التفكير في تدريب منتخب (إسرائيل)".

 

وقال كذلك: "يتصور الصهاينة أنه من الممكن أن أقبل بمهمة تدريب منتخب من قتلة الأطفال والنساء والشيوخ، وأسهم في رفع اسم فريق يمثل دولة احتلال!!"، وأضاف ساخراً:" لطالما سمعت أن إسرائيل تقتل العرب لكن هذه المرة الأولى التي أسمع فيها أنها تلعب كرة القدم!".

 

وعلى الصعيد الديني أكد الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى عن رفضه زيارة أي عربي أو مسلم للقدس بتأشيرات إسرائيلية، باعتبارها تطبيعا، ودعا عكرمة المسلمين والعرب الحاصلين علي جنسيات أجنبية فقط لزيارة القدس، على اعتبار أنهم سيدخلون بجنسياتهم الأجنبية.

 

في المقابل، رفض الدكتور عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية المصرية مثل هذه الخطوة، معتبرا عدم الجواز لأي مسلم زيارة القدس تحت العلم (الإسرائيلي)، سواء كان في أوروبا أو روسيا أو في أي مكان.

 

موقع سوبر