خبر العقدة السياسية: الى اين نمضي؟ .. إسرائيل اليوم

الساعة 10:33 ص|06 ابريل 2010

العقدة السياسية: الى اين نمضي؟ .. إسرائيل اليوم

بقلم: زلمان شوفال

مع انقضاء زيارة بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة كتب في احدى الصحف أنه تساءل "ماذا يريدون مني؟". السؤال هو سؤال بيقين، أي ما الذي تريده واشنطن حقا ولماذا؟

أعطي للجزء الاول من السؤال جواب على صورة المطالب التي عرضها اوباما لكن فيما يتعلق بالجزء الثاني، اي اسباب المطالب، قد يكون هناك أكثر من تفسير واحد. يثير محللون في واشنطن تخمين أن الرئيس يزيد على عمد لهب الازمة ما اسرائيل من أجل تقديم استراتيجيات تقاربه والعالم العربي والاسلامي، وهي استراتيجيات عبر عنها تعبيرا واضحا منذ يومه الاول في البيت الابيض. وقد قال ذلك ايضا في خطبته في القاهرة، وقبل ذلك، في خطبة أداء اليمين الدستورية التي اشتملت على جملة "نحن نريد التقدم مع العالم الاسلامي في طريق جديد يقوم على المصالح المشتركة والتقدير المتبادل".

أي انه يوجد من يعتقد أن دافع الادارة الحقيقي في الازمة المتكلفة مع اسرائيل ليس ارضاء الطرف العربي فقط من أجل الاتيان به "لمحادثات التقارب"، بل زيادة دفع الازمة من أجل تقديم استراتيجية التقارب بين أمريكا والعالم الاسلامي. قد يوجد بطبيعة الأمر مبالغة في النظريات المذكورة آنفا وأن الادارة تعتقد حقا انها قادرة على احراز اتفاق اسرائيلي – فلسطيني "في غضون سنتين"، ولهذا يجب عليها ان  تظهر، في هذه المرحلة في الاقل ميلا زائدا الى المواقف الفلسطينية.

يزعم أحد كبار مسؤولي ادارة الرئيس كلينتون أن الادارة تسعى الى صياغة خطة سلام منها لضمان تأييد العرب ولتقدمها لاسرائيل على أنها "المحامية عن العرب بدل اسرائيل". مهما يكن الأمر، البشاشة بالعرب "لم يسبق لها مثيل"، كما يعترف حتى جيمس زغبي، صاحب الدعاية الامريكي العربي المعروف.

من جهة أخرى، في عدد من الصحف الامريكية وفي الكونغرس يزداد انتقاد الادارة. تعلمون أن المحلل توم فريدمان لا يصرف انتقاده لاسرائيل. لكنه حذر من محاولة الربط بين أعمال اسرائيل وسلام جنود الولايات المتحدة في العراق وافغانستان. ويتحفظ آخرون من التصريحات التي يمكن تفسيرها على أنها أخذ بالرواية العربية، أي ان "العناد" الاسرائيلي هو سبب النزاع.

كذلك ما فسر على أنه سلوك اذلال لرئيس الحكومة أثار انتقادا في وسائل الاعلام الامريكية وفي الكونغرس. ويبدو انه بسبب ذلك، ولمنع تهاوي تأييد اليهود للادارة، بادر مستشار الرئيس السياسي الرفيع ديفيد اكسلرود الى بيان ان الحديث في الحقيقة عن "محادثة عمل" بين صديقين.

لكن على أية حال، النتيجة المتوسطة هي تشدد واضح آخر في الجانب العربي، وعدم ثقة بالتزامات امريكية من الجانب الاسرائيلي (يبين استطلاع تم قبل اللقاء بين اوباما ونتنياهو ان 9 في المائة فقط من الاسرائيليين يعتقدون ان الادارة تشايع اسرائيل أكثر من العرب) ومس باحتمال أن تثمر المسيرة السياسية بيننا وبين الفلسطينيين نتائج ايجابية.

ما  زالت اسرائيل لم ترد على المطالب الامريكية. تلقى عليها مسؤولية عظيمة. يجب عليها ان تجد معادلة لا تخدم من جهة اولئك الذين يرمون الى افساد الصلة بين اسرائيل والولايات المتحدة، لكنها لا تضر من جهة أخرى بأسس وجودنا الأمني والقومي.

قد تقترح اسرائيل تفضلات معلنة وخطوات غير معلنة – لكن من المراد أن تثار أيضا اقتراحات ومبادرات منا. لا يوجد في الحقيقة أي ضمان لأن  تقبل الادارة هذه المقترحات لكنها قد تؤثر في الرأي العام الأمريكي.

وماذا عن الساحة الداخلية؟ عندما يهدد أشخاص من حزب العمل بالاستقالة من الائتلاف "اذا لم تتقدم مسيرة السلام"، فانهم يعززون دعاوى الجانب الفلسطيني ويبعدون احتمال تقديم المسيرة بالمشاورة مع امريكا. لا شك في أن لاسرائيل مصلحة حقيقية، ولو بسبب القضية الايرانية، في التوصل الى تفاهمات واتفاقات مع امريكا ومع العالم العربي ايضا وفي ضمنه الفلسطينيون. وذلك برغم عدم وجود استعداد من الفلسطينيين لانهاء النزاع بل للاعتراف باسرائيل على أنها دولة الشعب  اليهودي. يبدو ان السلام الحقيقي، كما في اوروبا الغربية قد تجاوزنا، لكن لا ينبغي الاشمئزاز ايضا من تسويات مرحلية بعيدة الأمد وهذه قد يمكن احرازها.