خبر في تباين واضح ..أسعار الحصمة في غزة منخفضة والاسمنت مرتفعة

الساعة 05:44 ص|06 ابريل 2010

في تباين واضح ..أسعار الحصمة في غزة منخفضة والاسمنت مرتفعة

فلسطين اليوم-وكالات -غزة

توقفت تقريباً أعمال التنقيب عن الحصمة على مقربة من الحدود الإسرائيلية بعد انخفاض سعرها بشكل كبير، ولم يتمكن عشرات العمال من بيع كميات بسيطة من الحصمة عثروا عليها بعد عناء ومشقة بسبب إحجام التجار وأصحاب ورش العمل ومصانع الطوب عن شرائها بأسعارها القديمة المرتفعة نسبياً.

 

وعكست حالة العاملين محمود أحمد وتامر البعلي مأساة عشرات العاملين الذين تفاجأوا بتدني أسعار الحصمة، إذ لم يتمكنا من بيع نحو طن من الحصمة مختلفة الأحجام بعد استنكاف التجار عن شرائها بالسعر المعتاد، ولم يدفع خمسة زبائن أكثر من 60 شيكلاً للطن الواحد مقابل نحو 150 شيكلاً سابقاً.

ورفض العاملان بيع هذه الكمية وعادا بها إلى منزل أحدهم بانتظار ارتفاع أسعارها، فيما بدا الإرهاق على الحمار الذي يستأجرانه بسبب طول فترة البحث عن زبون يشتري الحصمة بسعرها المأمول.

وظل العاملان لما بعد صلاة العشاء يبحثان عن مشتر لكن جهودهما باءت بالفشل وعادا إلى منزليهما مصدومين.

وبرر البعلي رفضه بيع الحصمة بعدم جدوى المردود المادي خاصة أن الستين شيكلاً ستقسم على ثلاثة أشخاص، هو وشريكه وصاحب الحمار.

وأبدى استهجانه الشديد لانخفاض الأسعار بشكل كبير خلال يوم واحد فقط، مشيراً إلى أنه قد يفقد فرصة عمل أنقذته من العوز خلال العشرة أيام الماضية.

وأكد البعلي في بدايات الثلاثينيات من العمر أنه سيكون محرجاً أمام والده الذي ينتظر المردود المادي ليتمكن من تعبئة أسطوانة الغاز التي فرغت، معرباً عن خشيته من عدم تفهم والده الأمر، ودعا شريكه إلى مرافقته للمنزل لتوضيح حقيقة ما جرى لوالده.

أما أحمد فكاد أن يذرف الدموع حزناً على ما حل بمردود عمله المرهق الذي يتجاوز يومياً العشر ساعات تحت الشمس الحارقة وفي ظل خطر داهم.

وأقسم وهو يغالبه التعب والنعاس أنه لم يذق الطعام منذ الصباح، معرباً عن خشيته من استمرار انخفاض الأسعار.

وقرر العاملان عدم العودة إلى الحصمة والتنقيب ما دامت الأسعار بهذا الشكل، مشيرين إلى نيتهما البحث عن مصدر آخر للرزق.

وفي السياق ذاته، فضل العامل محمد صبحي الذي صدم هو وأشقاؤه بانخفاض الأسعار تخزين الحصمة على بيعها بهذا السعر البخس، مؤكداً أن تعبهم وشقاءهم يستحقان أكثر من هذا السعر.

وقرر صبحي وقف العمل حتى تعود الأسعار إلى طبيعتها، إذ كان يتراوح سعر الطن الواحد بين 140 و170 شيكلا.

وبدا صبحي في حيرة شديدة بعد هذا الانخفاض، خاصة أنه وثلاثة من أشقائه يعتمدون على هذه المهنة، وقال إن العديد من المقاولين رفضوا شراء الحصمة بعد أن سمعوا عن نية إسرائيل بإدخال مواد البناء، مضيفاً إنهم أبلغوه بأنهم ينتظرون دخول الحصمة الإسرائيلية الأكثر جودة والأقل سعراً.

أما المواطن محسن الجدع فقد توقف عن شراء مواد البناء المهربة، وقرر تجميد بناء منزله، تحدوه آمال كبيرة علقها المواطنون مؤخراً على القرار الإسرائيلي.

وقال الجدع إنه سينتظر الأيام القادمة أملاً في توفر مواد البناء بسعر معقول، مشيراً إلى أن شراء الأسمنت بشكل رسمي بسعر 400 شيكل للطن لا يقاس بشرائه مهرباً بنحو 1350 شيكلاً.

وتأثرت سوق الأسمنت بالقرار الإسرائيلي وشهدت تراجعاً ملحوظاً في الإقبال على الشراء، ويؤكد أحد تجار الأسمنت المهرب أن الطلب انخفض كثيراً وأنه لم يتلق خلال اليومين الماضيين إلا 20% من مجموع ما كان يتلقاه.

وقرر التاجر وقف شراء الاسمنت لاسيما وأن سعره مرتفع ويصل إلى 1400 شيكل، متوقعاً أن يشهد إقبالاً خلال الأيام القادمة بعدما يتضح أن قوات الاحتلال لن تدخله للقطاع بكميات كبيرة.

وعبر نظير رمضان أحد الذين يعملون في سحب الاسمنت من الأنفاق عن قلقه من توقفه عن العمل خلال اليومين القادمين بسبب تدني الطلب على الاسمنت المهرب، معربا عن دهشته مما أسماه جهل المواطنين والتجار بسياسة إسرائيل.

وعبر عن قناعته بعدم جدية إسرائيل إزاء إدخال مواد البناء إلى غزة في المدى المنظور.