خبر قل كلمة لاوباما- يديعوت

الساعة 09:36 ص|04 ابريل 2010

قل كلمة لاوباما- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعرف أنه في مشكلة عويصة مع البيت الابيض. في نهاية الاسبوع بذل جهدا مشوقا لايجاد مسارات الى قلب براك اوباما. الكاتب ايلي فيزل، الذي وصل على شرف العيد في زيارة الى اسرائيل، تلقى مكالمة هاتفية من مكتب رئيس الوزراء طلب منه فيها على عجل اللقاء مع نتنياهو. ويوم الجمعة بعد الظهر وصل فيزل الى منزل نتنياهو في قيساريا.

اوباما معجب بفيزل، الناجي من الكارثة والحاصل على جائزة نوبل. وهو يرى فيه شخصية قدوة في الكفاح من أجل حقوق الانسان. عندما قرر اوباما ان يزور معسكر الابادة في بوخنفالد، في طريق عودته من خطابه في جامعة القاهرة طلب من فيزل أن يرافقه في الزيارة وان يكون صاحب الكلمة الرئيس في الاحتفال الذي يعقد هناك. وقد دعا اوباما فيزل للانضمام اليه في رحلته في "اير فورس 1" الى واشنطن.

وفي اثناء الرحلة الجوية قرأ فيزل صيغة خطاب اوباما في القاهرة، وأبدى له ملاحظة بانه لا يوجد مجال للمقارنة بين المعاناة التي اجتازها اليهود في الكارثة والمعاناة الفلسطينية. اوباما اقتنع، وعدل النص في الخطاب الذي القاه بعد عودته الى الولايات المتحدة.

على هذه الخلفية طلب نتنياهو من فيزل اللقاء مع اوباما في اقرب وقت ممكن واقناعه بانه مخطيء في فهم الدوافع والخطوات لنتنياهو وحكومته. فيزل أنصت، قال لنتنياهو انه سيلتقي قريبا في وجبة غداء مع الرئيس، وسيتوسع في المواضيع التي طرحها نتنياهو.

نار زائدة

 كان لفيزل سبب وجيه في الغضب من نتنياهو. الى جانب مفكرين يهود آخرين تجند قبل سنة للكفاح ضد تعيين وزير الثقافة المصري فاروق حسني امينا عاما لمنظمة اليونسكو. وكان حسني اطلق في الماضي ملاحظات متشددة للغاية ضد التعاون مع اسرائيل ودعا الى احراق كتب الاسرائيليين. ودون أن يقول شيئا لفيزل وزملائه، قرر نتنياهو اخراج ممثلي اسرائيل من الصراع. اعتباره كان مشروعا. فقد اعتقد أن علاقات اسرائيل مع مبارك اهم من اليونسكو – ولكن الشعور بالاهانة كان لاذعا. رغم غياب اسرائيل الرسمية، فان فيزل وزملاءه نجحوا في هزيمة المرشح المصري. ولكن فيزل ليس من الذين يشعرون بالاهانة، وليس حين يدور الحديث عن دولة اسرائيل. وهو سيفعل قدر استطاعته.

في الاسبوع القادم سيسافر نتنياهو الى واشنطن مرة اخرى، الى مؤتمر دولي بادر اليه اوباما بهدف تقييد نشر السلاح النووي. نتنياهو سيتحدث عن ايران، ولكن ليس مؤكدا ان يساعد وجوده هناك في صد النووي الايراني. ربما العكس: فهو سيسمح لزعماء دول مختلفة، وعلى رأسها دول عربية، لان يضعوا في رزمة واحدة ايران واسرائيل. في هذه المناسبة الاحتفالية، حين يكون العالم قلقا من القنبلة الايرانية، فانهم سيضغطون باتجاه تعطيل القنبلة الاسرائيلية ايضا. وجود نتنياهو في المؤتمر من شأنه ان يجتذب نحو اسرائيل نارا زائدة.

انجاز ايال غباي

 الصراع في سبيل اقامة قسم الطوارىء في مستشفى برزيلاي في عسقلان حسم، أغلب الظن. مدير عام ديوان رئيس الوزراء، ايال غباي، الذي خوله نتنياهو بمعالجة القضية، يوشك على أن يرفع الى الحكومة تقريرا قصيرا، من صفحة ونصف يوصي بما لا لبس فيه ببناء القسم حسب الخطة الاصلية، خلافا لرأي نائب وزير الصحة يعقوب ليتسمان. القبور، كما يقرر غباي، ليست ليهود. وهي ستنقل الى مكان آخر. 

الحكومة، التي قررت قبل نحو اسبوعين بناء القسم على مسافة نحو 200 متر من المستشفى – بكلفة اضافية بنحو 90 مليون شيكل وبتأجيل لسنوات في البناء – ستصوت على الخطة من جديد. ويكاد لا يكون هناك شك في أنه في التصويت الاضافي ستتراجع الحكومة وستقر الخطة الاصلية.

هذه النتيجة معناها انتصار للعقل السليم، للضغط الجماهيري، الذي حملته هذه المرة اساسا صفحات "يديعوت احرونوت" ولتصميم المدير العام غباي. وقد تكون للقرار آثار سياسية، بما في ذلك ضغط من كتلة يهدوت هتوراة للانسحاب من الائتلاف.

  وسيدعو غباي الى نقل القبور وبناء قسم الطوارىء في مكانها حتى لو لم يتوصل الى تفاهم مع نائب الوزير ليتسمان.

أمس، في حديث معي، أوضح غباي بانه لا يدير مفاوضات مع "اترا كديشا"، المنظمة الاصولية التي تعارض اخلاء القبور. في نظره هذه منظمة متطرفة لا ينبغي لحكومة اسرائيل أن تتفاوض معها. حتى على المستوى العملي محظور السماح لهذه المنظمة أن تملي اراءها على السياسيين الاصوليين.

 في نهاية الاسبوع صد غباي محاولة وساطة من جانب البروفيسور اليعيزر (غازي رحميلوفتش) الذي كان طبيبا كبيرا في هداسا. فقد توجه رحميلوفتش الى نتنياهو – ولهما معرفة شخصية بينهما – واقترح خدماته. نتنياهو اوضح بعد ذلك بانه قال انه لا يعالج الموضوع واقترح على رحميلوفتش الحديث مع غباي.

 توجه رحميلوفتش الى غباي. وحسب غباي فقد قال له انه يعرف الحاخام دافيد شميدل، رئيس أترا كديشا وانه سيضم لقاءا مشتركا لشميدل مع كل الجهات – مع غباي، مع مدراء مستشفى برزيلاي، مع ليتسمان ومع شوكا دورفمن، مدير عام سلطة الاثار.

غباي قال له انه لا يعارض أن يلتقي مع من يريد، ولكنه ملزم بالايضاح للجميع بانه لا يتحدث عن رئيس الوزراء او عن ديوانه. كانت له محادثة صعبة مع رحميلوفتش. ليتسمان، بعد التشاور مع غباي رفض المجي الى اللقاء. مدراء برزيلاي رفضوا هم ايضا. وفي نهاية المطاف التقى رحميلوفتش مع شميدل وحده. رحميلوفتش رد بان "لا تعقيب" على اسئلتي في هذا الموضوع.

"لا يوجد عندي مبعوثون او متطوعون"، قال لي غباي أمس. "انا لا اؤمن بالمندفعين".

       "رئيس الوزراء لا ينشغل في ذلك. أنا المسؤول"، اضاف غباي. "القبور ليست لليهود. ونحن سنبني هناك، حسب الخطة الاصلية. انا لا اعمل عند ليتسمان. انا اعمل عند دولة اسرائيل".