خبر نائل البرغوثي عذراً أيها الرجل

الساعة 07:04 م|03 ابريل 2010

نائل البرغوثي عذراً أيها الرجل

فلسطين اليوم: فؤاد الخفش*

 

جرت العادة أن أكتب في كل عام في مثل هذا التاريخ مقالاً عن عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب نائل البرغوثي أذكر فيه انتقال الأسير نائل من سنة إلى أخرى ، وأنا أذكر خصال هذا الفارس الذي لو خصصت مجلدات لكي أصف مآثره لما استطعت فنائل كما قلت سابقاً مدرسة نضالية مميزة ورجل لا مثيل له في السجون صاحب ابتسامة مميزة ومكانة مرموقة بين جموع الأسرى من كافة الفصائل والاتجاهات.

 

أبو الجميع وشقيق الجميع وعميد الأسرى القارئ البسام الرياضي رجل الوحدة ورجل المواقف مدرسة بحد ذاته بصفات عديدة ومناقب لا يشاركه بها أحد إنه نائل الإنسان إنه نائل العملاق إنه نائل يا رجال.

 

لا يوجد على وجه الخليقة ولم أسمع ولم أقرأ في كتب التاريخ القديم منه والحديث أن إنساناً أمضى كل هذه المدة في الأسر.. لو كان نائل في دولة تقدر الرجال وتقدر مناضليها لنصب له في كل ميدان وكل حي تمثال ، ولكننا في بلاد للأسف الشديد من طباعها التنكر للرجال

 

سمعت قبل أيام من شقيق نائل الأسير المحرر ما أثلج صدري وأبكي عيني قال عمر البرغوثي الذي أمضى أكثر من 25 عاماً في سجون الاحتلال هذا العام لن نعمل لنائل بوسترات ولن نرفع صوره ولن نذهب لنعتصم على ساحة المنارة في رام الله ... لقد آثرت أن أحتفل بطريقتي الخاصة فقد قمت باستصلاح قطعة أرض وزرعت بها 384 شجرة زيتون وكل شجرة ترمز لشهر أمضاه هذا المغوار في سجون الاحتلال.

 

كلام عظيم وطريقة جديدة... الزيتون رمز العطاء الشجرة المباركة صاحبة جذور قوية في الأرض قيمة في التربة وهكذا نائل عظيم عظم الزيتون جذوره ممتدة في عمق الأرض ورأسه عالية تعانق عنان السماء إنه رمز العطاء والتضحية والفداء.

 

يحتج علي البعض حينما أصف الجهود المبذولة من أجل تفعيل قضية الأسرى بأنها جهود مشتتة ، وآخرون يصفونني بأنني أزاود على الفصائل الفلسطينية حينما أقول أنها تركت مناضليها ونسيتهم في غيابة الجب كل هذه العقود والسنين ، ولكنها الحقيقة يا كرام .

 

آلاف مؤلفة مرت خلال العقود الثلاثة التي انتهت على نائل وهو في أسره كانوا رفاق قيد وأفرج عنهم وأصبحوا أحراراً كم شخصاً منهم  تراه يتحدث عن نائل كم أسيراً محرراً من رفاق نائل نقل صرخات نائل التي يخرجها بلا صوت كم شخصاً زار بيته .

 

لقد تنكر رفاق قيد نائل لنضالات نائل وجهاد نائل وسنين نائل التي أمضاها في الأسر وهذا هو واقع الحال للأسف الشديد فماذا أقول لك يا سيد نائل .

 

تعجز الكلمات أمام شموخك وتضيع المعاني أمام عظمة فعالك وتبقى كلماتنا هي الوحيدة التي نختبئ خلفها نداري عجزنا وقلة حيلتنا.

 

عذراً سيد الرجال فبعد كل هذه السنين التي أمضيتها بالأسر ومع دخولك عامك ال34 في الأسر نقول لك إن فلسطين التي قاتلت من أجل ترابها الطهور وأسرت كل هذه السنين ما زال حالها كحالك أسيرة يحكمها من يتحكم في قيدك ويغلق عليك باب زنزانتك... وكما تعلم أصبحنا أكثر فرقة وأصبح لدينا كيان هناك وكيان هنا وأصبح رفاق السلاح وإخوة النضال متخاصمين كل يلعن أخاه والقدس والأقصى نتحدث عنها في المناسبات أما عن أزمة المصطلحات وكلامات التخوين والأوصاف الدخيلة فهي على شاشات الفضائيات أمام العالم كل العالم .

 

عذراً يا سيد الرجال لم نحفظ وصيتك ولم نسر على دربك وانقسمنا على أنفسنا... عذراً يا سيدي أبا النور وحسبك أن الله يعرفك يا فارساً تربع في سويداء الباحثين عن مجد قادم ومستقبل مشرق ووطن بلا حدود ولا قيود ولا سجون.

 

 

* باحث متخصص بشؤون الاسرى، مدير مركز احرار.