خبر الشيخ سلامة يندد بقرار بناء كنيس (فخر إسرائيل)

الساعة 11:05 ص|03 ابريل 2010

الشيخ سلامة يندد بقرار بناء كنيس (فخر إسرائيل)

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

ندد الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس بقرار سلطة الآثار الإسرائيلية المتضمن الإعلان عن مخطط لبناء كنيس كبير يدعى ( فخر إسرائيل ) على بعد مائتي متر فقط عن المسجد الأقصى المبارك .

 

وقال سلامة : " إن هذا القرار يأتي في وقت تتعرض فيه المدينة المقدسة بصفة عامة والمقدسات بصفة خاصة إلى مذبحة إسرائيلية في محاولة لتزييف التاريخ وتغيير الواقع ".

 

وبين سلامة أن هذا المخطط الجديد يأتي بعد افتتاح كنيس الخراب منتصف الشهر الماضي والذي يعد أكبر كنيس أقامته سلطات الاحتلال بجوار المسجد الأقصى المبارك، حيث جاء افتتاحه بعد إقامة أكثر من ستين كنيساً في المدينة المقدسية.

 

وأضاف، أن المخطط يأتي في ضوء قيام الجماعات المتطرفة الإسرائيلية باقتحامات متكررة للمسجد الأقصى المبارك لإقامة صلواتهم التلمودية وتلاوة ترانيمهم الدينية ، وكذلك قيام سلطات الاحتلال بإغلاق الطرق المؤدية للمسجد الأقصى المبارك ، وعدم السماح لمن هم دون الخمسين من أبناء القدس من الوصول للمسجد الأقصى المبارك ، في محاولة للتقليل من أعداد المصلين الذين يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك.

 

وحذر الشيخ سلامة من هذه الخطوة الجديدة والتي تأتي في سياق تهويد الأماكن المقدسة خاصة بعد القرار الإسرائيلي بضم المسجد الإبراهيمي بالخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم إلى قائمة التراث اليهودي .

 

وقال سلامة :" إن هذه الخطوات وإقامة الكنيس ما هي إلا توطئة لإقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك ، خصوصاً بعد المحاولات الفاشلة لتقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً ومكانياً ، وكذلك محاولاتهم لاختلاق تاريخ يهودي مزيف داخل المدينة المقدسة ، بالإضافة إلى محاولة إخفاء معالم المسجد الأقصى المبارك خاصة قبة الصخرة المشرفة، لأنها المعلم الأوضح والأبرز في مدينة القدس ".

 

وحمل الشيخ سلامة ، الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تلك الأعمال الخطيرة ، محذرا من أن ذلك سيؤدي إلى عواقب وخيمة لا يستطيع أحد التنبؤ بنتائجها، مؤكداً أن المساس بالمسجد الأقصى المبارك هو مساس بعقيدة جميع المسلمين في العالم، ويتنافى مع الشرائع السماوية، وكل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية.

 

ووجه الشيخ سلامة تحية إكبار وإجلال إلى المقدسيين وفلسطيني الداخل على صمودهم ومقاومتهم للاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين وثباتهم داخل المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس ،فهذه الوقفة المشرفة لهم هي التي منعت اليهود والمستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى المبارك مجدداً، كما وناشدهم بضرورة شد الرحال إليه دائماً. .

 

وقال سلامة : " إن المسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة ومدينة القدس بصفة عامة تمر بمرحلة حرجة جداً وخطيرة في هذه الأيام، نظراً لإجراءات التهويد المتسارعة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ".

 

وناشد الشيخ سلامة منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ولجنة القدس ورابطة العالم الإسلامي بضرورة التحرك السريع والجاد لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك قبل فوات الأوان، وضرورة العمل على وقف جميع الاعتداءات وحماية القدس والمسجد الأقصى المبارك ، وكذلك الضغط على المجتمع الدولي لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف هذه الاعتداءات الإجرامية على القدس والمقدسات خاصة والأراضي الفلسطينية عامة ، وضرورة فضح الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية التي طالت البشر والشجر والحجر.

 

كما طالب بضرورة العمل على مساعدة المقدسيين في شتى المجالات كي يبقوا مرابطين على أرضهم المباركة، حيث إنهم يدافعون عن الأقصى والمقدسات بالإنابة عن الأمتين العربية والإسلامية وذلك من خلال دعم ممنهج للمواطنين المقدسيين من خلال إقامة المشاريع الإسكانية للشباب ، ودعم الجامعات والمؤسسات التعليمية وفي مقدمتها جامعة القدس ، ودعم القطاع الصحي كمستشفى المقاصد والمطلع والمركز العربي وغيره، ودعم قطاع التجار الذي تغلق محلاتهم ويحاربون في أرزاقهم عن طريق الغرفة التجارية الفلسطينية في القدس ، والعمل على ترميم البيوت الآيلة للسقوط ، وتقديم الدعم لشريحة العمال ، والطلاب ، والأزواج الشابة ، وضرورة العمل على الدفاع عن الأراضي المهددة بالمصادرة ، وإقامة مراكز للتدريب المهني لفتح آفاق جديدة للشباب المقدسي ، وضرورة الاهتمام بمشاكل المقدسيين مثل الـتأمين والشيخوخة والضرائب وغير ذلك .

 

وناشد العالم المسيحي بضرورة العمل على إنقاذ المقدسات الدينية المسيحية في فلسطين بما فيها كنيسة المهد وكنيسة القيامة ، حيث إنهما ليسا ببعيدين عن تلك الانتهاكات الإسرائيلية أيضاً .

 

وفي الختام وجه الشيخ سلامة نداء إلى جميع الفصائل الفلسطينية وجماهير الشعب الفلسطيني بضرورة العمل على رص الصفوف وجمع الشمل وتوحيد الكلمة ، للدفاع عن المقدسات كافة، وعن المسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة، وشدّ الرحال إليه دائماً، لإعماره وحمايته من المؤامرات الخطيرة، التي باتت تشكل خطراً حقيقياً عليه.