خبر « ما اشبعت نوم، نعسان كثير ».. هل آن الاوان للعدول عن التوقيت الصيفي؟

الساعة 08:21 ص|03 ابريل 2010

فلسطين اليوم-الدستور الأردنية

"ما اشبعت نوم" ، "بعدني ما صحصحت مزبوط" ، "نعسان كثير" هذه العبارات وغيرها كثيراً ما نسمعها عند تقديم عقارب الساعة 60 دقيقة انسجاماً مع التوقيت الصيفي ، ومما لا شك فيه اننا نتعايش سنويا مع توقيتين احدهما يسمى بالتوقيت الشتوي وهو التوقيت الاصلي والمتعارف عليه عالميا ، والتوقيت الاخر هو التوقيت الصيفي والذي يتم خلاله تقديم عقارب الساعة بمقدار ستين دقيقة عن التوقيت الشتوي.

 

وعلى الرغم من ان الدول الاوروبية وفي مقدمتها ألمانيا هي من أوائل الدول التي استخدمت هذا التوقيت ، الا ان الدراسات الحديثة الصادرة في المانيا توكد ان اعتماد التوقيت الصيفي يسبب اضطرابا في الساعة "البيولوجية" لدى الإنسان ، وينطوي على مخاطر كثيرة حسب دراسة قام بها اطباء وعلماء المان ، مبينين ان الأنسب للفطرة البيولوجية أن يبقى العمل بالتوقيت الشتوي ، وأظهرت الدراسة كذلك أن تغيير التوقيت لا يؤثر سلبا على الصحة على المدى القصير فقط بل يسبب اضطرابا في الساعة البيولوجية لدى معظم الناس على مدى سبعة أشهر حتى بداية فصل الشتاء ، والذي يتم خلاله اعادة التوقيت الى طبيعته الاصلية.

 

" الدستور" وحول هذا الموضوع رصدت اراء عدد من المواطنين وخرجت كذلك برأي طبيب نفسي وراى باحث اجتماعي حول الموضوع.

 

ساعات اطول

 

يرى محمود ماهر ، سائق تكسي ان الوقت مهم للجميع وعلى الافراد استغلاله لما فيه فائدة لهم في اعمالهم ودراستهم سواء تم تقديم او تاخير عقارب الساعه 60 دقيقه ، وقال محمود: بالنسبة لي فانني افضل التوقيت الصيفي عن التوقيت الشتوي ، وذلك لانني استطيع ان اعمل ساعات اطول وخاصة عندما يصبح الجو اكثر دفئاً في الاشهر القادمة ، حيث انني الحظ ان كثيرا من طلبة الجامعة يقومون بتسجيل موادهم في الفترة المسائية ، فتنشط الحركة على السيارات العمومية ، وهذا يزيد من مصدر دخلنا ولكن للاسف كثير من المجتمعات بما فيها المجتمعات العربية تقوم بتقليد الدول الغربية في تقديم وتاخير عقارب الساعة دون الاستفادة من عنصر الوقت ، والذي يعتبر في المجتمعات الغربية عنصرا مقدسا يجب استغلاله والمحافظة عليه .

 

الصحوة باكراً

 

يزن العزام موظف في شركة خاصة في عمان قال: بالنسبة لي فان للتوقيت الصيفي ايجابيات كبيرة وخاصة اثناء خروجي من عملي ، حيث انني اغادر مكان عملي بحيث اجد متسع من الوقت اثناء ساعات النهار لزيارة الاقارب او قضاء بعض الحاجيات والتسوق ، اما المشكلة في هذا التوقيت فهي فقط في الصحوة باكراً ، اي انني عندما اخرج الى دوامي في فترة الصباح اجد ان الجو لازال مظلماً بعض الشيء.

 

ايجابيات وسلبيات

 

اسماء طالبة جامعية قالت : لتقديم عقارب الساعة او تاخيرها ايجابيات وسلبيات ، فعلى سبيل المثال يمثل التوقيت الشتوي شيئا سلبياً لفئة الاقتصاديين واصحاب المصانع والطلبة خصوصا الجامعيين او طلبة الثانوية العامة ، ذلك لان ساعات النهار قليلة جداً في هذا التوقيت ، مما يدفعهم الى اللجوء الى ساعات اضافية في العمل او الدراسة ، ويكون ذلك خلال فترة الليل ، اما ايجابياته فتتمثل في حصول الفرد على قسط وافر من الراحة ، في حين يمثل التوقيت الصيفي قيمة واهمية لعدد كبير من للطلاب والموظفين وذلك لاستغلاله في العمل والانتاج ، وهذا يزيد من النشاط اليومي بشكل ملحوظ ويقلل من الكسل الذي يؤثر سلبا على الانتاج.

 

نظام الفترتين

 

حنان العمري معلمة في مدرسة خاصة قالت: يعتبر الوقت مهم جداً في مختلف دول العالم ، حيث تعمل الدول على استغلال الساعات والايام في الانتاج والانجاز ، وبالطبع يختلف طول النهار في فصل الصيف عنه في فصل الشتاء ، لذلك من الاهمية بمكان ضرورة استغلال طول النهار حيث يعمل على توفير الطاقة بالاضافة الى استغلال الوقت المبكر في انجاز الاعمال.

 

واضافت قائلة: وبالنسبة لي كموظفة في القطاع الخاص ارى بان التوقيت الصيفي مناسب وخاصة عند عودة الطلاب من مدارسهم ، بحيث يتمكنون من استغلال ما تبقى من اليوم في الدراسة وتحضير الواجبات ، كما انه مهم في كثير من المدارس التي تعمل بنظام الفترتين.

 

التواصل الاجتماعي

 

الدكتور حسين الخزاعي أستاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة البلقاء التطبيقية اشار الى أن التوقيت الصيفي فرصة للتواصل الاجتماعي وتبادل الزيارات وتأدية الواجبات الاجتماعية بدون احراج او تأجيل او تافف ، حيث ان الانسان وخلال ساعة كاملة يستطيع ان ينجز الكثير اذا استثمرها بشكل جيد ، وهذا ليس مقصورا فقط على النواحي الاجتماعية بل ايضا على نواحي الدراسة والتحضير والمتابعة والعمل.

 

ونوه د. الخزاعي الى ان تقديم الساعة ونحن على ابواب فصل الصيف يمكن الانسان من متعة مشاهدة اشراق الشمس والصحيان مبكرا واستثمار الوقت منذ بداية اليوم ، وهذا يزيد الانسان نشاطا ومتعة لانجاز الكثير من الاعمال ، وخاصة ان هذه المناسبة تاتي بعد فصل الشتاء المعروف بانه فصل يقيد حركة الناس ، وجامد بحيث يفرض على الانسان الاقتصار على القيام باعمال روتينية وواجبات اجبارية يفضل الكثير تأجيلها الى فصل الصيف حيث الحيوية والنشاط والعمل .

 

واكد الخزاعي على ضرورة استثمار هذه الساعة في قضايا ايجابية تعود بالنفع على الفرد وعلى المجتمع من خلال المشاركة البناءة في الاعمال التطوعية والانسانية وخاصة ان قدوم فصل الربيع يشجع على ذلك ، لذا فان فصل الصيف فرصة لتنفيذ المشاريع والبرامج المؤجلة.

 

اكثر اضطراباً وقلقاً

 

الدكتور محمد عبد الكريم الشوبكي ، استشاري الامراض النفسية والعصبية ، قال : خلال اول اسبوعين من تطبيق العمل بالتوقيت الصيفي يلاحظ على كثير من الافراد عدم القدرة على التكيف مع هذا التوقيت ، حيث يصبح الافراد اكثر اضطراباً وقلقاً وهذا يعزى الى خوف الانسان من ان يتاخر عن مكان عمله او مدرسته اوجامعته او قلق في صعوبة المواصلات وخاصة اذا كان مكان عمله بعيداً عن مسكنه ، ويحتاج الى اكثر من وسيلة مواصلات للوصول الى مبتغاه ، وهذا النوع من القلق يسمى"بالقلق المسبق"اي هو قلق يسبق تطبيق سلوك او فعل جديد لم يتعود عليه الانسان ، ويكون ذلك لان الانسان خلال الفترة السابقة تعود على تصرف وسلوك معين ، وبالتالي فانه من الصعب تغيير الساعة البيولوجية التي تعود عليها كالنوم والاستيقاظ خلال الفترة السابقة.

 

تقل الانفعالات

 

ونوه د. الشوبكي الى ان الانسان وبعد فترة من الزمن وعندما يتكيف مع هذا الوقت تقل الانفعالات لديه ، حيث اثبتت الابحاث العلمية والطبية ان الاستيقاظ باكراً والتعرض لاشعة الشمس الخفيفة في ساعات الصباح الباكر تزيد من حيوية الجسم وطاقته ، بحيث يصبح الانسان اكثر نشاطاً من اولئك الذين يستغرقون بالنوم لساعات طويلة اثناء الفترة الصباحية.