خبر بحكمة وليس بفزع .. هآرتس

الساعة 12:30 م|02 ابريل 2010

بقلم: يوئيل ماركوس

أحد الاقوال الاكثر اقتباسا عن بيبي هو انه يستيقظ في كل صباح ويسأل نفسه مما ينبغي لي أن أخاف اليوم. وكان الجواب انه يجب ان يخاف من  نفسه. هذه المرة لا حاجة به الى ان يسأل. فهو في حالة فزع. وأستند الى العنوان الرئيس في "هآرتس" في عشية العيد، والذي جاء فيه ان اوباما يسعى الى ان يفرض على اسرائيل تسوية دائمة. "المصادر السياسية" اقتبست تقول، إن هذا هو طرف الجبل الجليدي فقط والذي تحته تختبىء انعطافة دراماتيكية في سياسة الادارة لممارسة الضغط على اسرائيل وعزلها.

"المصادر في القدس" سمت على نفسها في تسريبات مخيفة في وسائل الاعلام. "اوباما هو المصيبة الاكبر لاسرائيل في تطلعه الى تنغيص حياة نتنياهو". "لم يسبق ان كان هناك ضغط بهذه الفظاظة على اسرائيل بجانب امريكا"، كتب محلل معروف يقول وهو ينسى بأن الولايات المتحدة ايزنهاور اجبرتنا على أن نخلي على الفور سيناء في حرب العام 1956، الامر الذي وصفه بن غوريون بأنه "مملكة اسرائيل الثالثة". وبالفعل، خرجنا، واغفروا لي التعبير على، زحفا على أربعة.

وبينما تعصف "المصادر"، فان "نيويورك تايمز" بالذات نشرت مقالا افتتاحيا معتدلا. "تدخل أوباما هو خطوة منعشة، ولكن عليه ايضا ان يضغط على الزعماء العرب. السؤال هو اذا كان نتنياهو يريد او قادر على أن يقود نحو صفقة سلام".

كان ينبغي سؤال اوباما، لماذا بدأ مبادرته السلمية في رحلة بدأت في مصر وقفزت عن اسرائيل؟ أولم يكن من المعقول أكثر بدء حملة السلام في الدولتين الاقوى في المنطقة، واللتين صنعتا السلام بينهما رغم الدم الكثير الذي سفك في الجانبين على مدى السنين؟ القفز عن اسرائيل أثار في العالم العربي احساسا بأنه اوباما يغير الاتجاه. وعد بيبي في خطاب بار ايلان، دولتين للشعبين – بقي مثابة كلام. فهو لم يخفف عن اوباما الذي كان غارقا في مسعاه الكبير من اجل التأمين الصحي.

اوباما لا يحتاج لان يكون كاره اسرائيل كي يغضب على بيبي، على أحابيله، على استمرار الحصار على غزة، على استمرار البناء وعلى أنه لم يتخذ حتى ولا خطوة بناء ثقة واحدة تجاه الفلسطينيين. اوباما لا يحتاج الى مستشارين يهود كي يفهم بأن بيبي اراد اللقاء معه بالضبط في الاجتماع السنوي لايباك كي يقول عبر المحفل اليهودي الاهم ما لا يريد اوباما ان يسمعه.

مناحيم بيغن وحده كان قادرا على أن يستدعي اليه السفير سام لويس وأن يغرقه بسلسلة من "العقوبات" التي فرضتها امريكا على اسرائيل – بينها تأخير تزويد طائرات اف 15 بسبب قصف المفاعل في العراق، تقليص المساعدات بـ 100 مليون دولار بسبب قصف م.ت.ف في بيروت واقرار قانون الجولان في الكنيست. هذا هو الحديث الشهير الذي قال فيه بيغن للسفير اننا لسنا عملاءكم ولسنا جمهورية موز. شعب اسرائيل يعيش 3700 سنة وسيعيش 3700 سنة اخرى. ولكن هذا الحديث جرى في 1981 بعد ثلاث سنوات من حصول بيغن على جائزة نوبل للسلام.

نتنياهو ليس بيغن واوباما ليس ايزينهاور او كارتر. فهو رئيس من نوع جديد، صاحب اجندات طموحة يريد ان يرفع عليها اشارة "في". اعتقد ان اوباما لم يقصد اهانة بيبي شخصيا بل اراد ان يوضح له ان الصداقة معناها قول الحقيقية. ولكنه سار بعيدا في محاولته لاملاء خطاه علينا. هذا هو السبب الذي في ضوء المخاوف في اوساط يهود امريكا اوضح واحد من مساعدي الرئيس، دافيد اكسلرود، في السي ان ان، انه لم يقصد اهانة نتنياهو: "كان هذا لقاء عمل لساعتين بين صديقين، وليس قصدا للاهانة". المزيد من الاصدقاء كأولئك وسنضيع.

ولكن التوتر مع الادارة هو توتر ذو مغزى. قبل كل شيء، لانه يسيء وضعنا الدولي. ومع ان واشنطن هدأت روعنا بأنه لن يكون فيتو من جانبها في مجلس الامن فمن جانبي كنت سأضيف "حاليا". السلوك المتذبذب للحكومة تحفز اوباما لان يشكك بمصداقيتنا كيف يمكن ان نشرح في أنه عندما نكون على شفا بدء محادثات التقارب التي سرعان ما ستصبح مفاوضات مباشرة بين الطرفين، تفتح الحكومة موضوعا، في كل مراحل تاريخ النزاع تقرر ابقاؤه حتى النهاية: القدس. طرح موضوع البناء في القدس مع بدء مبادرة اوباما مثلها مثل القاء عود ثقاب مشتعل في مخزن للبنزين.

بيبي فقد السيطرة منذ بداية المحادثات بقوله ان حكم القدس كحكم تل أبيب. شاس كشفت النقاب عن خطة 1600 شقة، وبلدية القدس عن خطة 20 شقة. وبوغي يعلون ادعى بأن ايا من السباعية لا يؤمن بأنه يمكن الوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين. بيبي يعول على أن الموضوع الايراني يحل كل شيء، ولكن ليس هذا هو الوضع. الحل الوحيد للخروج من الوضع المخجل هو العمل بحكمة وليس بفزع. أي: اقامة حكومة سلام بمشاركة الليكود كاديما والعمل – بدون شاس واسرائيل بيتنا.

اخيرا لعلنا حتى نعرف ما يريده ايهود باراك.