خبر البطش :رسالتنا الممهورة بالدم في خانيونس تؤكد التزامنا بنهج المقاومة

الساعة 11:04 ص|01 ابريل 2010

رسالتنا الممهورة بالدم شرق خانيونس تؤكد التزامنا بنهج المقاومة

فلسطين اليوم- غزة

حذر الشيخ خالد البطش، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي من إمكانية أن تقدم "إسرائيل" على استهداف القيادات العسكرية والسياسية للحركة انتقاما لمقتل جنودها على يد مقاتلين من "سرايا القدس" شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة يوم الجمعة الماضي، مشددا على أن أي عدوان "إسرائيلي" سيشعل المنطقة من جديد، وسيدخل "إسرائيل" في دوامة رد فعل أقوى وأشد من ردود الفعل السابقة.

وقال البطش " إن هذه العملية أوجعت "إسرائيل" أمنيا وسياسيا وعسكريا، مما جعلها تطلق تهديدات بتصفية قيادات المقاومة وإعادة احتلال قطاع غزة، مشيرا على إمكانية اشتعال حرب جديدة في القطاع في أي لحظة.

كما تطرق القيادي البطش خلال حديثه لعدة قضايا كان أبرزها نتائج القمة العربية في ليبيا، ومدى تجاهلها لتطلعات الشعب الفلسطيني، وموضوع استمرار البناء الاستيطاني في القدس المحتلة، وتوتر العلاقة بين "تل أبيب" وإدارة "باراك أوباما"، وملف المصالحة الفلسطينية الذي لا يزال عالقا. وفيما يلي نص المقابلة كاملا:-

رسالة سرايا القدس

*سرايا القدس نفذت عملية هي الأقوى في قطاع غزة منذ عامين، برأيك ما هي الرسالة التي أرادت السرايا إيصالها من خلال هذه العملية؟

 

-أولا نود القول إن دمنا يدل علينا، وإن "سرايا القدس" أثبتت أنها هي من نفذ هذه العملية، هذا العمل استفز "إسرائيل" التي لم تتوقع أن يقع جنودها في كمين، وهذا يذكرنا بكمين "أنصارية" الذي نفذه حزب الله جنوب لبنان، وعملية "زقاق الموت" في وادي النصارى بمدينة الخليل التي نفذها ثلاثة من استشهاديي سرايا القدس، وبالتالي هذه العملية عملية عسكرية بامتياز، أوجعت "إسرائيل" أمنيا وعسكريا وسياسيا، وألحق بها هزيمة في وسط الميدان، "إسرائيل" بدورها بدأت تهدد حركة الجهاد الإسلامي..

 

رسالة العملية واضحة بأن حركة الجهاد لن يشغلها عن المقاومة أي شاغل وأنها حاضرة في كل لحظة، و تعد نفسها لمواجهة "إسرائيل"، ونؤكد على خيار المقاومة طالما بقي المحتل على أرضنا. وهذه العملية جاءت في إطار الرد على الاعتداءات "الإسرائيلية" في الأقصى. ومن هنا جاء هذا العمل البطولي الكبير لسرايا القدس بقيادة الشهيد سليمان عرفات.

 

 

 

*قادة الاحتلال أطلقوا عقب العملية تهديدات بالعودة لسياسة الاغتيالات وربما احتلال قطاع غزة،  كيف تنظرون إلى ذلك؟

 

-هذه عملية عسكرية بامتياز استهدفت قوات النخبة في "الجيش الإسرائيلي"، وعليه يجب أن تكون رادعا "لإسرائيل" كي لا تفكر في أي عمل بقطاع غزة وليست دافعا للهجوم، وثانيا هم يدركون أنهم لو قاموا بعمليات اغتيال أو اجتاحوا غزة فستكون النتيجة حربا مع المقاومة، وستدافع المقاومة عن نفسها وستبدأ مرحلة أخرى من مراحل إطلاق الصواريخ على "إسرائيل"، ستقابل المقاومة أي هجوم على غزة بقوة أشد وبضربات أعمق وبقدرة تدميرية أفضل، ولن تكون غزة لوحدها في المعركة القادمة، لذلك على "إسرائيل" أن تفهم جيدا أن المعركة في غزة اليوم ليست كسابقاتها وأن المقاومة تدرك أن واجبها يتعدى إمكانياتها.

قمة "سرت"

 

* كيف تقيمون قرارات قمة "سرت" فيما يتعلق بالقدس والاستيطان وحصار غزة؟

-نعتبر أن هذه القمة أطلقت يد "إسرائيل" في القدس وفوضت الاحتلال بأن يفعل ما يريد بحق المقدسات والمسجد والأقصى، وهي لم تتخذ إجراءات لحماية القدس الشريف من الاحتلال أو التهويد ، كل ما فعلته هذه القمة أنها وقفت موقف عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاء أبرهة الحبشي لهدم الكعبة، حيث قال لهم أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه، ونتائج قمة سرت هي نتائج أبرهة الحبشي، هم تركوا البيت واهتموا فقط بشؤونهم، فهم لم يتحركوا سياسيا، لم يفعّلوا الأطر التي تشكلت لحماية القدس، لم نسمع عن إجراءات لمعاقبة "إسرائيل" أو مقاطعتها، لم يغلقوا السفارات ولم يطردوا ممثلي الاحتلال من بلدانهم، لم يوقفوا التطبيع، لم يوقفوا الحصار عن قطاع غزة، ولم يفتحوا المعابر، ولم يعيدوا بناء غزة. وبالتالي أصبح العرب شركاء في استمرار الحصار ومعاناة شعبنا الفلسطيني. هي قمة أبرهة الحبشي مع عبد المطلب.

 

*لاحظنا أن الزعماء العرب لم يثيروا موضوع العدوان "الإسرائيلي" على غزة، برأيك هل أصبح ذكر اسم غزة يقض مضاجع هؤلاء الزعماء؟

 

-لم تثر القمة موضوع العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة لأسباب كثيرة، أولها أن العرب لم يريدوا أن يثقلوا كاهلهم بملف غزة، لأن ذلك سيفتح تلقائيا موضوع أهمية دعم صمود أهالي القطاع، وسيتطرقون إلى أزمة الانقسام الداخلي، وحتى يرفعوا أيديهم عن كل هذه الملفات، أغلقوا الموضوع كليا ولم يكن على جدول أعمالهم، لأن أي طرح لهذا الموضوع يستدعي اتخاذ إجراءات بحق "إسرائيل" وبحق دعم الشعب الفلسطيني في غزة.

 

محور ممانع

 

*أمين عام الجامعة العربية طرح فكرة إقامة رابطة جوار عربي تضم إيران وتركيا، هل هذا الطرح مقبول وقابل للتطبيق برأيكم؟

 

-نحن طالبنا في حركة الجهاد الإسلامي قبل وأثناء انعقاد القمة أن يتم تشكيل محور عربي إسلامي حقيقي لمساندة الشعب الفلسطيني، هذا المحور يكون في مقدمته إيران وتركيا وباقي الدول الإسلامية على اعتبار أن العرب فشلوا في حماية فلسطين واسترجاعها، نحن نرفض فكرة إقامة رابطة جوار عربي، لأن هذه الرابطة قد تضم "إسرائيل" أو دولا لها علاقة "بإسرائيل" وأمريكا، أما المطلوب هو تشكيل محور عربي إسلامي ممانع قادر على التصدي "لإسرائيل" وسياساتها وحماية الفلسطينيين.

 

كان ينبغي فتح حوار حقيقي مع إيران وتركيا وأن يتم استدعائهما في كافة المحافل، وأن تقوم الدولتان بدورهما، فهما دولتان إسلاميتان كبيرتان وقويتان، لماذا لا تأخذ إيران وتركيا دورهما في استعادة فلسطين، ووقف اعتداءات اليهود على الأقصى. من يستبعد إيران وتركيا عن دائرة الصراع مع "إسرائيل" ويقطع الطريق عليهما في الملف الفلسطيني هو لا يريد حلا، بل يريد أن تبقى القضية رهن إرادة الاحتلال "الإسرائيلي" لأنه يدرك أن دخول إيران وتركيا على الخط سيخلق أزمات مع "إسرائيل" ويحرج ذلك النظام العربي الرسمي، وكأنهم يقولون إنه من الأفضل ألا ندخل الأسد إلى بيوتنا، العرب غير مستعدين لدفع فاتورة تغيير المعادلة الراهنة في الشرق الأوسط.

 

 

 

*"إسرائيل" أبدت هذا الأسبوع تخوفها من أن تفرض الإدارة الأمريكية حلا عليها وعلى السلطة، يُطبق خلال عامين، بماذا تفسر هذا التخوف "الإسرائيلي"؟

 

-بداية نود أن نجدد تأكيد حركتنا على رفض فكرة حل الدولتين، ونؤكد أيضا أن "إسرائيل" لا تتخوف من حل الدولتين، بل تتخوف من حل سريع تفرضه إدارة أوباما ربما يجبر تل أبيب على فرض وقائع على الأرض، وسيحرمها من تطبيق أمور جديدة. "إسرائيل" لا تريد أن يكبل يديها أحد، بل تريد أن تبقى طليقة، تفعل ما تشاء، تصادر الأراضي وتهود القدس، وأيضا أن تحصل على التطبيع مع العرب بالمجان. حتى ولو أصر أوباما على فرض حل سترفض "إسرائيل" ذلك.

 

مخططات التهويد

 

*أيضا حكومة الاحتلال تتجاهل الضغط الأمريكي وتواصل الاستيطان في القدس والضفة، هل هذا يعني أنها تضرب بعرض الحائط مطالب واشنطن؟

 

-"إسرائيل" لديها مخطط لتهويد القدس، ولديها قرار واضح هو البناء في القدس بأكبر وتيرة ممكنة، وتغيير الميزان الديموغرافي لصالحها، وهذا التغيير لا يتم إلا عبر تغيير الخارطة وتغيير المساكن والشوارع وثقافة الناس، وبالتالي "إسرائيل" معنية الآن بتوسيع الاستيطان في شرقي القدس وتفريغها من السكان المقدسيين وإحلال مستوطنين بدلا منهم، من هنا تعارض "إسرائيل" فكرة تجميد الاستيطان، "إسرائيل" تبني كنس بجوار الأقصى وتحت أرضه لتثبت أن لها تاريخ وجذور، وتبنى في الجزء الذي يخص المستوطنين هياكل وكنس، لتفرض أمرا واقعا، فإذا ما جاءت أي مفاوضات مستقبلية ستكون قد ثبتت في القدس حقها التاريخي وعندها لن تستطيع أي مفاوضات تغيير الواقع، لذلك الآن تدور في القدس معركة تاريخ وعقيدة.

 

ملف المصالحة

 

*برأيك ما هو سبب توقف وجمود جهود المصالحة الفلسطينية، وهل لنا أن نحدد جهة بعينها تعرقل توقيعها؟

 

 -حركة الجهاد الإسلامي غير معنية بالإشارة إلى الجهة المعرقلة لأن دورها الإصلاح وليس المراقبة، ونحن نريد أن نخرج من الأزمة الراهنة، أتصور أن ضغوطات خارجية مع حسابات لا زالت تعيق المصالحة. المطلوب في هذا الاتجاه من مصر أن تفتح صدرها وعقلها لملاحظات الفصائل وأن تواصل جهدها في جمع الأطراف الفلسطينية على طاولة المصالحة، فنحن لا زلنا نعتقد أن القاهرة هي الراعية للاتفاق.

 

التهديدات لسوريا وإيران

 

*أخيرا..لاحظنا في الآونة الأخيرة تضاؤلا لحجم التهديدات "الإسرائيلية" لإيران وسوريا وحزب الله، برأيك ما سر ذلك؟

 

-حكومة نتنياهو ليبرمان تشعر الآن بعزلة حقيقية في العالم، وحتى حلفائها العرب لا يتعاونون معها كما كان الوضع بعد أوسلو، ثم إن المواقف "الإسرائيلية" تجاه الأمريكيين والبريطانيين الذين وصفتهم "إسرائيل" بالكلاب، عكست نفسها على العلاقات الفاترة بين تل أبيب ودول أوروبا. كما أن أمريكا ضغطت على "إسرائيل" لئلا تضرب إيران، لأن ذلك يهدد مصالح الولايات المتحدة  في المنطقة، ولأن الضربة لن توقف البرنامج النووي السلمي الإيراني، ذهب "الإسرائيليون" لتهديد سوريا فسمعوا كلاما قويا من وزير الخارجية السوري الذي هدد بضرب كل مدن "إسرائيل"، وسمعوا تهديدات مشابهة من حزب الله، كما فهمت "إسرائيل" من زيارة نجاد لسوريا واجتماعه مع الرئيس الأسد وقادة الجهاد وحماس والفصائل الأخرى رسالة واضحة عن محور عربي إسلامي مستعد للتصدي لها، وبالتالي إذا ذهب العدو باتجاه إيران أو سوريا أو حزب الله فالمعركة ستكون طويلة.

 

في المقابل توجهت "إسرائيل" لتهديد قطاع غزة، لأن الحرب مع غزة يمكن أن تجد لها مبررات كثيرة، ولذلك ممكن اشتعال هذه الحرب في كل لحظة.