خبر مائة عام من الكيبوتس- هآرتس

الساعة 10:13 ص|01 ابريل 2010

مائة عام من الكيبوتس- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

أحيت الحركة الكيبوتسية أمس مائة عام على وجودها، في احتفال عقد في الكيبوتس الاول – دغانيا. في العام الماضي احتفل بمائة عام على تل أبيب، ويخيل أنه بين هذين الاحتفالين، المدينة العبرية الاولى والكيبوتس الاول "في العالم كله"، بين شاطىء البحر المتوسط وشاطىء بحيرة طبريا، تمتد القصة الصهيونية. من المريح أخذ الانطباع اليوم بأن المدينة انتصرت. سكان الكيبوتسات هم أقلية صغيرة، كواحد من كل 50 اسرائيلي. العلم الذي رفعوه عاليا عشرات السنين يواصل الرفرفة كيفما اتفق، ولكنه يتحرك باتجاه الخصخصة وتفضيل احتياجات الفرد على احتياجات العموم. قليل فقط تبقى من المشروع الكيبوتسي في صيغته الاصلية الطموحة.

        ولا يزال، ليس هذا هو الوقت لتأبين الكيبوتس. يجدر النظر اليه للحظة من الجانب في يوم عيده، وتعداد مزاياها. الفكرة كانت رائعة، وان لم تكن عملية ايضا: مجتمع يتمسك بالبلاد، ولا سيما في نقاط الحدود، يدير حياة جماعية ويرتزق اساسا من فلاحة الارض. عمليا لم ينجح الكيبوتس في تغيير طبيعة الانسان. متفرغون واخرون عرفوا كيف يتجاهلون المبادىء ويستغلونها ويستغلون رفاقهم لمصالحهم. كما ان الاقتصاد لم يستجب للتجربة الكبرى للكيبوتسات. الكيبوتسات الناجحة بينها، في العقود الاخيرة، هي تلك التي استثمرت في الصناعة الحديثة والمطلوبة ولم تنكب على تراث المزروعات، الحظائر وأحواض السمك.

        في مشروع تغيير وجه بلاد اسرائيل ودولة اسرائيل، بالمقابل، كان للكيبوتسات دور كبير. بدونها، بانتشارها في نقاط ضعف وبقوى بشرية نوعية وتطوعية فيها، كان مشكوكا فيه أن تخرج الحاضرة العبرية من ثلاثة عقود من الحكم البريطاني في البلاد وأن يكون بوسعها التصدى للمقاومة العربية لاقامة الدولة. "البلماخ" استند الى الكيبوتسات وغذاها، مثله مثل "الناحل". في حياة أربعة رؤساء وزراء، دافيد بن غوريون، ليفي اشكول، غولدا مئير وايهود باراك، سجلت فصول كيبوتسية. كثير من البارزين بين قادة الجيش الاسرائيلي، طياريه ومقاتليه تربوا وتعلموا في الكيبوتسات. الثقافة الاسرائيلية مدينة كثيرا لكتاب وشعراء، ملحنين ومغنين، رسامين ونحاتين من أبناء الكيبوتس.

        بعد مائة عام من ولادة الكيبوتس، وان كانت هذه ليست أجمل لحظاته، الا انه بدونه، كانت اسرائيل ستبدو على نحو آخر.