خبر اوباما أعد كمينا للسلام- معاريف

الساعة 10:09 ص|01 ابريل 2010

اوباما أعد كمينا للسلام- معاريف

بقلم: بن – درور يميني

 (المضمون: اوباما لا يقف الى جانب معسكر السلام، الاسرائيلي والفلسطيني. بل العكس هو يقف الى جانب معسكر الرفض. الضغط هو جزء من قواعد اللعب. غير ان هذه المرة لا يدور الحديث عن ضغط لغرض حل وسط. يدور الحديث عن اشعال الشارع العربي وتعزيز الراديكالية والنزعة الاسلامية – المصدر).

لوقت طويل تحدثت وسائل الاعلام وتحدث المحللون عن الشرك الذي دخل اليه نتنياهو في اثناء زيارته الى البيت الابيض. حان الوقت للحديث عن الشرك الذي أدخل فيه اوباما السلام. لان خطوة اوباما لم تدفع السلام الى الامام، بل العكس. هذه خطوة تتبين كضربة قاضية لاحتمال التسوية.

كي نفهم الى أين يقودنا اوباما يجدر بنا أن نتذكر بانه منذ عقدين ونحن في داخل "مسيرة السلام". اقتراحات جدية سبق أن كانت على الطاولة. عندما اقترح باراك تقسيم القدس في العام 1999، حظي برد سلبي من عرفات. عندما اضاف كلينتون شيئا من جانبه وطرح اقتراحا بعيد الاثر – مرة اخرى عرفات قال "لا"، رغم أنه حذر مسبقا من ممثلي الرئيس المصري والملك السعودي، قبل أن يدخل الى البيت الابيض من أن رفض الاقتراح هو مثابة "جريمة ضد الشعب الفلسطيني". أما هو بالطبع فقد ارتكب الجريمة.

نواصل. في عهد الحكومة السابقة جرت مفاوضات في قناتين. واحدة بين اولمرت وابو مازن والاخرى، اكثر تفصيلا، بين تسيبي لفني وابو علاء. النتيجة النهائية بشعة. ابو مازن رفض الاقتراح بعيد الاثر لاولمرت، والذي تضمن تقسيم القدس وحق عودة رمزي. ابو مازن أصر على عودة جماعية. على هذا، وليس لان اولمرت كان في ختام ولايته، افشل ابو مازن الاقتراح. وقد قال ذلك بصوته هو، لا حاجة الى المحللين.

في المسار الموازي، كان تقدم ما. الجانب الفلسطيني فهم انه لن يكون أي انسحاب من غيلو، من رمات شلومو او من جفعات زئيف. كانت جدالات اخرى ولكن كانت ايضا اتفاقات انتقالية، لا يجوز الاستخفاف بها. هذه الاتفاقات حتى لو لم تتبلور، كان يفترض بها أن تكون تساوي شيئا ما. في كل مفاوضات في المستقبل يعرف المتفاوضون بالضبط ماذا كان لدى اسلافهم. هذا بالضبط السبب الذي جعل اوروبا، الفلسطينيين والادارة الامريكية ايضا يطالبون دوما بوقف البناء في المستوطنات وداخل الاحياء العربية في القدس ولكن هذه المطالب لم تتركز في احياء مثل غيلو او رمات شلومو. كان هناك اتفاق او اتفاق صامت. إذ من يطالب بالاخلاء من هناك لا يطالب بالسلام. وحتى كبار المؤيدين للمسيرة السلمية يفهمون ايضا بان طلبا كهذا من اسرائيل هو تقريبا مثل الطلب من الولايات المتحدة اخلاء واشنطن في صالح، لنفترض، ابناء البستكوي الهنود الحمر الذين كانوا ذات مرة في سهل الفوتومك.

ماذا فعلت الادارة؟ أقنعت الفلسطينيين بالعودة الى المطالب التي سبق لهم أن تخلوا عنها، ورفع القدس على رأس اهتمامهم. اذا كان اوباما يطلب غيلو ورمات شلومو، إذن من هم الفلسطينيون حتى يطالبون بأقل. وها هو، في نهاية الاسبوع، في القمة العربية، اعلن ابو مازن عن تشديد موقفه في موضوع القدس، التفاهمات القديمة لاغية.

وبسبب اوباما، اصبحت القدس هي الامر الاساس. هكذا يتم تحويل نزاع وطني الى نزاع ديني. مؤيدو السلام الاسوياء يعرفون كيف كان يمكن لتسوية سلمية أن تبدو. لا توجد اسرار. الخطوط موجودة في خطة كلينتون القديمة او حتى في اتفاق جنيف. اولمرت وصل الى نهاية حدود قدرة الطرف الاسرائيلي. بل انه تجاوزها حين وافق على حق عودة رمزي. اولمرت لم يحلم بالتخلي عن رمات شلومو او غيلو.

وعمليا، فان الفلسطينيين المعتدلين ايضا، ويوجد كهؤلاء، ممن ايدو اتفاق جنيف او خطة كلينتون وافقوا على سيادة يهودية في الاحياء اليهودية في القدس الموسعة، الى أن جاء اوباما والقى بقنبلة. اوباما لا يقف الى جانب معسكر السلام، الاسرائيلي والفلسطيني. بل العكس هو يقف الى جانب معسكر الرفض. الضغط هو جزء من قواعد اللعب. غير ان هذه المرة لا يدور الحديث عن ضغط لغرض حل وسط. يدور الحديث عن اشعال الشارع العربي وتعزيز الراديكالية والنزعة الاسلامية. هل سيعترف اوباما بخطأه؟ اذا عاند، فسيكون هذا تعزيزا لحماس وللرفض الفلسطيني وضربة قاضية للمسيرة السلمية. بسبب اوباما، وليس بسبب نتنياهو.