خبر المواجهة السياسية-إسرائيل اليوم

الساعة 10:08 ص|01 ابريل 2010

المواجهة السياسية-إسرائيل اليوم

كيف تبدو من واشنطن

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: معضلة الادارة الامريكية هي هل تهجر النزاع الى أن يضطر الطرفان الى مساعدة امريكية أم استخدام اجواء الازمة للضغط على اسرائيل الى أن تعلن عن وقف تام للاستيطان والاستعداد للبحث في كل المواضيع الجوهرية والموافقة على جدول زمني من سنتين، الحسم لم يتحقق بعد – المصدر).

واشنطن لم تقصد احداث تغيير دراماتيكي في سياستها الان بالذات. فقد وقعت سلسلة من الاحداث أدت الى واقع جديد في غضون عدة ايام، ونهايتها ليست واضحة بعد. زيارة نائب الرئيس جو بايدن جاءت لتجديد الالتزام الامريكي باسرائيل وبالمسيرة السياسية بينها وبين الفلسطينيين. زيارته كان يفترض، بقدر كبير ان ترد على الانتقاد بان الرئيس براك اوباما تجاوز اسرائيل في زيارته الى الشرق الاوسط العام الماضي.

لا شك في الادارة الامريكية في أن نتنياهو فوجيء من النبأ عن ايداع الخطة للبناء في رمات شلومو. لديهم ايضا وعي واضح بالنسبة للفارق بين ايداع خطة، اقرار خطة والبناء العملي. التقدير هو أن احدا ما اراد ان يحرج نتنياهو، وان رئيس الوزراء وقع في الفخ الذي اعد له: الاعتذار عن التوقيت شدد فقط تماثله التام مع نية البناء وفجأة تركز كل شيء في القدس وفي المواقف المبدئية للاطراف: الولايات المتحدة تعارض كل بناء خلف الخط الاخضر حتى اتفاق السلام. نقطة. نتنياهو ملتزم بالبناء في كل الاراضي السياسية الهائلة في القدس خلف الخط الاخضر. نقطة.

وعليه، لم تكن مصلحة في عقد اللقاء الاخير بين نتنياهو واوباما، وذلك سواء لان الرئيس كان سيزور اندونيسيا أم لان احساس الرئيس كان بان هذه مرحلة ساخنة جدا في العلاقات بين الحكومتان (ولفهم اوباما، الحديث الثاني بين نتنياهو  وهيلاري كلينتون كان اسوأ من الاول).

خطط لهما لقاءا في نيسان. والرئيس اعتقد أن هذا كاف، اساسا لان رأسه ومعظم اهتمامه كان لقانون الصحة. في نهاية المطاف استجاب للطلبات التي ادعت بان عدم اللقاء بينهما سيفسر كشق خطير جدا، ولانه لم يكن معنيا بمثل هذا الشق.

الرئيس فهم بان نتنياهو ضغط على اللقاء معه لانه كانت لديه اجوبة لم يقدمها لوزيرة الخارجية. التلميحات التي نقلها وزير الدفاع ايهود باراك للامريكيين بالنسبة لسوريا دفعت اوباما الى الاعتقاد بان لنتنياهو ايضا سيكون ما هو جديد في هذا المجال.

لم يفهم لماذا وجد نتنياهو من الضروري ان يذكر اعضاء مؤتمر ايباك بان القدس هي عاصمة دولة اسرائيل ولماذا خلق انطباعا بانه يحاول بناء ائتلاف من اعضاء الكونغرس الامريكي ضده، عشية اللقاء بينهما.

النبأ عن اقرار البناء في فندق شيبرد في شرقي القدس اثاره قبل ذلك. الانجاز التاريخي له في اقرار الاصلاح الصحي، الى جانب ما رآه كوقاحة اسرائيلية في كل ما يتعلق بالنية للبناء في قلب المدينة الشرقية، جعل الحديث بين الرجلين اسوأ ما في اللقاءات بين زعيم اسرائيلي ورئيس امريكي في أي وقت مضى.

صحيح أنه كان بينهما اتفاق متكرر بالنسبة للخطر الايراني، ولكن حتى في هذا الموضوع اتضحت مرة اخرى الفجوة في مسألة اذا كان سلام بين اسرائيل والفلسطينيين سيسهل معالجة ايران، ام – كما يحاول نتنياهو اقناع العالم دون نجاح – لا يوجد أي صلة بين الامرين.

اوباما لم يقبل تفسيرات نتنياهو حول شيبرد، لم يكتفِ بالاجوبة التي سبق ان اعطيت لوزيرة الخارجية في موضوع البادرات الطيبة للفلسطينيين (تحرير سجناء وما شابه)، لم يقتنع على الاطلاق ما عرضه عليه نتنياهو من اضطراراته السياسية وخاب أمله من موقفه من استئناف المفاوضات مع سوريا.

وقد طلب من نتنياهو سلسلة من التعهدات الخطية بالنسبة لسلوك اسرائيل في اثناء محادثات التقارب وبالنسبة للمواضيع التي ستطرح فيها. بعد اللقاء الثاني في ذات المساء كان اوباما مقتنعا بان نتنياهو لن يغادر واشنطن دون أن ينقل اليه ورقة. في اللحظة التي اعلن فيها نتنياهو بانه يعود "للتشاور" مع السباعية، بات واضحا للرئيس ما هي الاجوبة التي سيتلقاها.

معضلة الادارة الامريكية في هذه اللحظة هي أنه هل ستقبل باقتراح توم فريدمان، كاتب الرأي الكبير في "نيويورك تايمز" بهجر النزاع الى أن يضطر الطرفان الى مساعدة امريكية أم استخدام اجواء الازمة كرافعة واستغلال سلسلة الاحداث الاخيرة المصادفة – والضغط على اسرائيل الى أن تعلن عن وقف تام للاستيطان، عن الاستعداد للبحث في كل المواضيع الجوهرية وعن الموافقة على جدول زمني من سنتين حتى الحل.