خبر تقنية سويسرية حديثة للكشف عن بكتيريا السل في غضون ساعات

الساعة 03:28 م|31 مارس 2010

فلسطين اليوم-وكالات

كشف فريق من الباحثين بجامعة بازل السويسرية اليوم عن تقنية جديدة يمكن من خلال تطبيقها التعرف على بكتيريا السل في وقت أسرع مما هو متعارف عليه حاليا مما يعجل بعلاج الحالة قبل استفحالها.

ويقول رئيس فريق البحث من مختبر الميكانيكا الحيوية بالجامعة الدكتور اوليفيه بريسان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) "ان التقنية تعتمد على حقيقة متعارف عليها من قبل وهي أن درجات حرارة المستعمرات البكتيرية والفيروسية ترتفع مع مرور الوقت لكن هذا الارتفاع يكون غير ملحوظ بطرق القياس العادية لذا فقد لجأنا الى أكثر الطرق دقة لقياس تغير درجة الحرارة يصل الى 00002ر0 درجة مئوية".

وأوضح الدكتور بريسان "يتم مراقبة تغير درجة حرارة المستعمرة البكتيرية بواسطة جهاز قياس الطيف الحراري للعينة بعد الوصول بدرجة حرارة المستعمرة الى 37 درجة مئوية وهي تقنية متعارف عليها وسهلة التكاليف".

ويؤكد أن "الطريقة الجديدة تسهل التعرف على تلك الجراثيم البكتيرية في غضون ساعات في حين يستغرق الاسلوب التقليدي المتعارف عليه حاليا عدة ايام او اسابيع حيث يتم التعرف على البكتريا من شكلها الخارجي بعد نموها بكثافة وهو ما يستغرق وقتا طويلا".

كما يشير الى أن "هذه التقنية يمكن تطبيقها أيضا على البكتريا المسببة لمرض الجذام الا أن الوصول بها الى التطبيق العام في المستشفيات يتطلب تمويلا لا يقل عن 50 ألف دولار حيث لا تتمتع الأجهزة الحالية بالدقة التي ترصد هذا التغير الطفيف في درجات حرارة النشاط البكتيري".

ومن المعروف أن الاصابة بداء السل تأتي بسبب بكتريا (المتفطرات) وهي نوع من البكتيريا العصوية التي تتميز بجدار خلوى غني بالدهون يجعلها غير قابلة للتعرف عليها باستخدام الأصباغ الكيماوية العادية مما يجعل التعرف عليها أمرا معقدا كما أن لها مقاومة ملحوظة لأغلب المضادات الحيوية المعروفة.

ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية يشكل السل مصدر قلق كبير بالنسبة للصحة العامة حيث يقتل مليونا ونصف المليون شخص سنويا حول العالم اضافة الى نحو مائتي ألف شخص يموتون سنويا من ارتباط السل مع فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة (الايدز).

ويتفق خبراء الصحة على أن تأخير اكتشاف الاصابة بالمرض هو أحد العوامل التي تعيق العلاج المبكر ومن ثم يبدأ تعاطي العقاقير المضادة له في وقت متأخر كما يمكن في كثير من الأحيان أن يتحول الفيروس الى مقاوم للعقاقير ما يجعل الشفاء منه في حكم المستحيل أو يتطلب وقتا طويلا للغاية.

كما تعاني أغلب الدول التي ينتشر فيها داء السل من ضعف ونقص الامكانات المناسبة لتحليل عينات من بكتريا السل فعلى سبيل المثال لا يوجد في القارة الافريقية بأسرها سوى مختبرين اثنين فقط للكشف عن بكتريا السل بحسب مصادر منظمة الصحة العالمية.