خبر الأب مسلم: القدس لنا واستخدام نصوص توراتية « جريمة ضد الإنسانية »

الساعة 02:38 م|31 مارس 2010

فلسطين اليوم-رام الله

قال الأب منويل مسلم رئيس دائرة العالم المسيحي في مفوضية العلاقات الدولية بحركة فتح وعضو الهيئة الإسلامية المسيحية، إن القدس لنا وهي ليست أرضا متنازع عليها ونحن لا نستجدي أن نقتسم إرث القدس والأرض مع أحد.

 

وأضاف في بيان له اليوم، لمناسبة عيد الفصح، نحن لا نقبل خطاب رؤساء إسرائيل أن القدس عاصمة إسرائيل، والبناء فيها كما البناء في تل أبيب. ولا نقبل المنشور الذي وزعه إسرائيليون هذا الأسبوع  يستشهدون بالتوراة أن الأرض أعطيت لهم وأعطي لهم أمرا بتفريغها من سكانها لتكون دولة يهودية محضة خالصة.

 

وتابع مسلم، الاحتلال خطيئة وإرهاب، والاعتماد على نصوص توراتية لقتل الإنسان وتهجيره وخلعه من أرضه خطيئة ترتقي إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية يجب أن يقدم مرتكبوها إلى محكمة الجنايات الدولية قبل أن تقدم إلى محكمة الله العادلة.

 

وقال إن القدس كانت مدينة الله ومدينة السلام والصلاة فأصبحت مدينة الإنسان والحرب والبغضاء، وبدل أن تكون مفتاح باب السماء صارت مفتاح الحرب والدم.

 

وأردف نحن هنا تحت الاحتلال منذ سنوات عديدة ونكابد مرارة بعدنا عن أماكننا المقدسة ونحرم حقنا في ممارسة شعائر ديننا في القدس. بل إن أجيالا منا نحن المسيحيين لم يسبق لهم أن صلوا في  القدس أو زاروا  أماكنها المقدسة.

 

وقال الأب مسلم 'الاحتلال كان يضع العراقيل دائما أمامنا. أما هذه السنة فإننا أمام جدار الفصل العنصري  وحواجز وتصاريح لا تمنح إلا نادرا ومتاريس من الجنود يغلقون جميع المنافذ إليها.. هذه عقبات كأداء لا نستطيع تجاوزها للوصول إلى القدس.

 

وأضاف كل ذلك لا يخنق  شعب فلسطين فقط بل يخنق السلام في إسرائيل وفلسطين.

 

وقال مسلم، يتوافق عيد الفصح هذه السنة مع جميع الطوائف المسيحية. والمسيحيون لا يستطيعون الوصول إلى القدس. وتابع: كل حجر في الجدار حول القدس وكل ضربة فأس تحفر تحت الأقصى وكل حجر تهدمه إسرائيل سيزيد عدد المقاومين والحاقدين عليها.

 

وأضاف: هذه السنة تواجه القدس أعنف الهجمات الإسرائيلية لتهويدها وتغيير معالمها وإخراج أهلها وتدمير بيوتها والاستيلاء على أرضها وقضمها كل يوم وحفر أنفاق وبناء مستوطنات لا عدد لها.

 

وقال: نحن نبكي القدس ونشتاق إلى أعيادها وسوف يبكي معنا آلاف الزوار هذه السنة.. سوف يبكي هؤلاء الزوار لأنهم فقدوا فرصة العمر أن يعيشوا عيد الفصح مع أهل الفصح. سيدخلون كنيسة القيامة ويجدون فيها شرطة الاحتلال الإسرائيلي وسيجدون وجوها بيضاء وشقراء وسوداء وصفراء ولكن لن يجدوا البشرة الفلسطينية القمحية، ولن يروا في وجوه الناس كلهم بشرة السيد المسيح الذي ولد وعاش ومات هنا فلسطينيا.

 

وأضاف مسلم فصح العالم، رمز التحرير من الخطيئة والعبودية يقترب. ولكن أملنا في التحرر الوطني ضائع في الأفق وعبودية الاحتلال والإذلال يثقل وزنها على صدورنا نحن الفلسطينيين المسيحيين في الأرض المقدسة.

 

وقال لا أفق سياسي لنهاية للاحتلال ويقلقنا تأخير المصالحة الوطنية كثيرا والتهديد المستمر بالحرب مجددا علينا والإذلال اليومي والجوع والعطش.

 

وأضاف يحيرنا أن العالم صامت صمتا رهيبا وعاجز عن تنفيذ  قرارات الشرعية الدولية التي بها خلق دولة إسرائيل على أرضنا.

 

وتابع: القدس كنا نبنيها ونبني فيها منذ 5000 سنة وما توقفنا إلا في زمن الاحتلال الذي يهدم ما بنيناه ليبني إرثا هجينا له، بل يعمد إلى ضم أماكننا المقدسة إلى إرثه لأنه يبحث عن إرث له هنا ولا يجد له أي أثر.

 

وقال الأب مسلم، إن القدس كانت مدينة الله ومدينة السلام والصلاة فأصبحت مدينة الإنسان والحرب والبغضاء، وبدل أن تكون مفتاح باب السماء صارت مفتاح الحرب والدم، وبدل أن تكون ملتقى العفو والمصالحة والغفران أصبحت ملتقى الشتات والحقد والكراهة والعداوة.

 

وقال إن أقدس بقعة في الأرض أصبحت بؤرة الخطيئة والإجرام لأن الإنسان فيها يقتل الإنسان ويهينه ويدوس كرامته وحقه في الحياة..  وحيث لا توجد كرامة للإنسان واحترام حقه في الحياة فإن الفداء الذي حصلنا عليه في السيد المسيح قد دخل في ساعة الظلمة، والحق أصبح أسيرا للباطل من جديد والموت قد داس الحياة. ولكن الرجاء فينا أن ندوس الموت بالموت ونقتلعه من أرضنا لنعيش في بهاء السلام. وننتظر قيامة مجيدة يكون فيها موتنا وإذلالنا انتصارا على هذا الموت والاحتلال.

 

وأضاف إن من ساند الخطاب التوراتي وتلكأ في لجمه وتحجيمه إنما يعطي إسرائيل الوقت والحجة للتوغل في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني ويكون بذلك شريكا في خطيئة ضد الشعوب. وعقاب خطيئة تقترف بحق الشعوب دينونتها في هذا العالم.

 

وقال إن نداءنا إلى العالم في عيد الفصح هذا هو صوت نبوي: 'لسنا قلقين من قلة عدد الفلسطينيين المترددين على تلك الأماكن المقدسة لإحياء صوت الله فيها وإعلاء كلمته والشهادة لموته وقيامته، بل نخاف أكثر أن تصبح أماكن عبادتنا أماكن تاريخية لا أماكن عبادة وصلاة وشهادة. إننا نخاف أن تبقى الحجارة الصماء وتذهب الحجارة الحية كنيسة المسيح.  أو أن تهدم تلك الأماكن على رؤوسنا لأنها في نظر قادة إسرائيل أماكن وثنية ومن يهدمها يتقرب بذلك من الله.'

 

واستشهد مسلم على ذلك بمقولة ثيودور هيرتزل:' لو قُدّر لنا إن نستولي على القدس يوما، وجرى ذلك في حياتي، فإن أول عمل لي سيكون تطهير المدينة. سأزيل كل شيء ليس مقدسا واحرق كل تلك المباني الأثرية ولو بنيت منذ قرون.'

 

وختم الأب مسلم بالقول 'لقد فتكت إسرائيل بنا وأذاقتنا صنوف العذاب في حروبها الكثيرة علينا. نحن لا نطلب منكم إلا أن تفتحوا عيونكم على جراح الآخرين الأبرياء، على المحرقة الفلسطينية التي ترونها بعيونكم وتلمسونها بأيديكم وتعرفون القادة التي تلطخت أيديهم بدماء أبنائها. وابحثوا معنا عن العدالة التي هي أم السلام وحاضنته. واحمونا واحموا مقدساتنا وأعيادنا.'

 

وتابع: قولوا للحق إنه حق وللباطل أنه باطل حتى ينتهي احتلال فلسطين وينعم أهلها بالحرية والسلام والعدالة.صلوا من أجل القدس وسلامها.'